القراءة شيء ممتع بالطبع لكنها تكون أكثر متعة مع كتاب مميز يضيف إلى خبرات القارئ وثقافته وحصيلته اللغوية، لذلك نقدم ملخص كتاب طفولة قلب باعتباره واحد من الكتب القيمة التي حققت نجاحا كبيرا فهو متميز في الأسلوب واللغة وطريقة عرض الأفكار والمعلومات، ما يضمن الاستفادة منه.
ملخص كتاب طفولة قلب
نبذة عن المؤلف
المؤلف هو سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، وهو كاتب سعودي ولد في بلدة البصر بمدينة بريدة في منطقة القصيم، وذلك في عام 1376 هجرية.
تتلمذ على يد عدد من كبار العلماء، منهم: محمد بن صالح العثيمين، عبد العزيز بن باز، عبد الله بن جبرين، الشيخ صالح البليهي، وغيرهم.
حفظ القرآن وكذلك الأصول الثلاثة وكتاب التوحيد وغيرهم، واهتم بالجانب الديني والفقهي إلى حد كبير، وحصل على درجة الدكتوراة في السنة في موضوع يدور حول شرح بلوغ المرام/ كتاب الطهارة)
تخرج من كلية الشريعة وأصول الدين في القصيم، وعُين أستاذا بها لعدة سنوات لكن تم إيقافه بعدها لأسباب سياسية، وهو يقدم محاضرات دعوية وله عدد من المؤلفات والكتب، منها:
- أنا.. وأخواتها: رحلة في أسرار الذات
- مع الله
- شكرا أيها الأعداء
- كيف نختلف
- أسئلة الثورة
- مع المصطفى
- علمني أبي: مع آدم من الطين إلى الطين
لمحة سريعة حول الكتاب
يحكي قصة المؤلف وتجاربه التي مر بها، فهو يتضمن قصص وتجارب ونصائح ومعلومات تفيد القارئ بدرجة كبيرة، وأشار فيه إلى قصة وفاة ابنه وقصيدة الرثاء التي كتبها فيه.
تحدث فيه أيضا عن حياته بشكل عام وأهم المحطات والمراحل التي شهدها مثل دخوله السجن وكيف أثر عليه وعلى مستقبله، ويعتبر بمثابة سرد وتوثيق تاريخي وسياسي واقتصادي واجتماعي لمرحلة هامة في تاريخ الأمة الإسلامية.
الملخص
يتكون الكتاب من 600 صفحة، يتحدث في بدايته عن مرحلة الطفولة في مدرسة الحويزة والأندلس، وكذلك نشأته، وكيف أنا أباه شجعه ولم يقف عائقا أمام أحلامه لأن كان يسير في الطريق الصحيح، وأنه حفظ القرآن وقرأ حتي اتسعت ثقافته.
حكى أيضا قصة وفاة ابنه (عبد الرحمن) ثم ولادة ابنه البراء التي جعلته يعيش حلم جميل وأعانته على مواصلة رحلته، وتعلمه اللغة الإنجليزية على يد زميل له يُدعى (محمد الحضيف)، ثم سرد حكاية وفاة شيخه ومعلمه بن باز دون جنازة ولا صلاة عليه.
لم يخلو من الحديث عن الأوضاع المادية لكاتبه وعائلته ودراسته وطلبه للعلم، وانتقاله لعدة بلدان، ومنها الرياض، وتضمن أجزاء حول المشايخ الذين تتلمذ على أيديهم، وأصدقائه المقربين، لكنه أفرد صفحات أكثر للحديث عن تجربته داخل السجن التي استمرت خمس سنوات.
أشار إلى أحداث هامة سواء داخل السعودية أو خارجها، مثل أحداث الحرم، تأثير ظهور النفط على السعوديين، العدوان العراقي على الكويت، الحرب الأفغانية وغيره.
تحدث عن حياته بعد السجن أيضا، وفي نهاية الكتاب يوجد ملحق يعرض فيه صورا لبعض الأشخاص الذين تحدث عنهم، المقربين منه سواء ابنائه أو أفراد عائلته أو أصدقائه، وغيرهم.
نقد الكتاب
لاقى إعجاب الكثير من القراء العرب، بسبب أسلوبه الأدبي المميز، واللغة القوية والسرد الذي يعكس الكثير من المعاني دون حشو يُشعر القارئ بالملل، ويتميز أيضا بـ:
- لم يتحدث العودة عن نفسه بصيغة المتكلم، بل استخدم ضمير الغائب
- كتابة مقتطفات من القصائد الشعرية سواء التي ألفها الكاتب بنفسه أو لشعراء آخرين، بالإضافة إلى اقتباسات لعدد من الأدباء والعظماء والمفكرين.
رغم المميزات السابقة إلا أن هناك بعض الانتقادات التي طالته مثل:
- ذكر تفاصيل كثيرة تتضمن أسماء وأشخاص وأمكنة متعددة، لدرجة يمكن أن يتوه القارئ فيها
- سرد الكثير من القصص والتجارب فيه، لدرجة يمكن أن تكون أخرجته من هدفه الأساسي وهو تسليط الضوء على السيرة الذاتية لمؤلفه
- عدم تسلسل الأحداث، والغموض في بعض الأجزاء بسبب استخدام كلمة (صاحبنا)، حيث استخدامها المؤلف أحيانا للحديث عنه نفسه أو عن شخص أخر.
اقتباسات
توجد العديد من الجمل والعبارات والخواطر التي تتميز بجمال الصياغة وقوة التعبير، يمكن عرض بعض الاقتباسات فيما يلي:
- ( إن مدرسة الحياة هي أعظم جامعة يتلقى فيها المنتمون أفضل الدروس؛ لكن بعد أن يدخلوا الاختبار)
- (الأسوار التي نبنيها أو نتخيلها ونحن صغار يتعيّن علينا أن نجتازها أو نهدمها حين نكبر!)
- (الإصلاح ليس شعارا يُرفع ولا مزايدة، ولا أُمنية طائرة لا قرار لها، الإصلاح محاولة متصلة بالإمكان والاستطاعة، حتى في حق الرسل والأنبياء)
- (شئ جميل أن نستطيع الالتفات للوراء دون حنين، ودون ألم، ودون حقد أيضا، وأن نستخدم القلم لتنظيف الجرح)
- (ليس على طريق النجاح إشارات تحدد السرعة القصوى، وليس ثمة مستحيل طالما صدق العزم وتم التوكل، بيد أن طريق الفشل هو الآخر لايتطلب أكثر من خور الإرادة، وفقدان التخطيط)
- (في اللحظة التي تملك فيها داخل قلبك الاحساس بالحب سوف تكتشف أن العالم قد تغير بالكامل)
- (أن يكون المرء متسامحا مع نفسه ومع الآخرين هو شئ حسن، وأن يكون متشددا مع نفسه متسامحا مع الآخرين فلا بأس، أما التسامح مع النفس والتشديد على الناس فهذا هو العطب)
المراجع