الجنة مكان أعده الله للمؤمنين، وهو مصير كل مؤمن في جميع الأديان، بما في ذلك الإسلام، وهنا في مقال عن الجنة، سنلقى نظره عن هذا المكان ونقدم وصفا له.
ما هي الجنة.
الجنة مكان مليئ بالسعادة والجمال والبهجة، وعلى عكس البشرية الحاضرة، فإن الجنة هي مكان لا يعرف سوى السلام، بعيد عن الدنيا المليئة بالمأسي، وأيضا بالمصير الذي ينتظر الأشرار في الأخرة، الجحيم أو النار.
الجنة في الإسلام هي مصير كل شخص يؤمن بوحدانية الله، لكن الجنة في الأديان الأخرى تكون من نصيب أشخاص أخرين، كل دين وله شروطه الخاصة للعباد، كما أن الجنة تختلف في أوصافها من دين الى أخر، لكن ليس في جوهرها.
في الإنجليزية والعبرية تاخذ كلمة الجنة من كلمة بستان، وفي اللغة العربية فإنها أيضا تشار الى البستان، ولعل أن إختيار هذا الإسم راجع الى الجمال الذي تتمتع به البساتين والحدائق، والتي يعد الله المؤمنين بالحصول عليها.
الجنة في الاسلام.
الجنة مكان لطيف وجميل للغاية يقصده الصالحون بعد الموت، وهي عبارة عن نعيم كامل، لا يوحد فيها أي نقص، فيعيش فيها الإنسان سعيدا وخالدا بدون موت، وفي القرأن الكريم ذكرت الجنة بالعديد من الأسماء، منها :
- الحسنى.
- دار المتقين.
- جنة المأوى.
- الحسنى.
- دار المقامة.
- الغرفة.
- مقعد صدق.
- دار السلام.
الجنة تعد من الأمور الغيبية التي لا يعرف الإنسان شكلها، ولا يتمكن المسلم من رؤيتها إلا بعد الوفاة، ولهذا فإن الإيمان بوجود الجنة من أركان الإسلام الستة، الإيمان باليوم الآخر، والذي يشمل أيضا الإيمان بمصيرا غير المؤمنين، النار.
كيف هو شكل الجنة.
على الرغم من أن الجنة مكان غيبي، إلا أن الله ورسوله قدم لنا وصفا لها، فالجنة على سبيل المثال يوجد لها ثمانية ابواب، وفي نفس الوقت فإنها تنقسم الى درجات، وكلما إجتهد المسلم في الدنيا حصل على درجة أعلى في الجنة.
أعلى درجة في الجنة المخصصة للمسلمين هي الفردوس، أما الدرجة الأعلى فانها الوسيلة، وهذه الدرجة اعدت خصيصا للرسول محمد، وقد أمر أصحابه بأن يسألوا له هذه الدرجة وقال : الوسيلة درجة عند الله، ليس فوقها درجة، فسلوا الله أن يؤتيني الوسيلة.
الجنة تم بنائها بالذهب والفضة والياقوت والزعفران وكل ما هو جميل، ويقول الرسول أن المسك هو تراب الجنة، وهي مليئة بالأنهار التي تجري تحت الأقدام، وقد ذكرت بعض أسمائها في القرأن، من بينها سورة سميت بإسم أحد أنهار الجنة، الكوثر.
من يدخل الجنة.
أخبرنا الرسول محمد عن الأشياء التي تؤدي بالمؤمن الى الجنة، لكنها لا تكون السبب الأهم، فالسبب الأول يكمن في رحمة الله، وفي حديث لرسول الله يقول : لن يدخل أحدا عمله الجنة. قالوا: ولا أنت يا رسول اللَّه؟ قال: “لا، ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة.
رحمة الله ينالها المؤمنون الصالحون، والذي يتوجب عليهم القيام ببعض الأعمال الصالحة التي تزيد من فرصهم في نيل هذه الرحمة، ومن أهمها :
- الصلاة.
- الزكاة.
- الحج لمن إستطاع.
- الجهاد.
- العفاف.
من لا يدخل الجنة.
بشكل عام فان المسلم يدخل الجنة، في حين أن غير المسلمين لا يفعل، لكن الله لا يسمح للإنسان بتقرير مصير الأخرين بناء على هذه الأوصاف والتي ذكرها في القران، ففي الأخير تعد رحمة الله هي العامل الأهم.
بما أن الجنة مخصصة لمجموعة من الناس، فإنها أيضا محرمة على البعض منهم، وخاصة من لا يؤمنون الله، أي غير المسلمين، وقد يشمل حتى المسلمين الذي يرتكبون بعض المعاصي، ومنهم :
- قاطع الرحم.
- الديوث.
- عاق الوالدين.
- مدمن الخمر.
- القاتل.
أحاديث وأيات عن الجنة.
“في الجنة مائة درجة ما بينَ كل درجتينِ كما بين السماء والأرضِ، والفردوس أعلاها درجة، ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة، ومن فوقها يكون العرش، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس”.
- صحيح البخاري: 2790.
“وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتى إذا جَاءُوهَا وَفتحت أَبوابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ”.
- سورة الزمر، الآية 73.
“إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفوز الْكبيرُ”.
- سورة البروج، الآية 11.
“من قتل رجلًا من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عامًا”.
- صحيح الجامع الصغير: 6324.