هو فيصل بن عبد العزيز بن عبد الرّحمن آل سعود، ولد في عام 1906، في الرّياض، وتوفّي في عام 1975، وكان ملك المملكة العربيّة السّعوديّة بين عاميِّ 1964-1975، وهو شخصيّة عربيّة مؤثّرة في العالم؛ فقد كان ناقدًا لإسرائيل وللنّفوذ السّوفياتيّ في الشّرق الأوسط، وكان وزير الخارجيّة وأمير الحجاز في عام 1926، وفي عام 1934 قاد الملك فيصل حملة منتصرة ضدَّ اليمن، ومثّل المملكة العربيّة السّعوديّة في مؤتمر الأمم المتّحدة لعام 1945، وكان سفيرًا لاحقاً في الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة.
طفولة الملك فيصل
- توفّيت والدة الملك فيصل عندما كان عمره أقلَّ من ستّة أشهر.
- نشأ في بيئة دينيّة صالحة.
- تلقّى تعليمه القانونيّ من جدّه الشّيخ عبد اللّطيف.
- تلقّى أيضًا تعليمًا اجتماعيًّا وإداريًّا من والده الملك عبد العزيز.
حياة الملك فيصل السّياسيّة
كانت حياة الملك فيصل السّياسيّة حافلة بالأحداث؛ حيث قام بالعديد من الأمور ومن بينها:
- شارك الملك فيصل في عدد من حملات التّوحيد في عهد الملك عبد العزيز.
- قاد الوفد السّعوديّ لمؤتمر لندن في عام 1939؛ لمناقشة القضيّة الفلسطينيّة، فيما عُرِف فيما بعد باسمِ (الطّاولة المستديرة المعروفة في لندن).
- قاد الوفد السّعوديّ لحضور مؤتمر الأمم المتّحدة الذي عُقد في 1945، في سان فرانسيسكو، بناء على دعوة وُجّهت إلى الملك عبد العزيز من قبل قوّات الحلفاء.
- حضر الملك فيصل المؤتمر الذي أقيم، وكان من الموقّعين على الوثيقة الختاميّة.
- حضر الملك فيصل مؤتمر ميثاق الأمم المتّحدة في 1945، ووقّع الميثاق نيابة عن جلالة الملك عبدالعزيز.
إنجازات الملك فيصل في السّعوديّة
طوال حياة الملك فيصل كان يتّبع خطى والده في قيامه ببناء علاقة قويّة مع شعبه، واكتساب احترامهم؛ لكونه عادلًا وحازمًا، وكان قائدًا متواضعًا عاش حياة التّقوى، وحارم من أجل العدالة، ودَعَم المحرومين، وسعى لتحقيق المساواة بين شعبه، وبالإضافة إلى شعبيّته في السّعوديّة، حقّق شعبيّة واسعة في الدّول العربيّة، وبقي طوال حياته يتمتّع بهذه الشّعبيّة إلى أن توفّي.
عندما منحه أخوه الملك سعود صلاحيات واسعة، بما في ذلك القدرة على مراجعة وتعديل القوانين واللّوائح، كان الملك فيصل مهندس الإصلاح والتّطوير والتّحديث في المملكة العربيّة السّعودية في شكلها الجديد، وأرسى أسُسًا لتُصبِح السّعوديّة دولة صناعيّة تتمتّع بالاكتفاء الذّاتي الزّراعيّ، وعدّة مصادر للدّخل؛ تسهِّل مهمّتها في خدمة شعبها. بعد وفاة مؤسّسها الملك عبد العزيز، وقام بعدد من الإصلاحات، من بينها:
- أسّس الملك فيصل النّظام الجديد لمجلس الوزراء، وحلَّ محلَّ نظام مجلس الوزراء القديم.
- أسّس الملك فيصل نظام الموظّفين العموميين، وحلَّ محلَّ نظام الخدمة المدنيّة القديم.
- وضع نظامًا ماليًّا؛ حيث تمَّ إصدار اللّوائح الرّئيسيّة في محاولة لإنشاء هيكل تنظيميّ شامل، يساعد على تحقيق تقدُّم سريع وجذب رؤوس الأموال.
- أسّس الملك فيصل نظامًا للمحافظات، ونظامًا بلديًّا، ونظامًا تأديبيًّا.
- قام الملك فيصل بإعادة تنظيم الإجراءات الماليّة والإداريّة للبلاد، ممّا ساهم بشكل كبير في الاستقرار الماليّ للمملكة العربيّة السّعوديّة.
- خلال فترة حُكمه أصبحت جامعة الملك عبد العزيز الوطنيّة جامعة حكوميّة، كما تمَّ وضع الكلّيّات والمعاهد الإقليميّة تحت مظلّة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميّة، وأصبحت كلّيّة البترول جامعة البترول والمعادن.
- عندما اندلعت الحرب العربيّة الإسرائيليّة في العاشر من رمضان عام 1973، كان موقف المملكة صارمًا، وقرّرت خفض بيع النّفط إلى الدّول التي تدعم إسرائيل، وقدّمت الدّعم الماديّ والمعنويّ للدّول التي دخلت الحرب ضدَّ إسرائيل؛ ممّا ساهم بشكل كبير في انتصارهم.
- تحمّلت الحكومة واجب نشر المعرفة الإسلاميّة وترسيخ قيم وأسس الإسلام في الأفعال والكلمات، وسَعَت جاهدة لتحقيق هذه المهمّة.
- قررت الحكومة إصلاح لجنة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر؛ امتثالا للأهداف النّبيلة التي أُنشِئت لها هذه اللّجنة منذ البداية.
تعزيز المستوى الاجتماعيّ
تركّزت حياة الملك فيصل أثناء حُكمه على تعزيز على المستوى الاجتماعيّ للشّعب السّعوديّ؛ حيث اتّخذت الحكومة خطوات كبيرة في هذا المجال، منها:
- تزويد الأفراد بالعلاج المجانيّ والدّواء على الصّعيدين الوطنيّ والدّوليّ.
- تقديم التّعليم المجّانيّ لجميع المستويات الأكاديميّة، وتوفير جوائز ماليّة سخيّة لمساعدة الطّلّاب على توفير نفقات معيشتهم، وقدّمت الحكومة آلاف المنح الدّراسيّة في المجالات التّعليميّة المختلفة، وأرسلت الطّلّاب للدّراسة في الخارج.
- منح الإعفاء من الرّسوم الجمركيّة على العديد من الموادّ الغذائيّة، وعرَضَت إعانات كبيرة لخفض التّكاليف للمستهلكين.
- طبّقت الحكومة نظام الضّمان الاجتماعيّ؛ ليصبح مسؤولًا بالكامل عن كبار السّنّ، والضّعفاء، والأيتام، والنّساء اللّائي ليس لديهنّ مؤيّد أو وصيٌّ قانونيّ.
- فحص مصادر المياه، وتوفير الرّيّ ومياه الشّرب، وبناء السّدود اللّازمة لتخزين مياه الأمطار، وتوفير هياكل الحصاد.
وفاته
توفّي الملك فيصل متأثّرًا بطلق ناريّ يوم 25 آذار 1975، وخلفه في منصبه شقيقه وليّ العهد خالد بن عبد العزيز.
المراجع