يوجد الكثير من الروابط الناشئة في المجتمعات الإنسانيّة غير رابطة الدم أو النسب، وتسهم هذه الروابط في زيادة تماسك أفراد المجتمع، ومن أهم هذه الروابط رابطة المجاورة التي تنشأ عن قرب مكان السكن، قد يحظى الإنسان بجار يعوضه عن وجود الأخ والاقارب، نقدم لك فى هذه الموضوع مقال عن الجار.
مقال عن الجار
يعنى لفظ الجار المشاركة في الحياة، فالجار يمكن أن يكون بالمسكن أو في السوق أو في المدرسة، وللجار حقوق عديدة كباقي الناس.
لكل شخص في هذه الحياة مجموعة من الحقوق والواجبات، ويجب على الإنسان القيام بواجباته على أكمل وجه، حتى يحصل على حقوقه بأكمل وجه.
حقوق الجار
يوجد العديد من الحقوق التي تجب للجار على جاره، وهذا الأمر يأتي بسبب وجود حالة من التواصل شبه اليومي بين المتجاورين في السكن.
في بعض حالات الجوار يكون هناك مناطق يشترك فيها المتجاورون كمداخل الشقق السكنية أو ما شابه، ومن أهم هذه الحقوق ما يلى:
- الحق في معاملة الجار معاملة حسنة، وعدم إلحاق الضرر النفسي أو الجسدي بالجار، أو بشيء من ممتلكاته ومحاولة الحفاظ عليها، والحذر أثناء مخاطبته والتكلم معه بأسلوب لطيف ومهذب.
- للجار على جارة حق رد السلام والتحية عليه. وعدم إزعاج الجار بالصوت المرتفع والصراخ أو بصوت التلفاز أو المذياع.
- الوقوف مع الجار وتهنئته في مناسباته السعيدة والأفراح. والوقوف معه فى وقت الشدة وتعزيته في حالة الوفاة أو المرض.
- حق زيارة الجار والاطمئنان عليه باستمرار والسؤال عنه، مساعدة الجار إذا طلب المساعدة وإذا لم يطلبها.
- ستر عيوبه وكتم أسراره، وتقديم النصيحة إذا أخطأ، ويقدم له المساعدة المعنوية والمادية اذا كان يعاني من ظروف مادية صعبة ومؤقتة.
- احترام خصوصيات الجار وعدم التدخل فيها، وكف الأذى بكافة أنواعه، سواء كان ذلك من خلال الأذى الحاصل من الصوت كالصراخ والضجيج، أو الأذى الحاصل من إلقاء النفايات في موضعها غير المناسب ما يتسبب في تأذية الجيران من الروائح الكريهة التي تطلقها هذه النفايات.
حقوق الجار فى الإسلام
فيما يلى بعض حقوق الجار فى الاسلام:
- عدم الايذاء أو الإساءة للجار، فان الواجب على المسلم كف الأذى والامتناع عنه تجاه أي شخص مسالم. يقول الرسول صل الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره).
يوجد اشكال عديده لايذاء الجار مثل حسده، وتمني زوال النعمة عنه، والاستهزاء به، واحتقاره، ونشر أخباره وأسراره بين الناس، والكذب على لسانه، والتضييق عليه في السكن، والإساءة إلى أبنائه، وتتبع عوراته وعرضه، والعمل على إزعاجه بالأصوات المرتفعة المزعجة.
- تقديم الهدايا والعطايا للجار، والسعي في المعروف والخير من أجله، فالهدايا من العوامل التي تقرب القلوب والنفوس، وتمحي الأحقاد بين الناس، وتبني المحبة والمودة بينهم.
مما يدل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي ذر الغفاري رضي الله عنه (يا أبا ذر، إذا طبخت مرقة، فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك).
لا يشترط في الهدية للجار أن تكون للفقير فقط/ فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يقبل الهدية، كما أنه كان يهدي الناس.
- حق محبة الخير والبر والمعروف للجار كحبها للنفس، وعدم حسد الجار على أي شيء.
روى الإمام مسلم في صحيحه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (والذي نفسي بيده، لا يؤمن عبد حتَى يحبَ لجاره ما يحب لنفسه).
- تقديم المساعدة المادية للجار إن كان بحاجة لها.
روى الصحابي أبو هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا يمنع أحدكم جاره أن يغرز خشبه في جداره).
الصحابة رضي الله عنهم اقتدوا بذلك، فكانوا في عون وخدمة جيرانهم، حتى أثنى عليهم الرسول.
- الحفاظ على عورات الجيران وصيانتها، وعدم إفشاء أسرارهم، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه).
- اهتم الاسلام اهتماما كبير في قضية الجار، وحثَ على الإحسان له وإعطائه كافة حقوقه.
قال تعالى: (واعبدوا اللَّه ولا تشركوا به شيئا وبِالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجَار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل).
المراجع