التسامح هو التساهل مع الأفكار والأديان المختلفة، ولطالما كانت هذه الكلمة تستخدم للإشارة الى المعالمة التي حضيت بها الأقليات الدينية والعرقية عبر التاريخ، وهنا في مقال عن التسامح، سنتعرف على التسامح، وموقف الدين الإسلامي منه.
ما هو التسامح
التسامح موقف يظهره الإنسان إتجاه أشياء يعارضها، سواء كانت أفكارا أو أديانا أو أشخاصا، وهذا التسامح تحتاجه فئة معينة من المجتمع، تكون الفئة الأصغر والأضعف، فعلى سبيل المثال يحتاج المسيحيون للتسامح في المجتمعات المسلمة، ويحتاج المسلمون له في المجتمعات المسيحية.
عبر التاريخ تم إستخدام التسامح في الأديان فقط، لكن في الوقت الحالي إختلف الأمر تماما، فبداية من القرن العشرين أصبح التسامح يشمل الأقليات الدينية والجماعات السياسية المختلفة والأقليات العرقية وبعض الأفراد الأخرين، المثليين جنسياً على سبيل المثال.
التسامح يظهره الأفراد الذين ينتمون للأغلبية وليس الأقلية، لهذا فقد يجد الإنسان نفسه في موقف يسمح له بإظهار التسامح، وقد يتحول به الأمر ليكون شخصا يحتاج لمن يظهر له التسامح، وذلك في حالة إنضمامه الى الأقلية، من خلال تبني أفكارهم أو تقاليدهم.
التسامح في الاسلام
عاش الرسول محمد في بيئة كانت تشمل العديد من الأعراق والديانات، وخلال حياته أظهر تسامحا كبيرا مع الديانات والعرقيات الأخرى، وقد حث أصحابه على ذلك، وفي القرأن توجد الكثير من الأيات التي تتناول قضية التسامح، وفيه يأمرنا الله بالتسامح مع الأخرين وعدم أذيتهم بأي شكل من الأشكال.
التسامح ظهر في حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في مواقف لا يمكن عدها، ومنها تسامحه مع جاره اليهودي الذي كان يقوم بمحاول أذية الرسول من خلال رمي النفايات أمام بيته، وكيف تسامح معه ولم يقم برد الإساءة، وأكثر من ذلك قام بزيارته والإطمئنان عليه عندما لاحظ غياب النفايات أمام بيته.
خلال الإمبراطورية العثمانية ظهر التسامح في المجتمعات الإسلامية مع الديانات الأخرى بشكل لافت، خاصة مع اليهود الذين كانوا محميين في ظل الخلافة، وكان يسمح لهم بممارسة الشعائر الدينية، وخلال تلك الحقبة كانت الإمبراطورية العثمانية أفضل مكان في العالم لليهود الذين كانوا يقتلون في أماكن أخرى.
التسامح في الاديان
جميع الأديان ركزت على خلق التسامح، وفي معظم الكتب المقدسة نجد كلمات تشير الى أهمية التسامح في المجتمعات، لكنها في نفس الوقت ركزت على أن التسامح له حدود، فالتسامح الزائد يوصف بأنه بمثابة أخذ جرعة زائدة من الأدوية.
قامت الأديان بما في ذلك الإسلام والمسيحية برسم حدود للتسامح، فإظهار الكثير منه يعد ضعفا، والله يعلم أن طبيعة الإنسان أكثر من غيره، لهذا فقد أجاز للمؤمن ألا يظهر التسامح لمن لا يقوم بالمثل، في الحرب على سبيل المثال.
ايات عن التسامح
“وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ “.
- سورة النور، اأية 22.
“وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ”.
- سورة العنكبوت، الأية 46.
“إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”.
- سورة البقرة، الأية 62.
“ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ”.
- سورة النحل الأية، 125.
و”َلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ”.
- سورة فصلت، الأية 34.