تاريخ القاهرة الفاطمية
الفاطميين هم سلالة كبير كانت تحكم مصر وشمال أفريقيا، وتوسعت بعدها في الشرق الاوسط كامل، وكانت فترة حكمهم ما بين 909 حتى 1171م، وأخذت اسمها من السيدة فاطمة ابنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، واليوم سنتعرف على تاريخ القاهرة الفاطمي وكيف كانت في تلك الفترة.
تاريخ القاهرة الفاطمية
دخل الفاطميين مصر عندما قام القائد الفاطمي جوهر الصقلي القضاء على دولة الادارسة، حتى ان جيوشه استطاعت ان تصل الى المحيط الاطلسي وعندها استطاع ان يدخل مصر كفاتح وكان ذلك في 359 ه، واستطاع ان يدخل مصر من دون أي مواجهات، حتى أن جيوشه وعلى طول الطريق من المغرب وحتى القاهر قاموا بحفر العديد من الآبار حتى يجدوا الماء.
عندما دخل جوهر الصقلي إلى مصر وعامل أهلها معاملة حسنة للغاية، وامنهم على دينهم واستطاع الوصول الى المدن من دون حدوث أي حروب، وعندها اصبحت مصر احدى الولايات الفاطمية، وبعد أربع سنوات من وجود الحكم الفاطمي في مصر انتقلت الخلافة الفاطمية الى قلب القاهرة في عام 362 ه، فقاموا ببناء قصر الخليفة، والعديد من البيوت للوزراء.
القاهر في الحكم الفاطمي أصبحت أكثر توسعا وتطورا العديد من المرافق بها، وانتشرت البناء المعماري المميز، حتى أنهم سعوا الى تحقيق هدفهم من اقامة الخلافة العالمية، ولكن واجهتهم العديد من المشاكل والحروب على الحدود، مع حدوث بعض الاضطرابات الداخلية في الحكم.
دور الفاطميين في بناء القاهرة
القاهرة ليست مدينة فرعونية تم بنائها قديما كما الأهرامات، فقد تم تأسيس المدينة في عام 969م من قبل الفاطميين، تم بناء العاصمة الجديدة بارقى المباني والمعمار الفاطمي، كبناء المسجد الأزهري الكبير، والجامعة الرئيسية للدراسات الاسلامية في مصر، وتم بناء البوابات الثلاثة الاشهر في القاهرة، وهم باب النصر وباب الفتح وايضا باب زويلة.
تم عمل الطرق الرئيسية في القاهرة وقد أطلق على المدينة في ذلك الوقت او العالم او ام الدنيا، وأصبحت القاهرة من أشهر المدن بجدرانها المزخرفة والمباني التي غلب عليها الطابع الفاطمي المميز.
نبذة عن الفاطميين
بعد سقوط الخلافة الاموية استطاعت الخلافة العباسية أن تحكم الشعوب العربية وايضا الاسلامية، ولكن في أواخر حكمهم حدثت العديد من الاضطرابات والفتن وذلك ما أدى إلى ضعف الخلافة العباسي بشكل كبير، وهنا ظهر العديد من الطوائف التي استغلت ضعف الدولة لنشر أفكارهم ومبادئهم، ومن ضمنهم من عرفوا باسم دعاة الاسماعيلية، وقد دعوا الناس الى اعتناقه.
وجدت الدعوة الاسماعيلية انتشار وقابلية كبيرة في المغرب العربي حتى أن الدعوة كانت سهل انتشارها بين قبائل البربر والامازيغ، وكان هدفهم هو مركز الخلافة العباسية السنية، واستطاع الاسماعيليون تحت رأي أبي عبد الله الداعي لاستقطاع آلاف المؤيدين، حتى انه استطاع ان يسقط الدولة التي كانت تسيطر على المغرب العربي وهي دولة الأغالبة، ومن هناك كانت أول عاصمة الفاطميين في المغرب في 912 م.
بداية الدولة الفاطمية
سيطر الفاطميون على المغرب العربي واصبح لها كيان وتاسست من هنا الدولة الفاطمية، وكانت اول اهدافهم هي مصر والتي كانت تخضع في تلك الفترة للحكم الإخشيدي، وبالفعل استمر الحكم الفاطمي في شرق افريقيا حوالي مائتين وسبعين عاما، حتى انتهت في عام 1171م حيث دخل إلى مصر صلاح الدين الايوبي بامر من نور الدين زنكي واستطاع الاطاحة بهم، وعادة مصر مرة اخرى الى الدولة الاسلامية السنية.
دخول الفاطميين لمصر
كان دخول الفاطميين لمصر سهل للغاية ومن دون أي خلافات مع اهلها، حتى انه دخلوا برضاهما التام واستغلوا ضعف الدولة الاخشيدية وتفككها وكثرة ظلمهم لأهل البلد، وبعد أن تمكنوا من السيطرة على البلاك ومدنها قاموا بنقل العاصمة إليها، فقاموا بإنشاء مدينة القاهرة الكبرى في عهد المعز لدين الله الفاطمي، وقاموا ببناء الجامع الأزهر ودار الحكمة وايضا مسجد السيدة فاطمة،
نبذة عن الخلافة الفاطمية
كانت الخلافة الفاطمية عبارة عن نظام إمبراطوري ثوري في آن واحد، فقد كان الخليفة هو الملك الذي يحكم الامبراطورية ويسعى الى توسعها وامدادها بالوسائل العسكرية، وقد اتخذت من مصر عاصمة لها، وضمت الدولة الفاطمية كل من صقلية وساحل البحر الاحمر الافريقي، وسوريا وفلسطين، واليمن والحجاز، وايضا مكة المكرمة والمدينة المنورة، وكانوا يستغلون موسم الحج السنوي لصالحهم.
لم يكن الخليفة مجرد حاكم لهم فقط بل انه كان هو الإمام الروحي للمذهب الاسماعيلي والذي كان تحت يده الكثير من المبشرين بذلك المذهب أينما ذهبوا، وكانت مهمتهم هي الوعظ، ومحاولة تخريب نظام السنة في الاراضي الاسلامية، وكانت تدار تلك المنظومة من قلب القاهرة.
المعمار في العهد الفاطمي
كان الحكم الفاطمي نهضة كبيرة في الفنون الزخرفية، الامر الذي جعل القاهرة هي المركز الثقافي الأهم في العالم العربي والاسلامي بشكل عام، وأصبحت القاهرة والتي كانت تعرف قبل الفاطميين باسم الفسطاط مركز رئيسي لإنتاج الفخار وايضا الزجاج وكل الاشغال المعدنية، ونحت الصخور والعاج والخشب.
تم إنشاء مصنع للنسيج تحت اشراف مسؤولين حكوميين، وكان المصنع يخرج اقمشة باسم الخليفة الى كل دول دلتا النيل، كما أنهم اشتهروا بالزخارف والمنسوجات، والمنحوتات الصخرية البلورية بمهارة كبيرة للغاية.
أسباب سقوط الدولة الفاطمية
من أهم أسباب سقوط الدولة الفاطمية هي الفساد الكبير الذي كان في كل أركان البلد، فبينما كان الشعب يعاني من الفقر والضرائب كان الوزراء والحكام يشيدون القصور للخليفة، كما أن المذهب الفاطمي كان يسعى الى انتشار المذهب الشيعي ومحاربة المذهب السني.
كان هناك حاجة ملحة للغاية لإعادة الوحدة بين أطراف الخلافة العباسية لصد الهجمات الصليبية على الدول الاسلامية، حتى انهم استطاعوا تحقيق ذلك الحلم على يد القائد صلاح الدين الأيوبي والذي استطاع ان يحكم مصر وأسس الوحدة بينها وبين الشام وانهى تماما على الخلافة الفاطمية.