هو خالد بن عبدالعزيز آل سعود، ولد في الرّياض في عام 1913، عندما كانت صحراويّة، وتوفّي في 13 تمّوز 1982، وعندما بلغ 14 من عمره، أرسله والده ممثّلًا عنه إلى القبائل لسماع مظالمهم،
وفي عام 1934 شارك في الحملة السّعوديّة ضدَّ اليمن بقيادة شقيقه فيصل، وبعد ذلك لُقِّب برجل الصّحراء؛ لأنّه سعى في الأمور السّياسيّة الدّاخليّة.
بدأت حياة الملك خالد الرّئاسيّة منذ 1975 وبقي ملكًا حتّى توفّي في عام 1982، وهو رابع ملك للسّعوديّة، وقد خَلَفَ أخوه غير الشّقيق فيصل، الذي اغتيلَ في عام 1975، وكان للملك خالد تأثيرًا معتدلًا في سياسات الشّرق الأوسط، وكانت البلاد نسبيًّا بإدارة أخيه غير الشّقيق فهد، الذي أصبح خليفته.
حياة الملك خالد الشّخصيّة
طوال حياة الملك خالد كان مولعًا بالصّيد في الصّحراء بالصّقور، ومطاردة الغزالان والمها، وكان يتنافس مع رجال القبائل لمعرفة من الذي يمكن أن يتفوّق على الآخرين في شرب حليب الإبل، كما كان يذهب في رحلات السّفاري إلى الهند وإفريقيا، وقصره مليء بجوائز الصّيد.
سياسة الملك خالد الدّاخليّة
خلال حياة الملك خالد في الحُكم، وخلافًا لمعظم إخوته، لم يتابع أبدًا دراسات التّعليم العالي في الخارج، بل اهتمَّ بنفسه بحلِّ مشاكل البدو، وأبدى اهتمامًا خاصًّا بمشاريع استصلاح الصّحراء؛ من خلال استخراج المياه الجوفيّة، وعندما كان في الرّياض كرّس نفسه للأعمال الخيريّة، واشتُهرت بشخصيّته المتواضعة والمكتفية ذاتيًّا، إلى جانب أنّه كان هادئًا؛ ممّا جعله موفّقًا في حلِّ النّزاعات التي كانت تنشأ بين العائلات الكبيرة، ولذلك أيضًا عُيِّن وليًّا للعهد.
المشاكل الصّحّيّة
طوال حياة الملك خالد عانى من مشكلات صحّيّة، ومنها:
- في عام 1972 خضع لجراحة القلب المفتوح في كليفلاند.
- في عام 1977 أجرى جراحة في الفخذ في لندن.
- في عام 1978، تمَّ نقله إلى مستشفى كليفلاند لإجراء عمليّة جراحيّة أخرى له، وعَقِبَ إجراء عمليّة القلب المفتوح في نفس العام، تحسّنت صحّته.
إنجازات الملك خالد الدّاخليّة
- في حياة الملك خالد نجحت المملكة العربيّة السّعوديّة في التّغلّب على العديد من التّعديلات السّياسيّة الرّئيسيّة، وتولّت المملكة السّيطرة الكاملة على شركة أرامكو في 1980.
- لم تكن إنجازات الملك خالد في السّياسة الدّاخليّة غير معقولة، وبعد فترة وجيزة من وصوله إلى العرش، أطلق الملك خالد الخطة الخمسيّة الثّانية للمملكة العربيّة السّعوديّة، والتي أنشأت البنية التّحتيّة للازدهار المستقبليّ لبلاده.
- في عهد الملك خالد، ارتفع مستوى المعيشة في المملكة العربيّة السّعوديّة بشكل كبير، وحقّقت البلاد قوّة اقتصاديّة وسياسيّة معزّزة في السّاحة الدّوليّة، وخلال عهده بدأت البلاد في تنويع اقتصادها، وأحرزت تقدّمًا نحو الانتهاء من بنيتها التّحتيّة.
إنجازات سياسة الملك خالد الخارجيّة
- خلال حياة الملك خالد السّياسيّة لعب دورًا في محاولة حلِّ الحرب الأهليّة اللّبنانيّة، وعُقِدَ مؤتمر سلام عربي في الرّياض في تشرين الأوّل عام 1976، ولكنَّ هذا المؤتمر توقّف، تلاه اجتماع للجامعة العربيّة في القاهرة في نفس الشّهر، وفي عام 1981، عقد الملك خالد قمّة تاريخيّة للدّول العربيّة.
- أيّد الملك خالد القضايا العربيّة، وخاصّة ضدّ إسرائيل، وخلال لقائه بالرّئيس كارتر في الرّياض 1978، أصرَّ على أنّ السّلام في الشّرق الأوسط يتطلّب انسحابًا كاملًا لإسرائيل من الأراضي التي احتلّتها في حرب عام 1967، بما في ذلك مدينة القدس القديمة.
- أصرَّ الملك خالد على تقرير المصير للفلسطينيين، مع الحفاظ على حقوق إعادة التّوطين في أراضي أجدادهم.
- في حياة الملك خالد قطعت المملكة العربيّة السّعوديّة مساعداتها الماليّة عن مصر، عند توقيع اتّفاقيّة كامب ديفيد في عام 1979.
- حاول الملك خالد شراء طائرات مقاتلة متقدّمة من الولايات المتّحدة، وأخبر الرّئيس كارتر في مايو 1978، أنّ هناك حاجة إليها لتخفيف التّوسّع الشّيوعيّ في المنطقة.
- في حياة الملك خالد ووليّ العهد الأمير فهد، كانت المملكة العربيّة السّعوديّة عاملًا قياديًّا معتدلًا في سياسات الشّرق الأوسط، وفي منظّمة الدّول المصدّرة للنّفط في جميع أنحاء العالم، التي سعى إليها زعماء العالم.
موقف الملك خالد من حرب إيران والعراق
اندلعت الحرب بين إيران والعراق في أيلول عام 1980، وكان العراق يشكِّل منذ فترة طويلة تهديدًا للممالك في شبه الجزيرة العربيّة، وبعد أن تعافت إيران من هجوم العراق، بدا أنَّ تهديد الثّورة الإسلاميّة يحلُّ محلَّ أيَّ تهديد يمثّله العراق.
في الوقت نفسه، بدأت إمارات الخليج العربيّ التي كانت تعمل تقليديًّا كدول عازلة بين المملكة العربيّة السّعوديّة وإيران والعراق تعاني من نشاط تخريبيٍّ متزايد داخل حدودها، من قبل عملاء إيرانيين وعراقيين، وبعد إلقاء القبض على المواطنين السّعوديين في البحرين في عام 1981، عزّزت المملكة العربيّة السّعوديّة بقيادة الملك خالد تعاونها مع الدّول الصّغيرة، وفي النّهاية شكّلت مجلس التّعاون الخليجيّ.
المراجع