تاريخ الاردن في العهد الاسلامي… معلومات عديدة عن الآثار الإسلاميّة في الأردن

توضّح دراسة عن تاريخ الاردن في العهد الاسلامي أنَّه بعد أن نشر محمد عليه الصّلاة والسّلام الإسلام في الجزيرة العربيّة، قام الصّحابة بتوسيع الفتوحات الإسلاميّة إلى خارجها؛ وفي عام 629 للميلاد وقعت معركة مؤتة في وسط الأردن، وانقسمت هذه الفتوحات إلى ثلاث مراحل، كانت الأولى بين عاميِّ 633 و634 للميلاد، وحدثت فيها غزوات على المناطق الرّيفيّة في بلاد الشّام؛ لحشدِ الجماعات القبليّة النّاطقة باللّغة العربيّة، والمرحلة الثّانية كانت بين عاميِّ 634 و636 وكان فيه غزو عسكريٌّ حقيقيّ على معظم مدن جنوب ووسط بلاد الشّام، وأدّى هذا إلى وصول المزيد من القوّات البيزنطيّة؛ للمشاركة في بعض المعارك الكبرى التي فازت فيها الجيوش الإسلاميّة، ومن بينها معركة اليرموك التي أنهت الوجود البيزنطيَّ في بلاد الشّام، وتميّزت المرحلة الثّالثة التي كانت بين 637 و648 بتوحيد شمال سوريا، وساحل البحر الأبيض المتوسّط، وبعض المدن الهامّة مثل القدس.

الاردن في العهد الاسلامي
الاردن في العهد الاسلامي

تاريخ الاردن في بداية العهد الاسلامي

بعد الفتح، أصبح الشّرق الأدنى بأكمله مقاطعة واحدة مقسّمة إلى خمس مناطق عسكريّة، وبحسب معلومات عن تاريخ الاردن في العهد الاسلامي إنَّ شمال شرق الأردن أصبح ضمن جُند الأردن وعاصمته طبريا، بينما كانت بقيّة الهضبة الأردنيّة وصولًا إلى العقبة جزءًا من جُند دمشق. شَهِدَ الاردن في العهد الاسلامي تغييرات في بعض المدن، مثل جرش التي أصبحت معالمها الحضريّة تعكس الدّين الجديد، مثل بناء المساجد، وازدهرت فيها التّنمية الاقتصاديّة أو التّجاريّة، التي من المحتمل أن تكون قد تمّت بسبب منطقة السّوق المجاورة للمسجد، كما تمَّ دمج هذا في الإطار العامِّ للمدينة العتيقة المتأخّرة، وأُنشِئت مستوطنات حضريّة جديدة لها دور إداريٌّ في عمّان والعقبة.

تاريخ الاردن في بداية العهد الاسلامي
تاريخ الاردن في بداية العهد الاسلامي

تاريخ الاردن في الفترة الأمويّة

بحسب معلومات عن تاريخ الاردن في العهد الاسلامي في الفترة الأمويّ، إنّه تمَّ بناءُ عدد من مساكن الأثرياء المعروفة عادة باسمِ “القلاع الصّحراويّة”، وكانت بالتّحديد في المناطق الرّيفيّة، وأراضي السّهوب، وبقي إلى الآن منها 18 قصرًا، بعضها كان قصورًا حقيقيّة، وبعضها الآخر جزءًا من مستوطنات أكبر تضمُّ أيضًا المساجد والحمّامات والمنازل والقرى، وبُنيَت هذه القصور للخلفاء أنفسهم أو من قِبَل حاشيتهم، وكانت وظيفة هذه القصور سياسيّة؛ لأنّها آثار تهدِف إلى تأكيد السّلطة والدّين الجديدين، كما أنّها كانت شكلًا من أشكال الاستثمار في العقارات، وكان لعدد منها وحدات للإنتاج الزّراعيّ، ودور اقتصاديّ، وتمثِّل “القلاع الصّحراويّة” التّراث الثّقافيّ الرّئيسيّ في العصر الأمويّ في الأردن.

