التفاؤل شعور إيجابي للمستقبل، عكسه التشاؤم، وهنا في مقال عن التفاؤل سنتعلم المزيد عن التفاؤل، وكيف يختلف عن التشاؤم، وأكثر من ذلك.
ما هو التفاؤل
التفاؤل شكل من أشكال التفكير الإيجابي، يتضمن الإعتقاد بأن الغد سيكون أفضل من اليوم، وأن الأشياء الجميلة ستحدث في المستقبل أكثر من الأشياء السيئة، وعندما تقع الأحداث السلبية فإنها تكون جراء شيء خارجي، ولا يؤمن المتفائل أنه السبب في الأشياء السيئة التي تنتظره في المستقبل.
على سبيل المثال فإن الشخص المتفائل عندما يتخلى عنه صديق أو حبيب، ولا يعتقد بأنه السبب في ذلك، وإنما يلقى اللوم على الطرف الأخرى، أو ربما أن الظروف هي من كانت السبب، فالمتفائل يميل الى التركيز على الجانب الإيجابي من الأشياء بدلا من الجانب السيئ.
أكثر الأمثلة شيوعا للإشارة للتفاؤل هي الكأس النصف ممتلئ بالمياه، فالشخص المتفائل عندما ينظر الى كأس نصف ممتلئ بالمياه فانه يركز على النصف المملوئ بالمياه، في حين أن الشخص المتشاؤم، أي عكس المتفائل، فإنه ينظر الى النصف الفارغ من الكأس.
عدد المتفائلون أقل مما نعتقد، فالكثير يظن أنه شخص متفائل، في الوقت الذي لا يكون فيه كذلك، وفي بعض الأحيان قد يكون عكس ذلك، ما يحدد التفاؤل هي المواقف الصعبة التي يواجه الإنسان، وهذه المواقف هي التي تحدد إذا ما كان الشخص حقا متفائلا أو متشائما.
التفاؤل وفوائده
الشعور الإيجابي يساهم في التخلص من الإكتئاب واليأس في أسوأ السيناريوهات التي قد يتعرض لها الإنسان، مثل الطرد من العمل أو الطلاق وغيرها، فهو يعتقد بإستمرار أنه سيجد عملا جديدا في أقرب وقت، وقد تكون أفضل من السابقة، وهذا يساعده على تجنب الشعور بالإحباط.
المتفائل والمتشائم كلاهما لا يحبان الفشل، لكن الإختلاف يكون في طريق التعامل مع هذا الفشل، فالمتشائم يميل الى تهويل الفشل وتحويله الى كارثة، وان الفشل يعني النهاية، أما المتفائل فان الفشل بالنسبة له تعد البداية، وانه من الخطأ يتعلم الإنسان.
التفاؤل والواقعية
التفاؤل أمر جيد للغاية للإنسان فهذا يجنبه الشعور بالإكتئاب، لكن في نفس الوقت قد يكون أمرا سيئا، فالتفاؤل في كثير من الأحيان يجعل صاحبه غير واقعي، وعلى الرغم من أن المتفائل يعتقد بأنه شخص واقعي، إلا أنه في العادة لا يكون كذلك، وهذا الأمر يشمل أيضا المتشائم.
الشخص الواقعي هو الذي يقف بين المتفائل والمتشائم، فيجمع بين الصفات التي يتمتع بها كلا الجانبان، ويحاول رؤية الأشياء كما هي في الواقع، ويتوقع المستقبل ليس بالإعتماد على المشاعر، وإنما من خلال وضع الإحتمالات والإتجاهات.
التحيز نحو التفاؤل
على الرغم من أن عدد المتفائلين ليسوا بالعدد الكبير، إلا أن معظم الناس يميلون نحو التفاؤل، فالتفاؤل يعد أمرا جيدا للغاية، على الأقل أفضل من التشاؤم، وقد أظهر حوالي 80 في المائة من الناس تحيزا إدراكيا للتفاؤل، وفقا لدراسة من جامعة كوليدج في لندن.
التحيز للتفاؤل يجعلنا نميل الى توقع الأشياء الجميلة التي تنتظرنا في المستقبل، وهذا التحيز حقا يساعد في جعلنا أكثر سعادة، ويجعلنا نرى العالم أكثر إشراقا، والإيمان بأن الغد سيكون أفضل هو ما يدفعنا جميعا الى التقدم والتطور والبناء.