تقع امارة ام القيوين على شبه الجزيرة العربيّة مقابل الخليج العربيّ، وتعدُّ ثاني أصغر إمارة في الإمارات، وأقلُّها تعدادًا للسّكّان من بين الإمارات الأخرى، وهي ذات شكل مثلّث تقريبًا، وتحدُّها إمارة رأس الخيمة من الشّمال والشّرق،
والشّارقة من الجنوب والغرب، ويمتلك خطًّا ساحليًّا على الخليج العربيّ طوله 27 كم، وهو طويل نسبيًّا وغير منتظم، ويوجد فيها العديد من المداخل البحريّة الصّغيرة، والجُزُر، وعلى واحدة من هذه الجُزُر تقع مدينة أم القيوين، وهي عاصمة الإمارة، وأكبر مستوطنة حضريّة فيها.
تاريخ امارة ام القيوين حتّى 1971
في أوائل القرن التّاسع عشر بحسب تاريخ امارة ام القيوين أقرَّ شيوخ أم القيوين بارتباطهم بالشّارقة، وكان حكّام الشّارقة آنذاك من أبناء القواسم (قادة القراصنة السّاحليين في الخليج العربيّ)، وكانت امارة ام القيوين ميناءً للقراصنة،
وبسبب أعمال القرصنة في الخليج، تدخّلت بريطانيا بالقوّة وأجبرت دول الخليج، بما في ذلك امارة ام القيوين على التّوقيع على معاهدة السّلام العامّة لعام 1820، وكان هذا أوّل اعتراف بأمِّ القيوين كقوّة مستقلّة، وأصبحت بعد ذلك تحت السّيطرة البريطانيّة، وعندما انسحب البريطانيون أخيرًا من منطقة الخليج العربيّ في عام 1971، أصبحت امارة ام القيوين عضوًا مؤسّسًا في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة.
تاريخ اقتصاد امارة ام القيوين
بحسب تاريخ امارة ام القيوين كان اقتصادها المحلّيُّ يعتمد تقليديًّا على الغوص لاستخراج اللّؤلؤ وصيد الأسماك، وكان المقرَّ الأساسيَّ لذلك مدينة أم القيوين، وبين الحربين العالميّتين الأولى والثّانية، كان الميناء أحد أكبر المتاجر التّجاريّة في السّاحل المتصالح، وكانت لا تزال صناعة القوارب المحلّيّة صناعة أصيلة، وفيما بعد ارتبطت بلدة أم القيوين بطريق معبّد مع مدينة رأس الخيمة وأبوظبي، وكانت تمتلك واحة فلج المعلا، مع مساحات واسعة لزراعة أشجار النّخيل، أمّا المناطق المتبقّيّة فهي شبه صحراويّة غير مأهولة تقريبًا،
وفي عام 1964 وحتّى 1972، جاء جزء كبير من إيراداتها من بيع طوابع البريد، التي طُبِعت في الخارج، ليس لأيِّ غرض بريديّ مشروع، بل للبيع بالكامل لهواة جمع الطّوابع، وحاليًّا تحتوي الإمارة على رواسب من الغاز الطّبيعيّ، ولم يتمَّ العثور على آبار نفط فيها، وعلى الرّغم من إدخال الكهرباء وبعض التّحسينات الحديثة، إلّا أنّها ما تزال من أقلِّ الإمارات السّبع تطوّرًا.
تاريخ سكّان أم القيوين
يعود تاريخ سّكّان امارة ام القيوين إلى قبيلة آل علي، الذين عاشوا في منطقة الدّور، منذ أكثر من مئتيِّ سنة، وهذه المنطقة تبعُدُ عشرة كيلومترات جنوب مركز المدينة الحاليّ، وبعد ذلك انتقلت عاصمتهم إلى وسط جزيرة السّينيّة التي كانت تُسمّى في ذلك الوقت (ملاح)،
وبعد ذلك انتقلوا إلى ام القيوين الحاليّة، واتّخذوها مكانًا دائمًا وعاصمة لهم، وعاشوا فيه منذ منتصف القرن الثّامن عشر، وبحسب معلومات من تاريخ امارة ام القيوين فقد عُرِفَ أهلُها بشجاعتهم النّادرة؛ حتّى أنَّ بعض الوثائق التّاريخيّة تُشير إلى أنّ اسمها الأصليَّ أمُّ القوى، أو القوّتين؛ وهذه دلالة واضحة على رباطة جأشِ أهلها، وشجاعتهم في مقاومة الاستعمار، بالإضافة إلى تعاونها مع جيرانها.
تاريخ امارة ام القيوين قبل الميلاد
وضّحت الاكتشافات الأثريّة التي بدأت في عام 1970، أنَّ تاريخ امارة ام القيوين قديم جدًّا؛ حيث تبيّن أنَّها كانت منطقة لذبح بقر البحر (الأطوم)، الذي ما زال متواجدًا إلى الآن في الخليج العربيّ،
كما اكتشفت التّنقيبات أنَّ تاريخ أم القيوين يعود إلى العصر الحجريِّ الحديث، وتحديدًا منذ عام 5000 قبل الميلاد، وهناك آثار من عصر البلايستوسين (العصر الحديث الأقرب)، وفيها مقبرة تعود للألفيّة الخامسة قبل الميلاد، وقام بهذه التّنقيبات علماء عراقييون وفرنسييون وبريطانييون، في سنوات مختلفة بدأت في عام 1970.
فلج المعلا
أحد معالم تاريخ امارة ام القيوين الذي يعود تاريخ بناءه إلى القرن التّاسع عشر، تحديدًا في عام 1825، وتقع فلج المعلا على بعد 30 كم من وسط مدينة أم القيوين، وتشتهر المنطقة بأماكن تاريخيّة شهيرة، وهي القلعة وأبراج المراقبة الثّلاثة، ويوجد فيها حاليًّا متحف، ولا تزال البلدة الصّغيرة تعتمد عل
ى الزّراعة، وهادئة؛ حيث يُقيم فيها 60 أسرة فقط، وعلى عكس الإمارات الأخرى، ما زال النّاس هنا يتّجهون إلى الوسائل التّقليديّة لكسب العيش، وتُعتبر فلج المعلا أوّل مزرعة دواجن في دولة الإمارات.
متحف أم القيوين الوطنيّ
يُعتبر هذا الصّرح شاهدًا على تاريخ امارة ام القيوين حتّى الآن، وقد بُنيَ منذ 250 عامًا، وكان سابقًا مقرًّا للعائلة المالكة، من عام 1768 وحتّى عام 1969، وفي ذلك الوقت كان معروفًا باسمِ قلعة أم القيوين، أمّا الآن فهو متحفٌ رسميٌّ لدولة الإمارات، ويأتيه زوّار من جميع دول مجلس التّعاون؛ لأنّه يصوّر تاريخ دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، ويض
مُّ مجموعة لا تُقدَّر بثمن من القطع الأثريّة التي تمَّ التّنقيب عنها من المواقع القريبة، بالإضافة إلى مجموعة من المجوهرات البدويّة القديمة، وأسلحة فاخرة.
المراجع