يعد السحر من أنواع الكفر، ومن الجرائم العظيمة، ومن الأمور التي ابتلي بها الناس قديماً في الأمم الماضية، وحديثاً، وفي الجاهلية، ينتشر السحر نتيجة لانتشار الجهل، وقلة الوازع الديني، وقلة العلم، ويرجع السبب في كثرة أهل الشعوذة والسحر، وانتشارهم في الدول هو الطمع في أموال الناس… وفيما يلي سنقدم مقال عن السحر
مقال عن السحر
ما هو السحر؟
- سمي سحراً؛ لأن له أسبابه خفية، وكذلك لأن السحرة يقومون باستخدام أشياء خفية حتى يتمكنوا من الضحك على الناس، والتزوير، والتلبيس عليهم، وإدخال الضرر، وسلب أموالهم، بطرق تخفى عنهم ولا يفطنون لها في الغالب
- معنى السحر في الشرع: ما يتعاطاه القائم بالسحر من التلبيس والتخييل الذي يعتقده الشخص المشاهد حقيقة وهو لا يمت للحقيقة بصله، كما قال الله عن سحرة فرعون: (قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى)
- السحر هو عبادة للشياطين، حيث أن الساحر لا يسحر ولا يعرف السحر إلا بعد عبادته للشياطين، وخدمتهم، وتقربه لهم بتنفيذ كل ما يريدون، ثم بعد ذلك يقومون بتعليمه ما يحصل به السحر
أشكال السحر
- السحر قد يكون من أشياء يقوم السحرة بفعلها مع عقد يقومون بالنفث فيها، قال الله سبحانه: (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ)
- قد يكون السحر من أعمال أخرى يتوصل لها السحرة من طريق الشياطين، فيقومون من خلالها بعمل أعمالاً قد تقوم بتغيير عقل الإنسان، والتسبب في مرض له، كما قد تسبب تفريق بين الإنسان وزوجته حيث يقبح منظرها لديه فيكرهها، كما قد يتم العكس حيث تكره الزوجة زوجها، وهو يعرف بالكفر الصريح بنص القرآن الكريم، حيث قال الله عز وجل: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ، وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ، فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ)
– السحر وما يليه من شر لا يقع إلا بإذن الله، قال سبحانه: (وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ)، وقال سبحانه: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)
تحريم السحر
- السحر من كبائر الموبقات، والمنكرات العظيمة، كما أنه من نواقض الدين الإسلامي
- قال في شأن تحريمه الشيخ ابن باز رحمه الله:
– “تعلم السحر وتعليمه منكر عظيم، ويعد من الشرك الأكبر لأن السحرة لا يتمكنون منه ولا يتوصلون إليه إلا عن طريق عبادة الجن، والتقرب إليهم بالذبائح والنذر، وكذلك يتم من خلال الاستعانة بهم ” ، ” فتاوى نور على الدرب ” (1/ 355-356).
- قال في شأنه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
– ” للسحر نوعان أحدهما نوع الكفر، والثاني نوع الظلم والعدوان.
– نوع الكفر هو النوع الذي يتلقاه الساحر من الشياطين وهو الأمر الذي يعد كفر وخروج عن الملة، عقاب متعاطيه القتل
– نوع الظلم والعدوان فيه لا يكون السحر بأمر الشيطان بل بعقاقير وأدوية وأشياء حسية، لا يُكفِّر هذا النوع، إلا أنه يجب أن يقتل من يفعله درءاً لفساده”، ” فتاوى نور على الدرب ” (4/ 2) بترقيم الشاملة.
علاج السحر
- العلاج الشرعي للسحر يكون بقراءة القرأن، فالمسحور يعالج بأن يقرأ عليه الشيخ المسلم أعظم سورة في القرآن الكريم، وهي سورة الفاتحة، ويقوم بتكرارها عليه، وهو مقتنع تماما من أن الشفاء بيد الله، ويقوم بالقراءة بإخلاص، وتقوى سيتم الشفاء بإذن الله، قال النبي عليه الصلاة والسلام قال: (لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً)
- الرقية بالأدعية الشافية كما قال الرسول صل الله عليه وسلم: (اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً) يكرر الدعاء ثلاث مرات، أو يزيد
– ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن سيدنا جبريل عليه السلام قد رقاه بقوله: (بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك) ثلاث مرات
- يستعمل في الرقية لعلاج السحر آيات السحر التي تقرأ في الماء، وتتمثل في آيات السحر الموجودة في سورة الأعراف، قال تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ)، وفي سورة يونس، قال تعالى: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ)، وكذلك قراءة آيات سورة طه: (قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى،… إلى قوله سبحانه: وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى)
- بالإضافة لقراءة سورة الفاتحة، والأيات الأولى من سورة البقرة، وآية الكرسي، وسورة الصمد، والمعوذتين في ماء ثم القيام بصبه على المسحور و سيشفى بإذن الله
المراجع