تاريخ الاردن في الفترة الأمويّة
تاريخ الاردن في الفترة الأمويّة

قلعة القسطل

أحد الآثار الإسلاميّة التي تدلُّ على تاريخ الاردن في العهد الاسلامي هي قلعة القسطل، وهي قلعة أمويّة بالقرب من الطّريق السّريع الصّحراويّ، تقع على بعد حوالي 35 كم جنوب عمّان، وكانت معروفة في الفترة الإسلاميّة المبكّرة، وذكَرَها شعراء من نفس الحقبة، ويعني اسمها (المكان الذي تنشق منه المياه)، ويُشير أحد موظّفوا هيئة الآثار أنّها بُنيت لتكون قصرًا بالقرب من طريق الحجِّ، كما أنّها بُنيت زمَنَ الخليفة الأمويّ عبد الملك بن مروان 685-705 للميلاد، أمّا المسجد والمئذنة، فقد بُنيتا زمن الخليفة يزيد بن عبد الملك (720-724).

تعتبر القسطل واحدة من أهمِّ المواقع التي تُبيّن تاريخ الاردن في العهد الاسلامي المبكّر، وذلك لعدّة أسباب منها:

  • تقنيّة البناء الرّائعة، والدّيكورات الفريدة للغاية والأرضيّات الفسيفسائيّة.
  • تمتلك القلعة نظام ريٍّ يحتوي على 70 خزّانًا للمياه، وسدًّا كبيرًا.
  • بُنيت مئذنتُها على شكلٍ أسطوانيٍّ، وهي قريبة من شكل مآذن اليوم.
قلعة القسطل
قلعة القسطل

قلعة العقبة

تقع العقبة في موقع مهمٍّ على مفترَقِ طرقِ مهمّ بالنّسبة لسوريا، والبحر المتوسّط، ​​والحجاز، وجنوب الجزيرة العربيّة، وشهدت أهمّيّة كبيرة خلال الفترات الإسلاميّة كمركز تجاريّ استراتيجيّ، ووقفةً لراحة القوافل، كما أنّها تمتلك أحدُّ الأدلّة الباقية إلى الآن عن تاريخ الاردن في العهد الاسلامي المتأخّر وهي قلعة العقبة، التي أُعيدَ إعمارها في العصر المملوكيّ، في زمن الظّاهر بيبرس، وقد كانت خانًا نموذجيًّا؛ لأنَّ الحفريات كشفت عن تطوُّر العناصر المادّية وظيفة الخانات الإسلاميّة في وقتها، وقد رُمّمت هذه القلعة في العهد العثمانيِّ، وزَمَن محمد علي باشا، وخلال فترة عباس حلمي الأوّل، ومن قِبَل وزارة الأوقاف وهيئة الآثار الأردنيّة، وكانت التّرميمات القديمة تُزيل أجزاءً وتُضيف أخرى.

قلعة العقبة
قلعة العقبة

الخانات الاردن في العهد الاسلامي

أثبتت آثار من تاريخ الاردن في العهد الاسلامي إنَّ أهمّيّة الخانات في العهد الاسلاميِّ المبكّر حتّى أوائل العهد العثمانيّ ازدادت؛ لأنّها واصلت تقديم الخدمات التي كانت تُقدِّمها منذ إنشائها (لأنَّ هياكلها مشابهة لخانات العصر البرونزيّ والعصر الحديديّ)، إلّا أنّه تمّت إضافة بعض الوظائف إليها، مثل تلبية احتياجات الحجّاج. تقول عالمة الآثار ريم الشّقور أنَّ خانات الاردن في العهد الاسلامي كانت تقوم بالوظائف التّالية:

  • ملجأً للحجّاج المرضى أثناء الحجِّ.
  • توفير الغذاء للفقراء.
  • مكان لإيداع الأمانات إلى حين عودة أصحابها.
  • بمثابة مسكن للحرّاس الذين يحمون الآبار.
  • مسكنًا لبعض الأسر المحلّيّة والحجّاج.
  • في كثير من الحالات كانت مسكنًا للتّجار القادمين من البلاد المجاورة.
  • كانت مكانًا للحجر الصّحّيّ مثل خانات الزّرقاء.
  • تقديم خدمة البريد مثل خانات القطرانة.
  • مستودعًا لتخزين الحبوب والأعلاف للحيوانات، وبيعها للحجّاج.
الخانات الاردن في العهد الاسلامي
الخانات الاردن في العهد الاسلامي

المراجع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *