تاريخ مصر الحديث

من أجل فهم السياسة الداخلية والعلاقات الدولية الأكثر حداثة في مصر، لا بد من معرفة تاريخها الحديث، وخاصة أدوار الاستعمار البريطاني، وحركات الديمقراطية، ودور الجيش، والحركات الإيديولوجية السياسية مثل القومية العربية، ونقدم في هذا المقال نظرة شاملة حول تاريخ مصر الحديث.

تاريخ مصر الحديث

الاحتلال الفرنسي

في عام 1798، قاد نابليون بونابرت الغزو الفرنسي على مصر، ويعتبر أحد أهم الأحداث في تاريخ مصر الحديث، ورغم أن الاحتلال الفرنسي لم ينجح ولم يدم طويلا، وبحلول عام 1801، أُجبر الفرنسيون على الانسحاب، لكن الأحداث التي بدأها الغزو غيّرت بشكل كبير مستقبل مصر.

عندما غادر الفرنسيون، أرسل السلطان العثماني جيشا جديدا بقيادة محمد علي لإعادة تأسيس الدولة العثمانية في مصر، وبعد عدة سنوات، تمكن محمد علي من كسب تأييد الشعب والسيطرة على مصر، وعزز هذه السيطرة من خلال مذبحة المماليك عام 1805م.

الاحتلال الفرنسي
الاحتلال الفرنسي

حكم محمد علي

بعد توليه الحكم في عام 1805، انطلق محمد علي لتأسيس مصر كمملكة مستقلة تحت سيطرته، وأحدث نهضة اقتصادية وعسكرية كبيرة فيها، واهتم بتوسيع الأراضي الزراعية وتأميمها، وأنتج معدات للجيش، وأرسل بعثات إلى أوروبا لتعلم اللغات وإعادة التكنولوجيات الجديدة، واهتم بالتعليم لضمان وجود أشخاص مؤهلين لشغل مناصب في الاقتصاد الجديد والقطاعات المختلفة، وبالفعل نما الاقتصاد بشكل سريع وزاد الحراك الاجتماعي بشكل كبير.

الاحتلال البريطاني لمصر

أفسدت النفقات الضخمة للخديوي اسماعيل باشا، أوضاع البلاد وأدت إلى غزو من قبل البريطانيين عام 1882، ما أدى إلى فقدان مصر استقلالها في ظل الاستعمار، وبعد الحرب العالمية الأولى، حرص البريطانيون على ضمان عدم فقدان مصالحهم في مصر، لذلك نفوا كبار الشخصيات السياسية مثل سعد زغلول وغيره ممن سعوا إلى تحرير البلاد، وحتى عندما منحوا مصر الاستقلال كان بالاسم فقط وظهر ذلك في إعلان 1922 ثم الدستور المصري لعام 1923.

أكدت معاهدة 1936، موقف بريطانيا من استقلال مصر، فهى لا تزال تسمح للحكومة البريطانية بالانتفاع من قناة السويس، فضلا عن الاتفاق على أنه في حالة الهجوم على مصر، يمكن لبريطانيا التدخل عسكريا للدفاع عنها، وبعد الاتفاق، لم يتغير شيء يُذكر في مصر، واستمر الملك في الحكم، وبعد وفاة الملك فؤاد، جاء الملك فاروق عام، الذي كان يتطلع أيضا إلى الحفاظ على علاقة ودية مع بريطانيا.

خلال الحرب العالمية الثانية، كانت بريطانيا قلقة بشأن موقف الملك من ألمانيا، وبعدما استقال علي ماهر من منصبه عام 1942، كان يأمل الملك في أن يكون رئيسا للوزراء، إلا أن بريطانيا كانت غير راضية عن علي ماهر، لأنه لم يكن قريبا جدا من الملك فقط، بل لتعاطفه مع ألمانيا ودول المحور الأخرى، لذلك سعت إلى تثبيت الوفد في الحكومة، وأرسلت إلى الملك إنذارا خيرته فيه بين دعوة الوفد لتشكيل الحكومة أو تنازله عن العرش، فاختار فاروق تعيين حكومة وفدية.

ثورة الضباط الأحرار 1952

تخلصت ثورة يوليو 1952 أخيرا من الإدارة الاستعمارية للبريطانيين والحكم الملكي، وقادت تأسيس جمهورية مصر العربية، وتولى محمد نجيب الرئاسة إلا أنه لم يستمر طويلا، وأصبح الرئيس جمال عبد الناصر أول زعيم منتخب للجمهورية في عام 1956، وكذلك أول مصري يقود حكومة مصر منذ غزو الإسكندر الأكبر منذ أكثر من ألفي عام.

ثورة الضباط الأحرار 1952

ملخص تاريخ مصر الحديث

يمكن تلخيص أهم الأحداث التي شهدها تاريخ مصر الحديث فيما يلي:

المراجع

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

Exit mobile version