تاريخ الفجيرة القديم… معلومات متنوّعة عن أهمِّ المعالم التّاريخيّة القديمة في الفجيرة
الفجيرة هي الإمارة الوحيدة في دولة الإمارات غير المطلَّة على الخليج العربيّ؛ حيث يقع ساحلها بالكامل على الجانب الشّرقيِّ من شبه جزيرة مسندم، وتواجه خليج عُمان، ونظرًا لأنَّ طريق إمارة الفجيرة مقسَّم من إمارات أخرى، فإنَّ حدودها مرسومة جزئيًّا فقط، ولم يُعثَر على الكثير من النّفط فيها، بل تعتمد في اقتصادها على الزّراعة، وبناء القوارب، وصيد الأسماك، وسواحلها نظيفة تمامًا من الألغام الأرضيّة، منذ عام 1987، وتضمُّ موانئ للسّفن التّجاريّة وإصلاحها، ولا يزال الشّحن والقوارب صناعات جديدة نسبيًّا. تعود أهمّيّة تاريخ الفجيرة القديم إلى الفترة التي سبقت ولادة السّيّد المسيح عليه السّلام؛ حيث إنّها كانت معروفة في العصور القديمة بأرض عمالقة البحر، وهي غنيّة بالقطع الأثريّة من العصور القديمة، والحصون التّاريخيّة.
تاريخ تأسيس الفجيرة
يتضمَّن تاريخ الفجيرة القديم أحداثًا طويلة وصاخبة، منذ هيمنة قبيلة الشّرقيين لعدّة قرون، والتي انتهى حُكمها في عام 1850، وحتّى ذلك الحين، كانت الفجيرة تابعة للحُكم في مسقط، وبعد عام 1850، تمَّ ضمُّ الفجيرة من قبل القاسمي في إمارة الشّارقة، وحكمت سلالة القاسمي الفجيرة حتّى عام 1901، إلى أن حملت قبيلة الشّرقيين السّلاح مرّة أخرى، وأعلنت نفسها مستقلّة عن الشّارقة، وفي عام 1952 وقّعت الفجيرة معاهدة هدنة مع بريطانيا، وفي عام 1971 انضمّت الفجيرة إلى دولة الإمارات العربيّة المتّحدة واعتُبِرت الإمارة السّابعة.
الآثار في الفجيرة
سمحت دائرة الآثار في الفجيرة لعلماء الآثار الأجانب في عام 2002، بالتّنقيب في أجزاء من المدينة، ومنذ ذلك الحين تمَّ اكتشاف العديد من القطع الأثريّة المهمَّة، التي تُشير إلى تاريخ الفجيرة القديم وتمَّ تخزينها في متاحف مختلفة في الفجيرة، ويوجد فيها الأدوات الفخّاريّة وغير الفخّاريّة من العصر البرونزيّ، والملابس والعملات التّاريخيّة من عصور متقدّمة أكثر من العصر البرونزيّ، ومن هذه المتاحف متحف الفجيرة، وقرية التّراث، وقلعة الفجيرة، ويوجد فيها الكثير من المباني التّاريخيّة التي تمَّ ترميمها.
الأماكن الأثريّة في الفجيرة
مسجد البدية
يقع مسجد البدية على بُعد جوالي 35 كم شماليِّ مدينة الفجيرة، وهو أحد معالم تاريخ الفجيرة القديم لأنّه لم يُبنى في العصر الإسلاميِّ؛ بل كَشَفت التّنقيبات الأثريّة أنَّ هذا المبنى كان مسكونًا منذ 4000 عام، كما أنَّ التّنقيبات كشفت عن شظايا فخّاريّة، ورؤوس أسهم معدنيّة، وقطع أثريّة متنوّعة يعود تاريخها إلى ما لا يقلُّ عن 1000 قبل الميلاد، ويتميّز بأنّه أقدم مسجد مبنيٍّ من الطّوب في دولة الإمارات، وسُمّيَ بهذا الاسم نسبة للمدينة المحيطة به قديمًا، ويتكوّن مسجد البدية من قاعة الصّلاة، المزيّنة بأقواس وفتحات تهوية، ومحراب متّجه إلى مكّة، وتقسِم دعامتُهُ الأساسيّة المساحة الدّاخليّة إلى أربعة مربّعات ذات أبعاد متماثلة، وهو مغطّى بأسقف مقبّبة. يحتوي المسجد مقبرة إسلاميّة كبيرة، وفي شمالها توجد مقبرة ضخمة تعود للعصر الحديديِّ.
