دولة الامارات العربية المتحدة هي اتّحاد يضمُّ سبع إمارات مستقلّة، تقع في الرّكن الجنوبيّ الشّرقيّ من شبه الجزيرة العربيّة، ويحدُّها من الشّمال الخليج العربيّ، والمملكة العربيّة السّعوديّة من الجنوب والغرب، وسلطنة عُمان من الشّرق، وقبل اكتشاف النّفط في الخمسينيّات من القرن الماضي، كانت الامارات العربيّة المتّحدة مجموعة من الإمارات منخفضة الدّخل، تحت حماية البريطانيين، وسُرعان ما جَلَبَ النّفط نموًّا وحداثة للمنطقة، ولكن هناك العديد من المراحل التي مرَّ بها تاريخ الامارات العربية قبل أن تُصبح على ما هي عليه الآن.
تاريخ الامارات العربية أيّام البرتغاليين
بدأ التّدخُّل الأوروبيّ في المنطقة مع وصول البرتغاليين، في أوائل القرن السّادس عشر، ومنذ منتصف القرن السّابع عشر تنافس البريطانيون والهولنديون على الهيمنة، ولكنَّ بريطانيا ظهرت على القمّة. بحلول عام 1800 تقريبًا، بحسب تاريخ الامارات العربية أصبحت القواسم، وهي عشائر الشّارقة ورأس الخيمة الحاكمة اليوم، قوّة بحريّة في الخليج السّفليّ، وكنات تُهاجم السَفن الهنديّة التي كانت تحكمها بريطانيا، ووصفهم البريطانييون بالقراصنة، وهُزِمَ القواسم في عام 1819، وفي عام 1820 فرضت بريطانيا أوّل معاهدة من بين العديد من المعاهدات التي أسّست هدنة بحريّة طويلة.
قبل تأسيس الامارات العربية المتّحدة
كان تاريخ الامارات العربية لعدّة قرون غارقًا في التّنافس بين الأمراء المحلّيين على الأرض، بينما كان القراصنة يجوبون البحار، ويستخدمون شواطئ الولايات كملاذ آمن لهم، وبدأت بريطانيا تهاجم القراصنة لحماية تجارتها مع الهند، وأدى ذلك إلى علاقات بريطانيّة مع أمراء الولايات المتصالحة، وتمَّ إضفاء طابع رسميِّ على العلاقات في عام 1820، بعد أن عرضت بريطانيا الحماية مقابل الحقوق الحصريّة، وتعهَّد الأمراء بقبول الهدنة التي توسّطت فيها بريطانيا، وتعهّدوا بعدم التّنازل عن أيِّ أرض لأيِّ سلطات، أو إبرام أيِّ معاهدات مع أيِّ شخص باستثناء بريطانيا، كما وافقوا على تسوية النّزاعات اللّاحقة من خلال السّلطات البريطانيّة، واستمرّت علاقة التّبعيّة قرنًا ونصفًا حتّى عام 1971.
الهيمنة البريطانيّة
كانت بريطانيا مهتمّة بشكل أساسيٍّ بأمن طُرُقِ التّجارة البريطانيّة، والتّجارة البحريّة الخليجيّة، ونادرًا ما تدخّلوا بشكل مباشر في الشّؤون الدّاخلية للإمارات، وبحسب معلومات عن تاريخ الامارات العربية فقد استندَ البريطانيون إلى مجموعة صغيرة ولكنّها متطورة من موظّفي الخدمة المدنيّة، لإدارة العلاقات السّياسيّة والعسكريّة، وكانت أهمُّ نتائج الهيمنة البريطانيّة في الامارات العربية إنشاء بيروقراطيّة حكوميّة جنينيّة، وسلامٌ عامٌّ، وإدخال المفهوم الغربيّ للدّول الإقليميّة أو القوميّة، وإنشاء مجلس الولايات المتصالحة في عام 1952؛ لتعزيز التّعاون بين الحكّام السّبعة، التي وفّرت الأساس للقيادة المستقبليّة لدولة الامارات العربية المتّحدة.
انسحاب بريطانيا
بحسب معلومات من تاريخ الامارات العربية فإنّه بحلول عام 1971، كان التّوسّع الإمبراطوريّ لبريطانيا قد استنفدها سياسيًّا وماليًّا؛ لذلك قرّرت بريطانيا التّخلّي عن البحرين، وقطر، والإمارات المتصالحة، التي كانت في ذلك الحين تتكوّن من سبع إمارات، وكان الهدف الأساسيُّ لبريطانيا هو دمج الكيانات التّسعة في اتّحاد واحد، ولكنَّ قطر والبحرين فضّلتا الاستقلال، ووافقت الامارات العربية على هذا المشروع، الذي كان محفوفًا بالمخاطر؛ لأنَّ العالم العربيَّ، حتّى ذلك الحين، لم يكن يعرف اتّحادًا ناجحًا من دول مختلفة.
استقلال الامارات العربية
بحسب تاريخ الامارات العربية فإنَّه في 2 كانون الثّاني 1971، وافقت ستُّ إمارات على الانضمام إلى الاتّحاد، وهي أبوظبي، ودبي، وعجمان، والفجيرة، والشّارقة، وأمُّ القيوين، وأعلنت استقلالها عن بريطانيا، ووَصَفت نفسها بأنّها الامارات العربية المتّحدة، ولم تكن رأس الخيمة قد انضمّت لها في البداية، ولكنّها انضمّت إلى الاتّحاد في شُباط 1972. كان أمير أبوظبي الشّيخ زيد بن سلطان، أوّل رئيس للاتّحاد، وهي أغنى إمارة، تلاه الشّيخ راشد بن سعيد أمير دبي، ثاني أغنى إمارة، وتمتلكُ هاتان الإمارتان إحتياطات نفطيّة، وكان يحكُمُ الاتّحاد مجلس مكوّن من 15 عضوًا، تمَّ تخفيضه فيما بعد إلى سبعة مقاعد، ويتمُّ تعيين نصف المجلس الوطنيّ الاتحاديّ التّشريعيّ المؤلَّف من 40 مقعدًا من قبل الأمراء السّبعة، ولا توجد انتخابات في الإمارات.
قضيّة الجُزُر الإماراتيّة
بحسب تاريخ الامارات العربية فإنّه قبل يومين من إعلان استقلالها، هبطت القوّات الإيرانيّة على جزيرة أبو موسى في الخليج العربيّ، وجزيرتيِّ طنب اللذين يسيطران على مضيق هرمز، عند مدخل الخليج العربيِّ، وتلك الجزر تابعة في الأساس لإمارة رأس الخيمة، ولكنَّ شاه إيران أكّدّ أنّ بريطانيا كانت قد منحت هذه الجزر للإمارات بطريق الخطأ، قبل 150 عامًا، وزَعَم أنّه استعادها لرعاية ناقلات النّفط التي تمرُّ عبر المضيق، ولكنَّ هذه الحجّة غير منطقيّة؛ لأنَّ الامارات العربية لم تكن تُهدّد شحنات النّفط، على عكس إيران التي فعلت ذلك كثيرًا، ومع ذلك، كانت بريطانيا نفسها متواطئة في احتلال الجُزُر؛ لأنّها وافقت صراحة على السّماح للقوّات الإيرانيّة بالسّيطرة على الجُزُر قبل يوم واحد من الاستقلال، ولا تزال إيران تسيطر على الجُزُر حتّى الآن.
المراجع