تاريخ الزلازل في الاردن… معلومات متنوّعة عن أربعة زلازل قديمة ضربت الأردن

يحدُثُ نصف مليون زلزال حول العالم كلَّ عام، ووفقًا لتقديرات هيئة المسح الجيولوجيّ الأمريكيّة USGS، في النّادر جدًّا أن يحدث أحد هذه الزلازل في الاردن ومع ذلك، حدث عدد مجدود جدًّا من الزّلازل القويّة في الأردن. يتمُّ تقييم خطر الزلازل في الاردن والمناطق المجاورة باتّباع النّهج الاحتماليّ القياسيّ، وقد تمَّ تحديد ثمانية عشر مصدر للزّلازل، واستُخدِمت فيها المعلَمات الزّلزاليّة المناسبة، واستُخدِمَ نموذجين للحركة الأرضيّة، وتمّت مقارنة نتائجهما لاستكشاف حساسيّة الخطر، وتراوح الحدُّ الأقصى لقيَم PGA (Peak Ground Acceleration)، التي تعني ذروة التّسارع الأرضيّ داخل الأراضي الأردنيّة بين 0.25 و0.30، وهذا التّأثير لا يكاد يُذكر لمستويات احتمال الاهتمام الهندسيّ.

الزلازل في الاردن
الزلازل في الاردن

زلزال صفد 1837

أوّل زلزال في تاريخ الزلازل في الاردن كان زلزال صفد في فلسطين في عام 1837، وكان بقوّة 6.5 إلى 7.3 درجات، وشعر الأردنيّون بقوّة الزّلزال، وكان شديدًا لدرجة أنّه أدّى إلى وفاة 6000 إلى 7000 شخص، وتهدّمت بسببه أسوار مدينة طبريا بالكامل، والكثير من أحيائها، واحتاجت وقتًا لتتحسّن أوضاعها مجدّدًا، وهذا هو أقوى الزلازل في الاردن وفلسطين بحسب المعلومات المتوفّرة من أشخاص عاشوا تلك الفترة، ونقلوا ما حصل من شخص لآخر، إلى أن تمَّ تدوين بعض المعلومات عنه، وكان مركز الزّلزال شرقيَّ مدينة صفد، وألحق أضرارًا بمدينة الجليل، وبيسان، ونابلس التي تدمّر فيها حيٌّ بالكامل، وتضرّر حيٌّ آخر كثيرًا.

زلزال صفد 1837
زلزال صفد 1837

زلزال أريحا 1927

أحد الزّلازل الكبيرة في تاريخ الزلازل في الاردن هو زلزال أريحا، الذي وقع بالقرب من جسر داميا في وادي الأردن وبالقرب من مدينة أريحا، على بعد حوالي 25 كم شرق مدينة نابلس، التي كانت أكثر المدن تأثّرًا بهذا الزّلزال، تليها مدينة السّلط في شرق الأردن، وشعر بضربة الزّلزال بوضوح سكّان القاهرة وسوريا ولبنان، حتّى أنّهم اعتقدوا أنَّ مركز هذه الهزّة في بحر إيجة. وصلت قوّة الزّلزال إلى 6.3 درجات، واستمرَّ 90 ثانية، وهو متوسِّط الشّدّة، وخلّف 100 ضحيّة في الأردن، وما مجموعه بين 287 إلى 500 ضحيّة في البلدين، كان كبار السِّنِّ في شرق الأردن وفلسطين حتّى عقود متأخّرة من القرن الماضي يؤرّخون بسنة الهزّة الكبيرة.

زلزال أريحا 1927
زلزال أريحا 1927

زلزال خليج العقبة 1995

ضمن سلسلة تاريخ الزلازل في الاردن يأتي في التّرتيب الثّالث زلزال خليج العقبة، وكان زلزالًا شديدًا نسبيًّا بقوّة 7.3 درجات، ولاحظ شهود تشكُّلَ تسونامي صغير في المنطقة، وكان مركزه بالقرب من مدينة نويبع المصريّة في مياه البحر الأحمر، جنوب مدينة العقبة، وأدّى إلى أضرار في مدينة العقبة وما حولها؛ حيث أدّى إلى أحداث أضرار في 50 مبنًى في إيلات، وقُتِل بسببه من 9 إلى 12 شخصًا، وتوفّيَ 5 أشخاص في مصر، وسيّدتان من المملكة العربيّة السّعوديّة، وشخص من مدينة العقبة الذي توفّي إثر إحتشاء حادٍّ في عضلة القلب.

كان زلزال العقبة من الزلازل في الاردن التي حدثَت على عُمقِ 18 كم في خليج العقبة، ومدّتُه تقريبًا دقيقة، وشَعَرَ به سكّان سوريا ولبنان، وعلى مسافة 600 كيلومتر من مركز الزّلزال، بالإضافة إلى حدوث آلاف الهزّات الارتداديّة، التي تجاوزت شدّة بعضها الخمس درجات على مقياس ريختر. أكثر المناطق تضرّرًا من هذا الزّلزال هي مدينة نويبع المصريّة، التي تدمّر فيها بالكامل عدد غير قليل من المنازل الحديثة، بالإضافة إلى ظهور صدع كبير على الطّريق السّاحليّ شمالًا، وتضرّرت البنية التّحتيّة في مدينة العقبة بشكل كبير نسبيًّا، وخاصّة في الشّوارع والأرصفة الرّئيسيّة التي تصدّعت، وفي البيوت القديمة.

زلزال خليج العقبة 1995
زلزال خليج العقبة 1995

زلزال البحر الميت 2004

من ضمن تاريخ الزلازل في الاردن كان زلازل البحر الميت، الذي وقع في البحر الميت التحويليّ الذي يفصل الصّفيحة العربيّة عن الصّفيحة الفلسطينيّة، والذي يمتدُّ من خليج العقبة في الجنوب إلى تركيا في الشّمال، وكان عبارة عن خمس هزّات، سُجّلت شّدة إحدى الهزّات عند 5.2 درجة على مقياس ريختر، وبلغت قوّته الإجماليّة 8.3 درجة، ولم ينجم عنه أضرار مادّيّة أو بشريّة، وشعر به جميع سكّان الأردن ومنطقة بلاد الشّام فقط، وكان هذا آخر زلزال يضرب البحر الميت.

زلزال البحر الميت 2004
زلزال البحر الميت 2004

أحدَث الزلازل في الاردن

ذكرت صحيفة جوردان تايمز أنّه لم يتمَّ الإبلاغ عن أيِّ إصابات أو أضرار بسبب الزّلزال الذي استمرَّ لمدّة 10 ثوان في مدينة إربد، وأثبت هذه الهزّة العديد من شهود العيان، ولكن لم تتسبّب هذه الهزّة بأيِّ أضرارٍ مادّيّة أو بشريّة. تحدث الزلازل في الاردن بشكل متكرّر، لكنّها تميل إلى أن تكون خفيفة أو متوسّطة، وبحسب أستاذ علم الزّلازل في الجامعة الأردنيّة نجيب أبو كركي: إنّه من الصّعب التّنبّؤ بسلوك الزّلازل، ولكنّه أكّد أنّ هذه الهزّات لها نشاط منعزل، ولم تحدث بسببها هزّات ارتداديّة كبيرة في المنطقة، وكانت بسبب حدود صفيحة تشهدُ زلازل متوسّطة مرّة كلَّ بضع سنوات، وقال الأستاذ إنّه من النّاحية الإحصائيّة، يُمكن أن تحدُث الزلازل في الاردن والمنطقة بقوّة 6.0 درجات كلَّ قرن أو نحو ذلك.

أحدَث الزلازل في الاردن
أحدَث الزلازل في الاردن

المراجع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *