حياة الملك فيصل الثاني
منذ قديم الأزل اشتهرت العراق بكثر الصراعات الداخلية على الحكم فيها، وكان من أهم من ظهر في تلك الصراعات في العصر الحديث، ملك صغير سمي بالملك الصبي، وهو الملك فيصل الثاني، دعونا اليوم نتحدث عن حياة الملك فيصل الثاني.
حياة الملك فيصل الثاني
مولده ونشأته
فيصل بن غازي بن فيصل آل هاشم، ولد في 2 مايو 1935، في بغداد عاصمة العراق، وهو حفيد فيصل الأول، وحفيد حفيد حسين بن علي، الشريف السابق لمكة المكرمة وملك الحجاز.
تولى ملك العراق بعد وفاة والده الملك غازي، ولكنه كان مازال في الرابعة من عمره، فتولى عمه عبد الإله الحكم بدلاً منه، وفي أبريل 1941م، استولى رئيس الوزراء (رشيد علي الجيلاني) على الحكم، وقام بعزل عبد الإله.
عندما علمت الملكة علياء والدة الملك فيصل بهذا الأمر، قامت بتهريبه بسرعة إلى خارج البلاد، وتلقى تعليمه في مدرسة هارو بانجلترا، وفي عام 1950م توفت والدته، وأصبح عمه عبد الإله الوصي الرسمي عليه.
زيارته للولايات المتحدة الأمريكية
عندما بلغ السابعة عشر من عمره وبالتحديد في أغسطس 1952م، سافر بصحبة الوفد المرافق له إلى الولايات المتحدة الأمريكية، للقيام بجولة مدتها خمسة أسابيع، زار فيها عدة ولايات أمريكية هي (ديترويت، واشنطن العاصمة، شيكاغو، دنفر، سان دييغو، لوس أنجلوس، لاس فيجاس وفينيكس، ونيويورك)،وقد اطلع في خلال زيارته على أحدث المشاريع في مجال الزراعة، والطاقة، وأنظمة القنوات، واستصلاح الأراضي، وقد اهتم بصفة خاصة بمشاريع تطوير المياه والري، وصرح بعدها في حوار صحفي أن (واحدة من أهم المشاكل في العراق هي الحاجة إلى وجود مشاريع للري) وهذا ما عمل على الاهتمام به فيما بعد.
هواياته
كان مولعا بلعبة البيسبول، حتى أنه خصص أغلب وقت رحلته في متابعتها، والاستماع بها، فكان كثيراً ما ينبهر بسرعة اللاعبين الرائعة في الجري، واللعب، والقوة التي يظهرونها أثناء اللعب.
كما كان يحب التصوير جدا، وكان بارعاً فيه، فقد قام برحلة بالقارب الخاص بالفريق ويليس د. كريتنبيرجر ، قائد الجيش الأول لمدة أربع ساعات حول مانهاتن، والي قال عنه أنه سيصبح عضواً مؤقتاً في فيلق رجال الكاميرا في البيت الأبيض.
كما أنه اعتبر المصور الأول في العراق فقد قام بـ استخدم كاميرا تابعة لجيش بولارويد لاند، واستطاع أن يخرج نسخة مطبوعة بعد دقيقة واحدة من التصوير.
توليه العرش
في الثاني من مايو عام 1953م، تم تنصيبه ملكاً للعراق، بعدما حصل على غالبية الأصوات في استفتاء شعبي في بغداد، وفي نوفمبر من نفس العام تم تنصيب ابن عمه الملك حسين بن طلال ملكاً للملكة الأردنية الهاشمية.
فترة حكمه ووفاته
كانت فترة حكمه للعراق غير مستقرة نهائياً، فـ على الرغم من أنه سعى لتحديث البلاد بالموافقة على مشاريع ضخمة مثل بناء السدود، والجسور، ومشاريع الري، وبناء المدارس، والمستشفيات، إلا أن كل ذلك لم يجعل النظام الملكي يكتسب دعماً شعبياً في العراق، وكذلك الصراع الذي دار بينه وبين عبد الإله على السلطة.
الانقلاب العسكري عليه
وفي 14 يوليو 1958، قاد اللواء (عبد الكريم قاسم) انقلاب عسكرياً قضى به على النظام الملكي، وأسس نظام جمهوري في العراق، وقتل فيصل أثناء ذلك، وقد أطلق الانقلابيين على أنفسهم اسم الضباط الأحرار، نسبة إلى الضباط الأحرار المصريين الذين قادوا ثورة 1952م،وقاموا بمداهمة قصر الزهور، المقر الرسمي للحكم في هذا الوقت، وقتلوا جميع من كانوا فيه بعد إيهامهم بأنه سوف تأتي طائرة هيليكوبتر تقلهم خارج البلاد، فقاموا بـ إيقافهم بجوار جدران القصر، وأطلقوا النار عليهم بالرشاشات،وكان بجواره من القتلى كلا من (الأميرة عابدية والدة عبد الإله، وعمة فيصل، والأميرة هيام زوجة عبد الإله).
التعذيب والتمثيل بـ الجثة بعد الوفاة
وقد تم التعامل مع جثته وجثة الأمير عبد الإله بطريقة وحشية جدا، حيث تم سحلهم في شوارع المدينة، وتعليقهم خارج وزارة الدفاع، كدليل على أن العراق قد تحرر من النظام الملكي.
كان ذلك في عام 14 يوليو عام 1958، وقد توفي عن عمر يناهز 23 عاماً، ويعتبر آخر ملوك العراق، حيث امتدت فترة حكمه من عام 1939 إلى 1958م، وقد كان الملك الشاب يجهز للزواج في ذلك الوقت.
المراجع