نقدم خلال المقال التالي ملخص كتاب شروط النهضة لمالك بن نبي، وهو احد أهم المؤلفات التي تطرقت إلى أهم العقبات التي تقف في طريق المجتمع الإسلامي للإرتقاء إلى المستوى الحضاري المطلوب، وجعلته متخلف عن ركب الحضارة، وهذا بالضبط هو سبب أهمية هذا الكتاب، لذا تابعوا ما يلي لتتعرفوا أكثر عليه.
ملخص كتاب شروط النهضة لمالك بن نبي
نبذة سريعة عن الكتاب
- عنوان الكتاب الأصلي: les Conditions de la Renaissance.
- اسم المؤلف: مالك بن نبي.
- تاريخ النشر: صدر للمرة الأولى في عام 1949، لكن صدرت نسخ أحدث فيما بعد.
- عدد الصفحات: 176 صفحة.
- أبرز دور النشر: دار الفكر المعاصر، دار الكتاب اللبناني- دار الكتاب المصري، دار الوطن- مصر، وزارة الثقافة القطرية- مجلة الدوحة.
نبذة تعريفية بالمؤلف
- هو المفكر الجزائري الجنسية مالك بن نبي المولود في الجزائر عام 1905م، وتوفى في عام 1973م، وهو واحد من أهم الأعلام في الفكر الإسلامي العربي في القرن 20، وهو يعتبر واحد من أهم الرواد في نهضة الفكر الإسلامية في نفس الحقبة الزمنية، حتى أن البعض اعتبره خليفة لابن خلدون.
- كان هو الباحث الأول الذي اجتهد في حل مشكلة تأخر العالم الإسلامي وسبر غورها، وتحديد أهم العناصر المساعدة على إصلاح تلك الأزمة، وأيضاً كان الأول في وضع منهج محدد ودقيق لحل مشكلة المسلمين بناءاً على أساس نفسي اجتماعي تاريخي، ولطالما تميزت كتاباته بالطابع الديني الإسلامي في تحليله ومناقشته لكل المواضيع، ولم تكن مجرد تحليلات بل كانت إيجابية من حيث سعيه الدائم لحل المشكلات الحضارية الجوهرية.
- من أهم مؤلفاته: الظاهرة القرآنية، مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي، ميلاد مجتمع، مشكلة الثقافة، مذكرات شاهد للقرن، تأملات، وجهة العالم الإسلامي: مشكلات الحضارة، لبيك: حج الفقراء، بين الرشاد والتيه، الصراع الفكري في البلاد المستعمرة، المسلم في عالم الاقتصاد، القضايا الكبرى، من أجل التغيير، دور المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين، العفن، في مهب المعركة، فكرة كمنولث إسلامي، مجالس دمشق، تبسيط مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي، إنتاج المستشرقين: وأثره في الفكر الإسلامي الحديث بالإضافة إلى شروط النهضة.
نبذة عن الكتاب
- صدر الكتاب في الأصل باللغة الفرنسية، ولكن تمت ترجمته إلى اللغة العربية عام 1957م مع القليل من التعديلات التي أضفاها المؤلف ليجيب عن استفسارات من قرأوا الكتاب بعد صدور الطبعة الأولى، بالإضافة إلى ترجمته لعدة لغات أخرى.
- يحاول المؤلف من خلال الكتاب أن ينفض عن عقول مجتمعاتنا الإسلامية وخاصة الأفريقية والآسيوية فكرة الخنوع للإستعمار والتخلص من العقلية التي لطالما رافقتهم منذ سنوات الاحتلال الأولى، ليستطيعوا بناء أنفسهم ويستقلوا بدولهم ولا يكونوا مجرد تابعين لدول أخرى تفرض سطوتها سياسياً وثقافياً حتى ولو كانت نظرياً غير محتلة للبلاد.
- جاء محتوى الكتاب على إثر بحث مكثف وطويل قام به بن النبي في التاريخ الإسلامي والتطور الحادث في الأمة الإسلامية على مر العصور في الماضي والحاضر والمستقبل، بما في ذلك التركيز بشكل خاص على بلده الجزائر، الذي لا يزال عاجز عن تحقيق استقلاله السياسي التام بعيداً عن فرنسا التي تحبط كل محاولاتها للنهوض أو تحقيق حضارة حقيقية.
- المبدأ العام الذي يتبناه الكاتب أن شروط النهضة تتحقق في ثلاثة عناصر هامة دون سواها وهي الإنسان والتراب (أي المادة) والإدارة.
- يتألف الكتاب من مقدمة الطبعة الفرنسية، مقدمة الطبعة العربية وبابين رئيسيين وهما: الحاضر والتاريخ، والمستقبل. يتضمن الباب الأول عدة عناصر منها: دورة السياسة والفكرة، دور الوثنية، دور الأبطال، أنشودة رمزية، أما الباب الثاني ينقسم إلى عدة عناصر هي الإنسان، التراب، الوقت، بالإضافة إلى فصل عن الاستعمار والشعوب المستعمرة حيث يناقش به مشكلة التكيف والمعامل الاستعماري ومعامل القابلية للاستعمار.
بعض الاقتباسات من الكتاب
- “إن الذي ينقص المسلم ليس منطق الفكرة، ولكن منطق العمل والحركة فهو لا يفكر ليعمل بل ليقول كلاماً مجرداً”.
- “إن من الصعب أن يسمع شعب ثرثار الصوت الصامت لخطى الوقت الهارب”.
- “لكي لا نكون مستعمرين يجب أن نتخلص من القابلية للاستعمار”.
- “إذا كانت الوثنية في نظر الإسلام جاهلية، فإن الجهل في حقيقته وثنية، لأنه لا يغرس أفكاراً، بل ينصب أصناماً”.
- “الحكومة مهما كانت ما هي إلا آلة اجتماعية تتغير تبعاً للوسط الذي تعيش فيه وتتنوع معه، فإذا كان الوسط نظيفاً حراً، فما تستطيع الحكومة أن تواجهه بما ليس فيه، وإذا الوسط كان متسماً بالقابلية إلى الاستعمار فلابد من أن تكون حكومته استعمارية”.
- “الاستعمار ليس من عبث السياسيين ولا من أفعالهم، بل هو من النفس ذاتها، التي تقبل ذل الاستعمار، والتي تمكن له في أرضها”.