حصن البثنة
يُعتبر حصن البثنة أحد معالم تاريخ الفجيرة القديم الذي يعود بناؤه إلى عام 1735، ويقع تحديدًا خارج مدينة الفجيرة، على بُعد 13 كم على الطّريق السّريع الرّئيسيّ. بُنِيَ حصنُ البثنة على جبال وادي حم، وكان ذا أهمّيّة حيويّة؛ للدّفاع عن المنطقة الشّرقيّة لدولة الإمارات العربيّة المتّحدة؛ لأنّه يتكوّن من جدران حجريّة ضخمة وسميكة، ومُحاط ببرجِ مراقبة دائريٍّ ضخم أيضًا، يُعطيه طابعًا خاصًّا، والآن يمتلك الحصن بالإضافة إلى أهمّيّته التّاريخيّة، أهمّيّة سياحيّة؛ لأنَّ إطلالة أسواره مذهلة.
قلعة الفجيرة
بُنيَت قلعة الفجيرة في عام 1670، وهي أحد معالم تاريخ الفجيرة القديم التي أصيبت بأضرار بالِغة بسبب الهجوم البريطانيِّ في أوائل القرن العشرين، وتُعتبر أقدم قلعة في الإمارات العربيّة المتّحدة، ولكن في السّنوات الأخيرة، تمَّ ترميمها بالكامل وعادَت لمجدِهِا السّابق. تحتوي القلعة على ثلاثة أقسام رئيسيّة، وهي القاعات، والبرج المربّع، والبرجين الدّائريين، ولعدّة قرون كانت هي المبنى الحجريَّ الوحيد على طول ساحل الفجيرة، وكانت في السّابق مبنىً دفاعيًّا ومنزلًا للعائلة الحاكمة، أمّا الآن أصبحت المنطقة المحيطة بالقلعة جزءًا من قرية التّراث، التي أنشأتها دائرة الآثار والتّراث في الفجيرة، وتضمُّ القرية أيضًا منال قديمة مرمّمة؛ تعكس الحياة التّقليديّة القديمة في الفجيرة، وتعرِضُ نظامَ الرّيِّ الذي استخدمه المزارعون الإماراتيّون في حقولهم قديمًا.
متحف الفجيرة
يضم متحف الفجيرة معروضات أثريّة توضّح تاريخ الفجيرة القديم ومُعظمها تمَّ الكشف عنه قبل 15 عامًا فقط، وتُغطّي المعروضات الفترة التّاريخيّة الممتدّة من الألف السّادس قبل الميلاد، وحتّى نهاية الحكم الإسلاميِّ وما بعده، وأكثر قطعة في المُتحف تُثير الإعجاب هي بيضة النّعامة، التي يعود تاريخها إلى 2500 قبل الميلاد، ويضمُ المعرض أيضًا مكتشفات أثريّة تعود إلى العصر البرونزيِّ منذ أكثر من 4500 عام، وتشمل قطعًا برونزيّة، ونحاسيّة، وصلبة، وقطعًا من الذّهب والفضّة، وأوانٍ فخّاريّة منقوشة، وأسلحة يعود بعضها إلى العصر البرونزيِّ، وبعضها الآخر من العصر الحجريِّ، ومن الاكتشافات الأخرى مقبرة على شكل حدوة فرس، أو حرف U.
المراجع