الكراهية هي شعور مستقر نسبيًا، حيث أنها تختلف عن المشاعر قصيرة العمر مثل الغضب والاشمئزاز، في حين أن بعض أشكال العداء قد تظهر فقط لفترة وجيزة ومعتدلة فإن الكراهية هي شكل من أشكال العداوة النشطة والمستمرة، وسنقدم لكم الآن مقال عن الكراهية وأنواعها وتأثيرها.
مقال عن الكراهية
لماذا يكره الناس؟
الكراهية هى جزء من مجموعة المشاعر الإنسانية، ويعتقد بعض الباحثين أن جميع الناس لديهم القدرة على الكراهية، بينما يعتقد آخرون أن الكراهية الحقيقية غير شائعة بشكل كبير.
ويبدو أن الكراهية تميل إلى الظهور كمشاعر تزدهر في غياب التعاطف.
تتطور مشاعر الكراهية أو الكراهية العاطفية الشديدة لأسباب عديدة، قد يبدأ الناس في كره شخص أو مجموعة عند:
- الشعور بالحسد أو الرغبة في امتلاك ما لدى الشخص الآخر، فقد يعتبر البعض أنه من غير العدل أن يكون لدى شخص ما شيء ينقصه.
- تعلم الكراهية من الآباء أو المجتمع أو المجموعات الاجتماعية الأخرى.
- التعرض للإهانة أو سوء المعاملة من قبل شخص آخر.
- يكره الناس أيضًا عندما يشعرون بالعجز، وبدلاً من تحويل قلقهم وعارهم إلى الداخل، فقد يقوموا بإخراج تلك السلبية على هدف خارجي.
- وفي بعض الحالات قد ينمو الأشخاص الذين يعانون من البلطجة أو الاعتداء على كره الشخص الذي أساء إليهم.
قد يعتقد الأفراد أن هدف كراهيتهم له نوايا ضارة تجاه الآخرين وسيؤذيهم إن أمكن.
ومع ذلك قد لا يكون للهدف بالضرورة نوايا معادية أو تأثير، أو قد تكون الكراهية غير متناسبة مع الضرر.
على سبيل المثال قد يكره الطالب المعلم الذي فشل في دراسة مادته، وقد لا يكون لدى المعلم أي عداء لهذا الطالب ويمكنه ببساطة القيام بعمله.
قد تدفع هذه الكراهية الطالب إلى محاولة إيذاء المعلم، ربما عن طريق نشر شائعات كاذبة أو أي وسيلة أخرى.
الكراهية والتجريد من الإنسانية
تشير الدراسات حول الكراهية إلى أنها تميل إلى الاستمرار.
قد تؤدي الكراهية المطولة إلى الرغبة في الانتقام أو اتخاذ إجراء وقائي ضد تهديد محتمل.
ومن المعروف أن بعض الناس يكرهون الآخرين لكنهم لا يتصرفون أبداً ولا يقومون بأي رد فعل.
أما البعض الآخر فهم يعبرون عن مشاعرهم من خلال أعمال العنف.
قد يتم في نهاية المطاف توجيه مشاعر الكراهية التي تتطور نحو فرد معين أو نحو المجموعة بأكملها التي ينتمي إليها هذا الشخص.
وهذا يمكن أن يؤدي إلى تجريد الأفراد أو المجموعات من الإنسانية.
والتجريد من الإنسانية هو النظر إلى الشخص المكروه على أنه أقل شأنا أو غير متحضّر أو أقل من إنسان.
تشير أبحاث التجريد من الإنسانية إلى أنه عندما يرى الناس الآخرين على أنهم أقل من الإنسان، فإن مراكز التعاطف في الدماغ تتوقف عن العمل.
على سبيل المثال غالبًا ما يقوم الأشخاص الذين يرتكبون جرائم عنف جماعي أو قسوة أو كراهية بهذه الأعمال من خلال مقارنة الضحايا بالحيوانات.
كيف تتعامل مع مشاعر الكراهية؟
قد يكون التعامل مع الكراهية أمرًا صعبًا، خاصةً عندما لا يكون هناك سبب واضح للكراهية.
قد تتساءل كيف يمكن لشخص ما أن يكون لديه مثل هذه المشاعر العميقة السلبية تجاهك.
ولك أن تدرك أن الاعتقاد بأن شخصًا ما يكرهك قد يؤثر على مزاجك وصحتك العقلية واحترامك لذاتك.
تذكر أن الناس يخطئون، لن يكون بإمكانك دائمًا الحصول على عفو شخص ما تسببت في إيذاء مشاعره.
ومع ذلك إذا كنت تشعر بالندم على هذا الإجراء، ففكر في كيفية النمو والتعلم من ما حدث حتى لا تؤذي أي شخص آخر.
إذا كان شخص ما يكرهك لأنه شعر بظلم من جانبك، فمن المحتمل أنه يجب أن تتحدث معه.
وذلك من أجل مناقشة مشاعره أو الاعتذار أو توضيح الموقف، خاصة إذا كان هذا الشخص غاضبًا منك فقط.
لكن عندما يتعلق الأمر بالكراهية قد يكون من الصعب إجراء مناقشة هادئة وعقلانية مع الشخص الآخر.
يمكنك أيضًا أخذ صديق موثوق به أو أحد أفراد أسرته معك للمساعدة على حل المشكلة، أو الحصول على مشورة من شخص غير متحيز (مثل مستشار مرخص) يمكن أن يساعد أيضًا في وضع الموقف في منظوره الصحيح، وفي بعض الظروف قد يكون من الأفضل عدم إشراك الشخص الآخر.
كراهية النفس
الكراهية الداخلية للذات يمكن أن تسبب ضررا كبيرا، ففي بعض الحالات تنبع الكراهية الذاتية من التعرض للتحيز (العنصرية، التمييز الجنسي، المثلية الجنسية ، إلخ).
حيث تصبح المعتقدات السلبية جزءًا من تجربتك الذاتية، حيث تقودك إلى الحكم وانتقاد نفسك وفقًا للقوالب النمطية التي يكلفك بها المجتمع.
يمكن أن تنتج كراهية الذات أيضًا عن الأخطاء التي ارتكبتها، إذا كنت قد جرحت أحد أفراد أسرتك وفقدت علاقة وثيقة كنتيجة لذلك، فقد تشعر بالأسف الشديد.
يحكم الكثير من الناس على أنفسهم بقسوة، خاصة عندما يشعرون بالذنب تجاه شيء فعلوه.
الكراهية الذاتية يمكن أن تساهم في الوصول إلى الاكتئاب، كما يمكن أن تؤدي إلى إيذاء النفس والقيام بمحاولات معاقبة الذات.