الملك الحسين يعتبر الأب الروحي لدولة الأردن، وقد أطلق عليه الشعب الأردني اسم (الملك الإنساني) لأنه عرف بينهم بالتسامح، والرحمة فقد كانت له جهود عظيمة في النهوض بالأردن، والحفاظ على أمنها وسلامتها، دعونا نلقي نظرة على حياة الملك الحسين.
حياة الملك الحسين
مولده ونشأته
الملك حسين بن طلال ولد في عمان في 14 نوفمبر من عام 1935م، وكان والده الأمير (طلال بن عبد الله)، ووالدته الأميرة (زين الشرف بنت جميل)،وكان له شقيقين أولاد هم الأمير محمد، والأمير الحسن، وشقيق بنت واحدة، هي الأميرة بسمة.
انهى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في عمان، ثم انتقل للدراسة الجامعية في جامعة فيكتوريا في الإسكندرية، ثم إلى مدرسة هارو في انجلترا، وتلقى بعد ذلك تعليمه العسكري في الأكاديمية العسكرية الملكية (ساندهيرست) في إنجلترا.
في وقت مبكر من حياته وتحديداً في 20 يوليو عام 1951م، استشهد جده الملك عبد الله في المسجد الأقصى في القدس، وكان هناك مع جده، حيث تعودوا الذهاب بانتظام لأداء صلاة الجمعة هناك.
توليه الحكم
في 6 سبتمبر عام 1951 م، تولى العرش الابن الأكبر للملك عبد الله، الملك طلال، وسرعان ما تبعه ابنه الأكبر حسين، الذي أُعلن ملك المملكة الأردنية الهاشمية في 11 أغسطس 1952، ولكنه لم يكن قد أكمل عامه الثامن عشر، حتى يتمكن من تولي العرش، فكان لابد من تعيين مجلس ريجنسي، يتولى أمور البلاد، كما ينص الدستور، وفي 2 مايو 1953 تم تنصيبه ملكاً رسمياً للأردن.
زواجه
تزوج من الملكة نور في 15 يونيو عام 1978، وأنجب منها ولدان هما حمزة وهاشم، وابنتان هما إيمان وريا، وكان له من ثلاث زيجات سابقة ثلاثة أبناء هم (عبد الله، وفيصل، وعلي)، وخمس بنات هن (العليا، وزين، وعائشة، وهايا، وعبير) وفي نهاية حياته كان لديه الكثير من الأحفاد.
فترة حكمه وانجازاته
طوال سنوات حكمه الطويلة، والحافلة بالأحداث، عمل بجد في بناء بلده ورفع مستوى معيشة كل أردني فيه، وفي وقت مبكر، قام بالتركيز على بناء بنية تحتية اقتصادية وصناعية من شأنها أن تكمل وتعزز التقدم الذي يريد تحقيقه في حياة شعبه.
خلال الستينيات من القرن الماضي، قام بتطوير الصناعات الرئيسية في الأردن، بما في ذلك الفوسفات، والبوتاس، والاسمنت، وأمر ببناء شبكة من الطرق السريعة التي تربط جميع أنحاء المملكة ببعضها، وفي عام 1950م، كانت المياه والصرف الصحي والكهرباء متاحة فقط لـ 10 ٪ من سكان الأردن، واليوم أصبحت تصل إلى 99 ٪ من السكان، بفضل الملك حسين.
نمو الأردن في حكمه
وفي عام 1960 ، كان 33٪ فقط من الأردنيين يعرفون القراءة والكتابة ، بينما بحلول عام 1996م، ارتفع هذا العدد إلى 85.5٪، في عام 1961، كان المواطن الأردني العادي يتناول يومياً حوالي 2198 سعر حراري، وبحلول عام 1992، ارتفع هذا الرقم بنسبة 37.5 ٪ ليصل إلى 3022 سعر حراري.
كما تشير إحصائيات اليونيسف إلى أنه بين عامي 1981 و 1991، حقق الأردن أسرع معدل انخفاض سنوي في معدل وفيات الرضع من 70 حالة وفاة لكل 1000 مولود في عام 1981 إلى 37 لكل 1000 عام 1991، أي بانخفاض قدره 47٪.
جهوده الخارجية
بذل الكثير من الجهود طوال فترة حكمه التي استمرت 47 عامًا، من أجل تعزيز السلام في الشرق الأوسط، وذلك بعد نشوب الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967.
كان له دور فعال في صياغة قرار مجلس الأمن رقم 242، والذي يدعو إسرائيل إلى الانسحاب من جميع الأراضي العربية التي احتلتها في حرب عام 1967، مقابل السلام، والذي يعتبر النواة الأولى لجميع معاهدات السلام التي عقدت مع إسرائيل بعد ذلك.
دوره في مؤتمر مدريد للسلام
في عام 1991، لعب دورًا محوريًا في عقد مؤتمر مدريد للسلام، وتوفير “مظلة” للفلسطينيين للتفاوض على مستقبلهم، وكان جزء من وفد أردني فلسطيني مشترك شارك في المؤتمر، وتعتبر معاهدة السلام التي عقدها في عام 1994 بين الأردن وإسرائيل، خطوة هامة نحو تحقيق السلام في الشرق الأوسط.
دوره في أزمة الخليج
كما بذل الكثير من الجهود خلال أزمة الخليج 1990-1991م، للتأثير على الحكومة العراقية للانسحاب من الكويت بطريقة سلمية، واستعادة أراضي الكويت.
وفاته
توفي في بداية عام 1999م، بعد فترة صراع طويلة مع المرض أمضاها في أمريكا للعلاج، وقد أقيمت له جنازة رئاسية كبيرة حضرها الكثير من رؤساء وملوك الدول، والشخصيات السياسية المهمة، والتي تعكس سمعته الطيبة وحب الناس له.
عندما توفي كان أطول ملك يحكم دولة في العالم بعد سنوات وصلت إلى أربعون سنة، بذل فيها العديد من الجهود لوطنه الصغير الأردن، ووطنه الكبير الوطن العربي كله.