بماذا تشتهر لبنان في الزراعة
تعتبر الزراعة في لبنان ثالث أهم قطاع في البلاد بعد القطاعين الثالث والصناعي، وهى تساهم بحوالي 7 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي وتوظف حوالي 15 ٪ من السكان، وفي هذا المقال اخترنا أن نتعرف على تاريخ الزراعة في لبنان، ونجيب على سؤال بماذا تشتهر لبنان في الزراعة ؟
بماذا تشتهر لبنان في الزراعة
ما هى المحاصيل الرئيسية في لبنان؟
تشمل المحاصيل الرئيسية الحبوب (بشكل أساسي القمح والشعير) والفواكه والخضروات والزيتون والعنب والتبغ، بالإضافة إلى مجال رعي الأغنام والماعز.
ومن المعروف أن الموارد المعدنية محدودة ويتم استغلالها فقط للاستهلاك المحلي، وتتواجد في لبنان مجموعة متنوعة من الأراضي الزراعية، من الهضبة الداخلية لوادي البقاع إلى الوديان الضيقة المؤدية إلى أسفل البحر.
ويقوم المزارعين بزراعة المحاصيل الأوروبية والاستوائية، حيث يزرعون التبغ والتين في الجنوب والفواكه الحمضية والموز على طول الساحل.
وكذلك الزيتون في الشمال وحول جبال الشوف والفواكه والخضروات في وادي البقاع.
تشمل المحاصيل الأكثر غرابة الأفوكادو، وتتم عملية زراعته بالقرب من جبيل، أما الحشيش فهو محصول رئيسي في وادي البقاع.
تحديات قطاع الزراعة في لبنان
تواجه الزراعة اللبنانية التي توفر أرضاً خصبة ومنتجات طازجة وصحية، العديد من التحديات في السنوات الأخيرة.
ومن المعروف أن من أهما لمشاكل الرئيسية لهذا القطاع هى الممارسات الزراعية غير السليمة التي تؤدي إلى تآكل التربة وإفقارها واستنزاف موارد المياه الجوفية، وتلوث المياه والآثار الصحية الناجمة عن الاستخدام غير المناسب لمبيدات الآفات والأسمدة.
بالإضافة إلى التلوث البيئي الناجم عن إلقاء النفايات العشوائية ونفايات الذبح والمزارع الحيوانية.
يبدو أن سياسات الحكومة تستهدف زيادة مياه الري (خاصة في الجنوب) والتحكم في استخدام المبيدات الحشرية، مع عدم وجود استثمارات أو حوافز ضئيلة أو قليلة لتقنيات الري في الحفاظ على المياه والتربة.
يستفيد القطاع الخاص تدريجياً من الفرص الجديدة والصغيرة الحجم التي توفرها الزراعة العضوية والمنتجات الزراعية عالية القيمة.
ما هو تاريخ الزراعة في لبنان؟
تعود الزراعة في لبنان إلى العصور الفينيقية حيث بدأت الأنشطة التجارية الأولى في شرق البحر المتوسط.
كان تقليد صناعة النبيذ الذي يعود تاريخه إلى 5000 عام من الصناعات المعروفة.
وكان الفينيقيون يميلون إلى زراعة العنب ويصنعون النبيذ ويصدرون كميات كبيرة إلى الدول المجاورة مثل مصر واليونان وآشور.
على الرغم من أن هذا النشاط التجاري كان نشطًا في تلك الفترة، إلا أن الزراعة لم تكن مصدر ثروتهم الرئيسي لأن معظم الأراضي لم تكن صالحة للزراعة.
لذلك ركزوا على التجارة والتداول بدلاً من ذلك، كما قاموا بتربية الأغنام وبيعها وبيع صوفها.
خلال الحكم العربي في العصور الوسطى، استمتعت البلاد بازدهار اقتصادي كبير وكان يتم شحن المنتجات الصناعية والزراعية وزراعتها.
