مقال عن اليد العليا واليد السفلى

أكد الرسول صل الله عليه وسلم في حديثه الشريف الذي روي عن حكيم بن حزام على أن اليد العليا خيرا من اليد السفلى… فيما يلي سنقدم مقال عن اليد العليا واليد السفلى

مقال عن اليد العليا واليد السفلى

اليد العليا خير من اليد السفلى

  • عن حكيم بن حزامٍ رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنى، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ الله، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله) متّفقٌ عليه.
  • وعند الإمام مُسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أَنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم( قال وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ -وَهُوَ يَذْكُرُ الصَّدَقَةَ وَالتَّعَفُّفَ عَنِ الْمَسْأَلَةِ (الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا الْمُنْفِقَةُ وَالسُّفْلَى السَّائِلَة).
  • اليد العليا: هي اليد المعطية والمنفقة
  • اليد السُّفلى: هي اليد الأخذة والسائلة

شرح الحديث:

  • الرسول صلّى الله عليه وسلّم كان يُربّي أصحابه على الرفعة، وعزّة النّفس، وعدم الطلب من أحد، والاستغناء عن النّاس
  • بايع الرسول صل الله عليه وسلم بعض أصحابه على أن يستغنوا عن الناس؛ كما في حديث عوف بن مالك الأشجعيّ رضي الله عنه قال: (كنّا عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسعة أو ثمانية أو سبعة؛ فقال: (ألا تُبايعون رسول الله؟) وكنّا حديث عهد ببيعة فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، ثمّ قال: (ألا تُبايعون رسول الله؟)، فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، ثمّ قال: (ألا تُبايعون رسول الله؟) قال: فبسطنا أيدينا وقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، فعلام نبايعك؟ قال: (على أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، والصّلوات الخمس، وتطيعوا – وأَسَرَّ كلمةً خفية -ولا تسألوا النّاس شيئًا)، فلقد رأيت بعض أولئك النّفر يسقط سوط أحدهم فما يسأل أحدًا يناوله إيّاه” رواه مسلم.
  • الترفع عن سؤال الناس والتّعفف عن المسألة مطلبٌ شرعيٌّ، يوضحه و يؤكّده عليه الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله: (الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى)، ثُمّ قام بتفسّيره فقال: (وَالْيَدُ الْعُلْيَا الْمُنْفِقَةُ وَالسُّفْلَى السَّائِلَة)
  • الوصف بالعلوِّ، والسِّفل خير دليل على أن العطاء أهم من المسألة، وبيان قوي لعِظَم شأن الإنفاق، فالمُنفق يده أعلى وخيرا من اليد المطالبة
  • قال الرسول: (وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ الله، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله): بمعنى من يمتنع عن سؤال الناس يجازيه الله سبحانه وتعالى على استعفافه بدفع فاقته وصيانة وجهه، بأن يرزقه القناعة، أو المال، فمن يقوم بالاستغناء بالله عمّن سواه، يجازيه الله عزوجل بإعطائه ما يستغني به عن سؤال الناس، ويزرع الغنى في قلبه
  • في حديث أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه أنّ ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأعطاهم، ثُمّ سألوه فأعطاهم، حتى نفد ما عنده، ثمّ قال: (مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ الله، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ الله، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ) متّفقٌ عليه
مقال عن اليد العليا واليد السفلى
مقال عن اليد العليا واليد السفلى

الوصايا النبوية في الحديث الشريف

– السعي وراء كسب المال:

  • يجب أن ينفق الإنسان على نفسه، وعلى من يعولهم، ويتبقى لديه ما ينفقه في وجوه البر والخير حتى يكون من أهل اليد العليا التي يفضلها الله ورسوله

– تّرغيب وحث المسلم على التّصدُّق:

  • قال الرسول صل الله عليه وسلم في الحديث أن اليد العليا هي يد المُتصدِّق، وأن اليد السُّفلى هي يد السّائل، ولقد فضل الله المعطِي على السائل.

– التصدق على الأهل:

  • أفضل الصّدقة تكون على الأهل، أو على من تلزمه نفقته، قال: (وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنى).

– الاستغناء بالله عن النّاس والتّرفع عن سؤالهم:

  • قال الحافظ ابن حجر في الفتح في شرح لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: ” حَضّ الله ورسوله عَلَى التعفف عن سؤال الناس والِاسْتِغْنَاء عَنْهم بالتَّوَكُّل عَلَى الله، وَانْتِظَار رزقه من الله”
  • قال الإمام ابن الجوزي: “التَّعَفُّفُ عن سؤال الناس يَقْتَضِي سَتْرَ الْحَالِ عَنِهم، وَإِظْهَارِ الْغِنَى عَنْهُمْ؛ حيث جعل الله الصَّبْرُ خَيْرَ الْعَطَاءِ فهو يحبس النفس عن فعل ما تتمناه ويلزمها على فعل ما تكرهه في الوقت الحالي وما يعود عليها بالنفع في المستقبل”
مقال عن اليد العليا واليد السفلى
مقال عن اليد العليا واليد السفلى

المراجع

المصدر الأول

المصدر الثاني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *