مناخ الإقليم الصحراوي الحار
يعتبر الإقليم الصحراوي من أهم الأقاليم المناخية جغرافية في العالم، حيث يتميز بأنه يوفر مناخاً جيدا للتنمية وإقامة المدن والقرى، وسوف نتعرف اليوم على مناخ الإقليم الصحراوي الحار.
مناخ الإقليم الصحراوي الحار
موقعه
يقع الإقليم الصحراوي الساخن بالقرب من المنطقة الاستوائية لـ مدار السرطان، ومدار الجدي، وتعتبر أكبر منطقة صحراء بها هي الصحراء الإفريقية، والتي تمتد عبر القارة بأكملها.
مناخه
تتميز بمناخ صحراوي شديد التطرف، حيث انه شديد الحرارة في فصل الصيف، وشديد البرودة في فصل الشتاء، وتسقط الأمطار فيه في فصل الشتاء فقط، ولكن بنسبة قليلة جدا، نادراً ما نجد فيها طقس معتدل، فنجد درجات الحرارة في فصل الصيف ترتفع لتبقى بين درجتي 35 – 40 درجة مئوية، أما في الشتاء فنجدها تتراوح بين 20- 30 درجة مئوية.
طقسه
تعتبر درجات الحرارة به مرتفعة جدا، عن بقية الأقاليم الأخرى، حيث تجاوز خلال فترات النهار في فصل الصيف الأربعين درجة مئوية، وعلىى العكس تماماً نجدها تنخفض في فترات الليل من نفس اليوم إلى 0 درجة مئوية.
الأمطار الخاصة به
يعتبر من أكثر المناطق جفافاً حول العالم، حيث لا تتجاوز نسبة نزول الأمطار في العام كله 250 ملم.
مميزات التربة به
تمتاز التربة الصحراوية بطبيعتها الرملية الخلابة، فنجدها رقيقة في أغلب الأحيان، وتتخللها بعض المناطق الصخرية، والتي تتميز غالباً باللون الرمادي.
كما أنها تعتبر جافة جدا، فسرعان ما تبلع مياه الأمطار بداخلها فور نزولها.
التربة القشرية
وبسبب هذا الجفاف نجد أنها تظهر في بعض الأحيان بصورة قشرية، وهذا يرجع إلى الآلية التي تتبعها في سحب المياه من باطن الأرض، والتي تكون درجة حرارتها مرتفعة للغاية، فما تلبث أن تتبخر، وتترك خلفها جميع الأملاح الموجودة بها، لتترسب على سطح التربة.
الكائنات الحية الموجودة فيه
بسبب المناخ السيئ فيها نجد أن صور التنوع البيولوجي وفرص وجود كائنات حية كثيرة فيه قليل إلى حد ما، و بعض الكائنات التي تعيش به نجدها قد تكيفت على هذه الظروف القاسية بتغيير كثيراً من خصائصها الجسدية، التي تضمن لها البقاء على قيد الحياة.
صور تكيف النباتات للعيش فيه
تقوم النباتات ببعض التغييرات البيولوجية التي تضمن لها البقاء والاستمرار في هذه الظروف السيئة، وهذه التغيرات هي:
- صغر حجم الأوراق الخاصة بها، والتي تضمن أن الماء المفقود سوف يكون كميته قليلة جدا، لأنه يفقد عن طريق النتح فقط.
- الجذور الصنوبرية، وهي نوع من الجذور النباتية التي تتميز بطولها الكبير، فقد تبلغ حوالي من 7 إلى 10 أمتار، حتى تتمكن من التغلغل داخل التربة، والوصول إلى الماء، الذي يكون على بعد مسافات كبيرة جدا تحت سطح الأرض، وفي كثير من الأحيان يكون طولها أطول من الجزء الظاهر من النبات فوق سطح الأرض.
- الأشواك، تتحور الأوراق في بعض أنواع النباتات الصحراوية مثل الصبار إلى أشواك، حتى تضمن لها سطح أقل معرضاً لحرارة، وبالتالي فقدان كمية أقل من الماء،كما أن وجودها يحافظ على النبات من خطر أكل الحيوانات البرية له.
- بعض النباتات تحتوي على طبقة كثيفة من الجلد الشمعي القاسي، والذي يعمل على تقليل الماء المفقود منها.
- تخزين الماء، أغلب هذه النباتات قد طورت خاصية الاحتفاظ بالماء في جميع أجزائها من الجذور، والأوراق، والسيقان، حتى تستخدمه عند الحاجة.
مثال عليه
من أشهر الأمثلة الموجودة على الكرة الأرضية للأقاليم الصحراوية هي إقليم صحراء ثار الموجود في منطقة راجستان في شمال غرب الهند.
تتميز بأنها من أكثر المناطق الصحراوية في العالم كثافة في السكان، والذين يشتغل أغلبهم في زراعة المحاصيل التي تكفي احتياجاتهم اليومية.
ولكن هذا التزايد السكاني بها جعل طبيعتها الصحراوية مهددة بالانقراض، بسبب الضغوط التي يمارسونها عليها، ومحاولاتهم المضنية تغيير هذه الطبيعة وجعلها صالحة للمعيشة.
التطور البيئي في صحراء ثار
من ناحية أخرى فقد شهدت العديد من مظاهر التطور والتي تتمثل فيما يلي:
- التعدين: تنتشر فيها الكثير من المعادن الطبيعية مثل الفلسبار، والفوسفريت، والجبس، والكاولين، والتي يتم دخولها في الكثير من الصناعات الحديثة، مثل صناعة الأسمدة، والتي يضاف إليها الأسمنت الخام،كما يتم استخراج الأحجار الجيرية التي تدخل بعد ذلك في أعمال البناء منها، والرخام كذلك.
- توليد الطاقة: تسطع الشمس هناك تقريبا طوال الوقت، فقام السكان باستغلال ذلك واستخدام الخلايا الشمسية لتوليد كميات كبيرة جدا من الطاقة، وتوجيهها إلى محطات تحلية المياه،كما تستخدم الرياح في توليد ما يقدر بنحو 60 ميجاوات (MW) من الكهرباء، عن طريق توربينات عملاقة.
- الزراعة: تم تطوير التربة الخاصة بها لجعلها صالحة لزراعة الكثير من المحاصيل الزراعية مثل القمح، والقطن، مما وفر الكثير من فرص العمل، و رفع مستوى الحالة الاقتصادية بها.