وقد كان يتم البحث عن المنتجات اللبنانية ليس فقط في البلدان العربية ولكن أيضًا في جميع أنحاء حوض البحر الأبيض المتوسط.
هذه الفترة من النمو الاقتصادي تعرضت للاضطهاد في وقت لاحق، وذلك مع بداية الحكم العثماني وارتفاع الضرائب المفروضة على الإنتاج اللبناني.
ازدهار القطاع الزراعي في لبنان
في النصف الأول من القرن العشرين استعادت لبنان ازدهارها الزراعي حيث كان هناك ما يقرب من ربع الأراضي الصالحة للزراعة (أعلى نسبة في العالم العربي).
بعد الخمسينيات والعقود المزدهرة التي تلت ذلك، واجهت الزراعة انخفاضًا كبيرًا مع بداية الحرب الأهلية اللبنانية وخاصة بعد الغزو الإسرائيلي في أوائل الثمانينيات.
في الفترة الأخيرة أعدت الحكومة خططًا لري 60،000 هكتار إضافية، وبحلول عام 1984 كانت هناك دراسات جارية حول 6 مشاريع ري رئيسية، وكلها مصممة لتنفيذها كجزء من خطة إعادة الإعمار 1982-1991.
مع الغزو الإسرائيلي أصبح هناك تحويل مستمر للمياه من الأنهار التي تقع أساسا في الجنوب.
وفي ظل الهدوء النسبي بين عامي 1978 و 1981، تم تدمير حوالي 1100 هكتار من التبغ.
وتم التخلي عن 300 هكتار من الأراضي الزراعية بسبب الألغام الأرضية، وتم تدمير 51000 شجرة زيتون و 70000 شجرة فواكه.
بحلول منتصف الثمانينات أصبحت لبنان أحد أبرز مراكز تهريب المخدرات في العالم.
قبل عام 1975 تم تصدير الكثير من هذه التجارة عن طريق الجو من وباستخدام الطائرات الصغيرة في وادي البقاع.
بعد أن أصبح الوادي تحت السيطرة السورية، غادر محصول المخدرات البلاد بحراً عبر موانئ يسيطر عليها المسيحيون إلى قبرص، أو برا إلى سوريا أو أحيانًا عبر إسرائيل إلى مصر.
السياسات الزراعية الجديدة
في أوائل التسعينيات أطلقت الحكومة اللبنانية وبرنامج الأمم المتحدة مبادرة لاستبدال محاصيل المخدرات ببدائل مشروعة.
قدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حوالي 300 مليون دولار نظرًا لكونها ضرورية للتنمية الريفية.
وتمت عملية إزالة لبنان من قائمة الحكومة الأمريكية لأكبر الدول المنتجة للمخدرات في عام 1997.
في الوقت الحاضر تضع الحكومة اللبنانية سياسات زراعية جديدة، وتقدم المساعدة للإنتاج المحلي وتعطي حوافز عديدة من أجل زيادة جودة وكمية الإنتاج اللبناني.
المنتجات الزراعية الرئيسية في لبنان
تنتج لبنان مجموعة متنوعة من المنتجات الأولية للتصدير والاستهلاك المحلي، وتتركز الصادرات الزراعية اللبنانية بشكل رئيسي في دول الجامعة العربية.
في عام 2003 كان يتم تخصيص كمية من السلع المصدرة تبدأ من 350،000 طن متري إلى المنطقة المحيطة بلبنان (المملكة العربية السعودية بشكل رئيسي) وتعتبر البطاطا من أكثر الخضروات نمواً وتشكل (30 ٪ من إجمالي الصادرات).
تشمل المناطق الأخرى التي تستورد المنتجات الزراعية اللبنانية دول أمريكا الشمالية (3،123 طن متري و 1٪ من إجمالي الصادرات في عام 2003).
وبشكل تستورد رئيسي الولايات المتحدة الأمريكية منتجات زراعية مختلفة مثل اللوز والمشمش والفاصوليا والخيار، والمكسرات وعصير البرتقال.
