الملائكةُ مخلوقاتِ الله سبحانه وتعالى وردَ ذكرُهم في القرآنِ الكريم، وهم عبادُ الله سبحانه المُكْرَمون الذين لا يَعصون الله في ما أمرَهم، ويفعلون كل ما يأمرُهم به، ذكرت بعض أسماء الملائكة من أهمهم سيدنا جبريل عليه السلام… فيما يلي سنتعرف على من هو جبريل عليه السلام و لماذا سمي جبريل بالروح
من هو جبريل عليه السلام؟
- من ملائكة الله سبحانه وتعالى المقربين إليه، أُرسله الله إلى الأنبياء جميعهم ومنهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
- الملك المكلف من الله بالوحي، ولهذا أُطلِق عليه الله اسم الوحي الأمين، ولقد برز دوره في تنزيل الوحي على سيدنا محمد في غار حراء، كما رافق الرسول في رحلة الإسراء والمعراج
لماذا سمي جبريل بالروح
- يعد هذا الوصف بيان لعلو مكانته، وتشريف له
- لأنه المتولي بإنزال الوحي على الأنبياء، فالدِّين يحيا به مثلما يحيا البدنُ بالروح
- لأنه كسائر الملائكة يغلب عليه الروحانية إلا أن روحانيته أكمل وأتم
- قال الجياني: أن سيدنا جبريل قد سمي بالروح لأن النفوس لا تحيى إلا به كما تحيى بالأرواح.
- قال الرازي، وتبعه في ذلك ابن عادل: أن الله قد سماه روحاً لأنه خلق من الروح.
- قيل أيضا لأنه نجاة للخلق في باب الدين حيث أنه كالروح الذي تثبت الحياة معه
- قيل كذلك لأنه روح كله ليس كالناس الذين يمتلكون بدن به روح، كما سمي بالأمين لأنه يؤتمن على ما يؤديه للأنبياء وغيرهم.
- قال ابن عاشور: سمي سيدنا جبريل روحاً لأن الملائكة كلهم من عالم الروحانيات، بمعنى المجردات
صفات جبريل الأمين:
ذَكَر الله صفات سيدنا جبريل عليه السلام في عدة آيات قرأنية، منها:
-
روح القدس
- قال تعالى: ﴿ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾
– الرُّوحُ هنا جاءت بمعنى المَلَكُ، قال تعالى: ﴿ فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا ﴾
– القدس: بضم القاف جاءت بمعنى الطهارة والنزاهة والطهارة
-
الكرم
- فهو ملك كريم مرسل من الله للأنبياء لتلقينهم الرسالات السماوية، كما أنه ملك مقدس بهي الصورة، وكذلك الرسول الذي تلقى الرسالة والوحي يتصف بالكرم، جمالُ المنظر، كثرة الخير، بَهِاء الصورة، كما أنه معلم الطيبين.
-
ذو قوة
- قال تعالى: ﴿ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ﴾ تحمل هذه الصفة عدة دلالات:
– يمتلك القوة لمنع الشياطين من الدنو منه، فلن ينالوا منه شئ ولا ينقصوا منه ولا يزيدوا حيث أن الشيطان إذا رأه فسيهرب منه ولن يقربه
– أنه عليه السلام مُوَالٍ، ومناصر، ومعاضد للرسول الذي قد كذبوه، قال تعالى: ﴿ وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ﴾
– أنَّ من سيعادي الرسول عليه الصلاة والسلام فقد عادى سيدنا جبريل وليه وصاحبه
– يمتلك القدرة على تنفيذ كل ما أُمِرَه الله به لقوته لن يعجزه عن ذلك شئ، حيث أنه مُؤَدٍّ لكل ما أمر به بالأمانة والصدق فهو القوي الأمين، يدل ذلك على عظمة المرسِل، والرسالة، والرَّسول، والمرسَل به، والمرسل إليه، فلقد انتدب له القوي الكريمَ المكينَ المُطاعَ بالملأ الأعلى
-
مكين عند الله سبحانه وتعالى
- قال تعالى: ﴿ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ﴾
– المكينُ هنا على وزن فَعِيلٌ، وهي صِفَةٌ مُشبَّهةٌ مِنْ كلمة مَكُنَ بضم الكاف، والتي تعني المكانة العالية عند الغير
– أما توسيطُ قولِه تعالى: ﴿ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ ﴾ بين كلمتي ﴿ ذِي قُوَّةٍ ﴾ و﴿ مَكِينٍ ﴾ جاء ليتنازعه الوصفين، بمعنى أنه ذو قوة عند الله؛ أي يمتلك المقدرة التي تُخَوِّلُهُ للقيام بعظيم ما يُوكله به اللهُ مما يحتاج لقوة التدبير والقدرة
– كلمة عند هنا جاءت للتعظيم والعناية
– أما كلمة ذي العرش فهي تدل على مكانة جبريل عند الخالق، وكذلك تدل على علو منزلته، فجبريل عليه السلام يعد أقرب الملائكة لله، كما أنه قريب مِنْ ذي العرش.
-
مُطاعٌ في السماوات
- قال تعالى ﴿ مُطَاعٍ ثَمَّ أمين ﴾
– إشارة لإطاعة أعوانه وجنوده من الملائكة الكرام له كما يطيع جنود الجيشُ قائدَهم، وذلك كله لنصر خليله وصاحبه وخليله محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم.
– إشارة أيضاً لأن سيدنا محمد الذي قام قومه بتكذيبه ومعاداته سيكون مطاعاً في الأرض، مثل سيدنا جبريلَ المُطاعٌ في السماء
-
الأمين
- وصف الله عزوجل سيدنا جبريل بالأمانة إشارة منه لأنه يحِفْظِ ما يحمله من رسالة، ويقوم بأداء واجبه له على وجهِهِ الأكمل دون تغيير أو نقصٍ.
صفات جبريل عليه السلام في السنة
- ثبت في السنة عن الرسول صل الله عليه وسلم بأنه رأى سيدنا جبريل وأنه حسن الشكل بهي الطلعة، ثبت في الصحيحين من حديث عائشة (أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل في صورته التي خلق عليها فسد ما بين الأفق)
- ثبت في الصحيحين أيضاً من حديث ابن مسعود: (أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ستمائة جناح)
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لما انتهينا إلى بيت المقدس، قال جبريل: بإصبعه فخرق به الحجر وشد به البراق) رواه الترمذي، وقال: حسن غريب، وقال الألباني: صحيح الإسناد.