تاريخ الأردن في العهد الأيوبي… معلومات عن الكرك وعجلون في العهد الأيوبيّ
بدأ العهد الأيوبي على يد صلاح الدّين في عام 1169 مع غزو مصر، وقام صلاح الدّين بتحويل مصر إلى أقوى دولة إسلاميّة في ذلك الوقت، وكانت الجيوش الخاضعة لسيطرته هي التي حاربت وهزمت فلول الحملة الصّليبيّة الثّانية، كما أنّه استمرَّ في القتال والتّفاوض مع قادة الحملة الصّليبيّة الثّالثة، ومن أبرزهم ريتشارد قلب الأسد. قدّرت سلالة الأيوبيين العلم والفنون، أصبح تحتَ حُكمها جامع الأزهر (المؤسّسة الإسلاميّة الأولى للتّعليم)، وأصبحت مصر مركز التّعلُّم في العالم الإسلاميّ، واستمرّت الأسرة الأيوبيّة في الحُكمِ من عام 1169 حتّى عام 1260، وحَكَمَت مصر، وسوريا، واليمن، والحجاز، وشمال العراق.
الأردن في العهد الأيوبي
تُشير معلومات عن تاريخ الأردن في العهد الأيوبي ومعظم الفترة الإسلاميّة، إلى أنَّ الأردن كان على هامش الدّول الكبرى خلال القرنين الثّاني والثّالث عشر، على عكس المدن التي احتوَت مراكز حضريّة مهمّة مثل دمشق وحلب والقدس وعكّا، ومن مُدُن الأردن في العهد الأيوبي التي تستحقُّ الذّكرَ في سجلّات هذه الفترة الكرك والشّوبك. من الأسئلة التي تُثارُ حول تاريخ الأردن في العهد الأيوبي أوّلًا: ما هي طبيعة الوجود الأيوبيّ؟ كيف كانت الإدارة خلال المراحل المختلفة من العهد الأيوبيّ؟ والإجابة على هذه الأسئلة وغيرها مرتبط بالأدلّة المُتاحة عن هذه الفترة، والمقالة التّالية توضّح عددًا من النّقاط الأساسيّة حول الوجود الأيوبيّ في الأردن.
الكرك في العهد الأيوبي
بحسب معلومات عن تاريخ الأردن في العهد الأيوبي فقد كانت الكرك إمارة أيوبيّة، وتشمل حدودها الجغرافيّة جميع الأردنِّ الحاليَّ من الشّمال إلى الجنوب، بالإضافة إلى حدود الضّفة الغربيّة قبل فكِّ الارتباط. تميّزت إمارة الكرك في الأردن في العهد الأيوبي بازدهار العلم والعلماء، وبرَزَ فيها علماء في مجالات الفقه والحديث والطّبِّ والقضاء، وازدهرت فيها معالم تعليميّة من بينها دار السّلطنة التي بناها ملك الكرك النّاصر داوود، والمدرسة النّاصريّة التي بناها السّلطان محمد بن قلاوون، ودار العدل، ودار السّكّة، وقصر النّيابة، وباب النّصر، ومصنعًا للأسلحة، بالإضافة إلى ذلك، اهتمَّ الأيوبيّون بقلعة الكرك؛ فجدّدوا أبوابها، ورمّموا أسوارها، وأُعيدَ بناء القرى في الكركيّة، واهتمَّ النّاس بالزّراعة والينابيع.
عوامل انهيار الأيوبيين في الكرك
- إجراء الملك المُغيث عمر اتّصالات مع التّتار.
- رغبة الظّاهر بيبرس في إقامة دولة مملوكيّة قويّة في مصر وبلاد الشّام، وذلك عن طريق ضمِّ ممتلكات الأيوبيين ومن ضمنها الكرك.
عجلون في العهد الأيوبي
بحسب معلومات عن تاريخ الأردن في العهد الأيوبي فقد بدأت أهمّيّة عجلون تظهر عندما أمر السّلطان النّاصر صلاح الدّين الأيوبيّ، من أحد قادته المميّزين وهو الأمير عزّ الدّين أسامة الجبلي، بأن يبني فيها قلعة عسكريّة حصينة، على قمّة جبل بني عوف، وذلك في عام 1184، بعد أن عاد القائد صلاح الدّين من حملته الثّانية على إمارة الكرك الأيوبيّة. تشكّلت أهمّيّة عجلون في الأردن في العهد الأيوبي بسبب موقعها الاستراتيجيّ؛ لأنّها تربط الدّولة الأيوبيّة في دمشق، مع الدّولة الأيوبيّة في مصر، كما أنّها كانت تُعتبر قاعدة عسكريّة مطلّة على فلسطين؛ لأنَّ السّلطان صلاح الدّين أراد بناء قاعدة عسكريّة إسلاميّة مواجهة للحصون التي بناها الفرنجة، مثل حصن كوكب الهوى، وقلعة صفد، والحابس جلدك، وغيرها من الحصون الصّليبيّة التي كانت تقف عائقًا أمام تحرُّكات المسلمين في فلسطين ودمشق.
موقف السّكّان الأصليين من بناء قلعة عجلون
بحسب معلومات عن تاريخ الأردن في العهد الأيوبي إنَّ قلعة عجلون واجهت صعوبات حتّى أصبحت حصنًا منيعًا؛ فقد واجه الأمير عزُّ الدّين صعوبات كثيرة لمّا شرع في بناء القلعة، من أهمِّ هذه الصّعوبات أنَّ قبائل بني عوف التي اشتُهِرَت بقوّتها، وعدم إذعانها لأيِّ سلطة عارَضت بناء القلعة بشدّة؛ خوفًا على زعامتهم المحلّيّة، أو لخوفهم على ممتلكاتهم وأراضيهم الخصبة؛ لأنَّ وجود القلعة يعني وجود حروب وحصار مستمرّين، وبالإضافة إليهم عارضت بناء القلعة جميع القبائل الموجودة هناك، ومن أشهرهم بنو وهران.
في البداية بحسب معلومات عن تاريخ الأردن في العهد الأيوبي انتهج الأمير عزُّ الدّين سياسة المهادنة مع السّكّان الأصليين، إلى أن اقتنعوا ببناء القلعة، بحجّة أنّها ستحميهم من غارات الفرنجة، فوافقوا وساعدوا في بناءها، وبعد أن انتهى بناء القلعة، أمر الغلمان فأجهزوا على الشّيوخ، وسُجِنَ عدد منهم في القلعة إلى أن أذعنوا بالولاء للأيوبيين، وقام الأمير عزُّ الدّين بتغيير اسم جبل بني عوف (الذي يُنسب إليهم، ويُشير إلى قوّتهم منذ سنوات عديدة) إلى جبل عجلون، ويُقال أنَّه نسبة إلى راهب نصرانيّ اسمه عجلون، كان يسكُن في الدّير الذي بُنِيَ على البقعة التي أقيمت عليها القلعة، وظلّت عجلون مزدهرة حتّى العهد الأيوبي أي إلى أن هاجم المغول دمشق في عام 1260.
المراجع