تاريخ امارة الفجيرة… أبرز النّقاط في تاريخ إمارة الفجيرة القديم والحديث
امارة الفجيرة هي الإمارة الوحيدة في الإمارات التي لا توجد لها أراضٍ على الخليج العربيّ، وساحلها يقع بالكامل على الجانب الشّرقيّ من شبه جزيرة مسندم، وبما أنَّ امارة الفجيرة طريقها متقطّع، فقد تمَّ ترسيم حدودها جزئيًّا فقط. لقد مرَّ تاريخ امارة الفجيرة باضطرابات عديدة،
وكان سببها الرّئيسيُّ الصّراع على السّلطة بين شيخ الشّارقة الذي ضمَّ الفجيرة حوالي عام 1850، وبين شيخ الفجيرة وحلفائه، الذين كانوا يريدون الاستقلال، ومن بين جميع إمارات دولة الإمارات، لم تعترف بها بريطانيا العظمى في القرن التّاسع عشر، بل اعتبرتها جزءًا من الشّارقة؛ لذلك قام شيخ الفجيرة بانتفاضات عديدة ضدَّ المنطقة، وبحلول عام 1886 كان حاكمًا مستقلًّا تقريبًا.
تاريخ امارة الفجيرة حتّى عام 1971
بحسب معلومات عن تاريخ امارة الفجيرة فإنَّ سلطنة عُمان طالبت بضمِّ الفجيرة لها، ولكنَّ بريطانيا لم تقبلها، ولم يكن لها أيُّ أساس في حُكم الأمر المنطقة، وفي عام 1952، قبِلت الحكومة البريطانيّة الفجيرة كدولة مستقلّة، ووقّع شيخ الفجيرة على نفس المعاهدات التي ربطت الدّول المتصالحة الأخرى ببريطانيا،
بما في ذلك اتّفاقيّة حصريّة تعهّدت بموجبها الفجيرة بالسّماح لبريطانيا بإدارة جميع علاقاتها الخارجيّة، وعندما أعلنت بريطانيا عزمها على مغادرة الخليج العربيِّ في أواخر السّتينيّات، كانت امارة الفجيرة عضوًا في اتّحاد الإمارات العربيّة المقترح، وبعد انسحاب البحرين وقطر من الاتّحاد، أصبحت امارة الفجيرة أحد مكوّنات دولة الإمارات العربيّة المتّحدة المستقلّة حديثًا في عام 1971.
تاريخ امارة الفجيرة الاقتصاديِّ
من النّاحية الاقتصاديّة، تعدُّ امارة الفجيرة واحدة من الإمارات الأكثر فقرًا في الإمارات العربيّة المتّحدة، وهناك بعض الأنشطة الزّراعيّة في المناطق الجبليّة البعيدة عن السّاحل، يُنتج فيها محاصيل تبغ، وهناك بعض قوارب الصّيد في الموانئ الصّغيرة على طول خليج عُمان، ويُعتبر بناء القوارب مهمًّا، وقد تمَّ بناء العديد من مصانع الرّخام والبلاط فيها، وبحسب تاريخ امارة الفجيرة فإنّه منذ اف
تتاح ميناء الحاويات الجديد في أوائل الثّمانينيّات، أصبحت امارة الفجيرة نقطة عبور رئيسيّة، ويوجد فيها أيضًا مطار دوليٌّ صغير، يقع بالقرب من وسط المدينة، وفي الجزء الشّماليّ من الإمارة يوجد أحد مخارج إمارة الشّارقة، وجزءه آخر في سلطنة عُمان، وبُنيت الطُّرُق المعبّدة عبر شبه الجزيرة من العاصمة إلى مدينة الشّارقة، وعلى طول ساحل خليج عُمان.
المعالم التّاريخيّة في امارة الفجيرة
تعدُّ امارة الفجيرة موطنًا لبعض أهمِّ المباني التّاريخيّة في المنطقة، مثل المساجد القديمة، ومقابر من العصر الحديديّ، والقلاع الرّائعة بالقرب من بحر العرب، ومن هذه المعالم ما يلي:
- مسجد البدية: هو أقدم مسجد معروف في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، ومعلَمٍ من معالم تاريخ امارة الفجيرة ولا يُعرَف تاريخ بناءه الدّقيق، ولكن بالاعتماد على شكله يُعتقد أنّه يعود إلى القرن الخامس عشر، أي أيّام العصر العثمانيّ، إلّا أنَّ الحفريّات كشفت عن قطع أثريّة يعود تاريخها إلى ثلاثة آلاف عام، وقبرٍ من العصر الحديديّ، ويتميّز بجدرانه البيضاء، ويضمُّ أربعة قبب يدعمها عمود داخليّ واحد فقط.
- قلعة الفجيرة: هي أقدم قلعة من تاريخ امارة الفجيرة والإمارات، بُنيت في عام 1670، وكانت لعدّة قرون من الزّمان المبنى الحجريَّ الوحيد على ساحل الفجيرة، وكانت تُستخدم كمنزل للعائلة الحاكمة ولأغراض دفاعيّة، وقد تعرَّضت لأضرار أثناء هجوم بريطانيّ في أوائل القرن العشرين، ولكن مؤخّرًا تمَّ ترميمها وأصبحت نصبًا تاريخيًّا شهيرًا للزّوّار.
- قلعة الحيل: تقع على بُعد مسافة قصيرة بالسّيّارة من الفجيرة، وكانت ذات يوم مبنًى مهمًّا في تاريخ امارة الفجيرة حيث كانت مسكنًا للعائلة الحاكمة، ومع أنّها نصب تاريخيٌّ صغير، إلّا أنّها توفّر إطلالة خلّابة على الجبال.
- قلعة البثنة: تقع على الطّريق الرّئيسيّ من امارة الفجيرة ومع أنّها نصب تاريخيّ متواضع إلّا أنّها مهمّة، ويُعتقد أنّها مبنيّة من الطّين، في ما بين عام 1700 و1800، وكانت مكانًا مهمًّا للدّفاع عن المنطقة، وهي موقع أثريٌّ مهم؛ فقد تمَّ العثور على قبر يرجع تاريخه إلى أكثر من 3000 عام، كما وُجِدَ العديد من الفخّارات والأوعية المستخدمة من قرون قديمة.
مقتنيات متحف الفجيرة التّاريخيّة
يقع متحف الفجيرة جنوب امارة الفجيرة مباشرة، ويضمُّ مجموعة فريدة من الاكتشافات الأثريّة التي تعرض تاريخ وتراث دولة الإمارات العربيّة المتّحدة؛ حيث يعرض المتحف الحفريّات الأخيرة لمواقع قدفع وبثنة، ويوجد معروضات تعود إلى العصر البرونزيّ المبكّر (حوالي 4500 سنة)، ولا يعرض المتحف هذه
المقتنيات وحسب، بل يُسلّط الضّوء على تاريخ امارة الفجيرة منذ أيّام التّجارة، وصيد الأسماك، والزّراعة، وكذلك ثقافة صناعة الفخّار والنّسيج، ويعرض أيضًا الأسلحة القديمة والأزياء والأواني التي استخدمها السّكّان في فترات سابقة،
وفي المعرض أيضًا منزل قديم مصنوع من أوراق النّخيل، كما يضمُّ المتحف العديد من القطع الأثريّة المُكتَشفة من مواقع مختلفة من الإمارات، مثل الأواني المصنوعة من الحجارة الملساء، أو الكلوريت، وأنواعًا كثيرة من الأكواب والكؤوس وبعض المنتجات النّحاسيّة، وفيه صحن مصنوع من بيض النّعام، يعود تاريخه إلى 2200 عام.
المراجع