لماذا سميت سورة النساء بهذا الاسم
سورة النساء سورة مدنية نزلت في مدينة المنورة أياتها 176 أية، تضمنت السورة العديد من الأحكام الخاصة بالنساء، والتشريعات التي تنظم شئون المسلمين الداخلية والخارجية… فيما يلي سنقدم مقال للإجابة عن لماذا سميت سورة النساء بهذا الاسم
سورة النساء
- السورة الرابعة في ترتيب المصحف الشريف، وواحدة من السَّبع الطُّوال التي ذكر الرسول صل الله عليه وسلم فضلهم في عدة أحاديثُ منها، عن عائشةَ رضي الله عنها، قال رسول الله صل الله عليه وسلم: ((من أخذ السَّبعَ الأُوَلَ من القرآن، فهو حَبْرٌ))، أخرجه أحمد (24575)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5979).
- سورة مدنية تحتوي على الكثير من التشريعات والأحكام الخاصة بالنساء
لماذا سميت سورة النساء بهذا الاسم ؟
- وجه تسميتها كان بسبب وجود الكثير من الأحكام الخاصة بالنساء بها؛ فلقد بدأت السورة الكريمة بأحكام تخص النساء: البنات، والأزواج، وخُتمت السورة الكريمة بأحكام تخصُّ النساء، التحرير والتنوير (4/ 211).
- يوجد بالسورة الكريمة العديد من الأحكام والتشريعات الخاصة بالنساء، ومن بينها: (حماية الإناث- حق النساء في التملك، والكسب- الميراث- المهر- المحرَّمات من النساء- حقوق الزوجة -أحكام زواجهنَّ- طريقة الصلح وفضِّ النزاع بين الزوجة وزوجها).
- اسم السورة الكريمة النساء هو لفظ من الألفاظ الواردة بالسورة نفسها.
- سميت الصورة بهذا الاسم أيضا للتوافق مع الجانب العظيم لمقاصد السورة المتمثلة في أحكام النساء
- في صحيح البخاري عن عائشة قالت: «ما نزلت سورة البقرة وسورة النساء إلا وأنا عنده».
فضل سورة النساء
- قال عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-: (آيات نزلت في سورة النساء، هنَّ خيرٌ لهذه الأمَّة ممَّا طلعتْ عليه الشَّمس وغربتْ، وهنَّ: “إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ”، و “إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا”، و “وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا”، و “يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”، و “وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا”، و “يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا”)
- روى البخاري ومسلم عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه، قال: “قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «اقرأ علي»، قلت يا رسول الله: “إقرأ عليك، وعليك أُنزل؟”، قال: «نعم»، فقرأت سورة النساء، حتى أتيت إلى هذه الآية: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء:41]، قال: «حسبك الآن»، فالتفتُ إليه، فإذا عيناه تذرفان”.
- روى الطبراني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: “إن في النساء لخمس آيات ما يسرني بهن الدنيا وما فيها، وقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها: {إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا}، وقوله: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا}، وقوله: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ}، {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا}، وقوله: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا}”
- روى الدارمي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: “من قرأ آل عمران فهو غني، والنساء محبِّرة”، محبرة هنا بمعنى مزيِّنة.
مقاصد سورة النساء
- توحيد الله عزوجل وإفراده بالعبودية والربوبية
- بناء الأسرة وهي أساس المجتمع القوي، والسليم، من خلال تنظيم كل شئون المجتمع المسلم، وذلك بتطهيره من الفاحشة، والفساد
- بناء دولة الإسلام على أسس قوية ومتينة، يكون قِوامها العدل بين الناس، وأداء الأمانات لأهلها، والتحاكم لشرع الله في كل شؤون الحياة، وكذلك بتنظيم العلاقات الدولية، تجلى ذلك في أيات السورة الكريمة، قال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}
- التحذير من المنافقين وغيرهم ممن سيقومون بزعزعة كيان المجتمع الإسلامي
- تحذير المسلمين من القيام بأي تساهل في حقوق اليتامى، والأرحام، وكذلك تحذيرهم من عدم أكل أموال الناس
- أهمية الجهاد في سبيل الله؛ وذلك دفاعاً عن مقومات الدين الإسلامي، وتبليغه ذلك للناس كافة
- تصحيح العقيدة للبشر أجمعين؛ والعمل على إنقاذها من كل اختلال، وانحراف، وغلو، وتفريط
- النجاة في الدار الآخرة مرتبط بالعمل، والإيمان، لا بالانتساب للدين الإسلامي، قال الله سبحانه وتعالى: {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا}