تاريخ الاردن في العهد المملوكي… معلومات عن فترة حُكم المماليك ونهايتها في الأردن
بدأ العهد المملوكي أو سلطنة المماليك بعد ضعف الأيوبيين، وكان الأيوبيون يعتمدون على المماليك في مصر وسوريا لتنظيم الأمور العسكريّة، ولكنَّ المماليك من أصل تركيّ أطاحوا بالسّلطان الأيوبيّ المستقلِّ الأخير في مصر (توران شاه في عام 1250). لم يعتمد نظام المماليك السّياسيّ على خلافة الأسرة للعرش، فقد تمَّ تجنيد العبيد أيضًا في الطّبقة الحاكمة، ومن هنا جاء اسم السّلطنة، وبعد هزيمة الجيوش المغوليّة في معركة عين جالوت (1260)، وَرِثَ المماليك آخر معاقل الأيوبيين في شرق البحر الأبيض المتوسّط، وخلال فترة قصيرة، أنشأ المماليك أعظم إمبراطوريّة إسلاميّة في القرون الوسطى المتأخّرة، والتي تضمّنت السّيطرة على مدينتي مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة، وأصبحت القاهرة عاصمتهم، والمركز الاقتصاديّ والثّقافيّ والفنّيّ للعالم الإسلاميّ العربيّ.
الاردن في العهد المملوكي
بحسب معلومات عن تاريخ الاردن في العهد المملوكي فإنَّ السّلاطين المماليك سيطروا تلقائيًّا على الأردن عندما استلموا ناصية الحُكم في القاهرة من الأيوبيين، وذلك في عام 1263، وقد تميّزت الأربعون سنة التّالية من تاريخ الاردن في العهد المملوكي بتدعيم أمن المنطقة من خلال ترميم القلاع، وتمهيد الطُّرُق، وتنظيم شبكة اتّصالات كثيفة، وتجديد أو إنشاء المقامات الإسلاميّة. قُسِّم الاردن في العهد المملوكي إداريًّا إلى مقاطعتين، هما الكرك وكانت حدودها من وادي الموجب جنوبًا إلى العقبة، ودمشق التي كانت حدودها تشتمل على الجزء الجنوبيّ من المنطقة الممتدّة من نهر اليرموك إلى وادي الموجب، وكان الهدف الرّئيسيّ من الأردن استثماره لدواعٍ أمنيّة؛ بالتّحديد لحماية الجبهة الشّرقيّة من هجمات المغول.
تطوّر الاردن في العهد المملوكي
بحسب معلومات عن تاريخ الاردن في العهد المملوكي فإنّه بعد إرساء الأمن في القرن الثّالث عشر، انتقل الاهتمام في القرن الرّابع عشر إلى إقامة مشاريع استيطانيّة عبر التّنمية العمرانيّة والزّراعيّة، ولذلك تحوّلت القُرى إلى مراكز إداريّة ومدن جاذبة للنّاس؛ بفضل توفُّر الفرص الاقتصاديّة والخَدَمات، ومن هذه المراكز العقبة (أيلا)، والشّوبك، والكرك، وحُسبان، وعمّان، والسّلط، وإربد، وعجلون، ونَمَت حولها مئات القُرى ومراكز التّسوّق والمزارع، كما اهتمَّ الاردن في العهد المملوكي بالسّلع الزّراعيّة الأساسيّة مثل الحبوب، والسّكّر، وزيت الزّيتون، والاستثمار بالثّروة الحيوانيّة؛ حيث كان الاردن في العهد المملوكي يزوِّد الدّولة بالخيول والجِمال والماشية، وكان الحديد يُستخرَج ويصهَر في عجلون، والنّحاس من وادي عربة.
الطّاعون الأسود في العهد المملوكي
انتهى الاستقرار والازدهار الذي شهدته الاردن في العهد المملوكي وبلاد الشّام عمومًا؛ بسبب انتشار الطّاعون في أربعينيّات القرن الرّابع عشر، وقد حَصَدَ هذا الوباء ثلُث أو نصفَ السّكّان المستقرّين في سوريا الكبرى، وكان أقلَّ من ذلك العدد في الأردن؛ بسببِ انخفاض الكثافة السّكّانيّة، وعدم وجود مدن حقيقيّة، أو حاميات عسكريّة كبرى، ولكنَّ هذا الوباء أثّر كثيرًا على الاردن في العهد المملوكي بالتّحديد على اقتصاده؛ حيث إنَّ انهيار صناعة السّكّر يُعزى في البداية إلى نقص العمالة، والإهمال الماليّ للمعامل، وللنّظام المائيّ بعد الطّاعون، ووصف المؤرّخ المقريزي أنَّ الدّمار الذي حلَّ بالماشية، كان مثل الدّمار الذي أصاب البشر.
الاردن في القرن السّادس عشر
ممّا فاقم المشكلات التي نجمت عن انتشار الطّاعون، أنَّ سنوات الجفاف توالت، وأتت معها الحروب الأهليّة، وانهار اقتصاد دولة الممليك عمومًا، وتمثَّل الأثرُ المباشر لكلِّ على الاردن في العهد المملوكي بانحطاط القُرى في معظم المناطق، وإهمال الحقول الزّراعيّة، وتخلي السّلاطين عن دعم البنية التّحتيّة المحلّيّة، وتخلّوا أيضًا عن الخدمات العامّة، ومن عواقب ذلك بحسب معلومات عن تاريخ الاردن في العهد المملوكي أنّه لم يأتِ القرن السّادس عشر، إلّا وقد هُجِرت العديد من القُرى في السّهول الوسطى والجنوبيّة وأطراف البادية، وانتقلَ السّكّان للعيش في التّلال بالقرب من الينابيع، أو على سفوح الهضاب، ومن العوامل الأخرى التي ساهمت في انتهاء عهد المماليك قيام قبرُص تحت حُكمِ الصّليبيين بنهبِ الإسكندريّة، وهجومهم على السّاحل السّوريّ، بالإضافة إلى الهجمات التي تعرّضت لها دمشق وحلب على يد تيمورلنك.
عجلون في عهد المماليك
قسّم المماليك بلاد الشّام إلى عدّة نيابات؛ لتسهيل إدارتها، وكانت عجلون إحدى هذه النّيابات، ولم تكُن حدودها بحسب معلومات عن تاريخ الاردن في العهد المملوكي كما هي الآن، فقد اتّصفت بالتّأرجح وعدم الثّبات، مثل غيرها من نيابات بلاد الشّام الأخرى، وحدودها الثّابتة ذكرها ابن شدّاد الحلبيّ، وهي من الجنوب جبل عوف، ومن الغرب الغور، ومن الشّرق حتّى بلاد الحيانيّة، ومن الشّمال بلد السّواد، أمّا حدودها غير الثّابتة فهي بالإضافة إلى الحدود الأولى يُضاف لها مناطق مجاورة، مثل السّلط وحسبان (ولاية البلقاء). يعود هذا التّأرجح في تحديد الحدود إلى قوّة النّائب عنها، فعندما يكون قويًّا يزداد نفوذه إلى خارج حدود نيابته، بالإضافة إلى أنَّ السّلط وحسبان قريبة من نيابة عجلون، وبإمكان نائب واحد إدارتُها.
المراجع