علم مصطلح الحديث هو مجموع القواعد والمباحث الحديثية التي تتعلق بالإسناد والمتن أو بالراوي والمروي حتي تقبل الرواية أو تُرد، علم ذو أهمية كبيرة لذلك نقدم نبذة عن كتاب تدريب الراوي باعتباره واحدا من أهم الكتب التي تتناول هذا العلم ومن المراجع الأساسية التي يستفيد منها الطلاب أو الباحثين المتخصصين فيه.
نبذة عن كتاب تدريب الراوي
نبذة من المؤلف
المؤلف هو عبد الرحمن بن كمال الدين أبي بكر بن محمد سابق الدين خضر الخضيري الأسيوطي، المعروف باسم جلال الدين السيوطي، وهو واحد من كبار علماء المسلمين ومؤرخ أديب، ولد في القاهرة عام 849 هـ/ 1445 م، نشأ يتيما فقد توفي والده وهو يبلغ من العمر خمس سنوات وسبعة أشهر.
حفظ القرآن في سن ثمان سنوات، وتتلمذ على يد عدد كبير من الأئمة والشيوخ والعلماء، ومنهم العلامة كمال الدين بن الهمام، ووصل عدد شيوخه إلى 600 شيخ.
له عدد كبير من المصنفات يصل إلى 600 مصنف، منها الكتاب الكبير، الرسالة الصغيرة، وألف أكثر مؤلفاته في سن الأربعين لأنه اعتزل الناس في هذا السن، وكان لا يقبل الهدايا والأموال التي يعرضها عليه الأغنياء والأمراء، حتي توفي في 911 هـ/ 1505م
نظرة عامة على الكتاب
عبارة عن مجلدين، وهو يشرح متن التقريب للإمام النووي، ويتناول فيه كل كلمة ويشرحها لغة واصطلاحا أي يقدم شرح وافي للكتاب، لذلك اسمه بالكامل: تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، ويتحدث أيضا عن الحسن والضعيف من الحديث، كما يقدم مختصرا لابن الصلاح وسائر كتب الفن عموما.
لمحة على محتوياته
تجاوز عدد صفحاته ألف صفحة، وهو جزأين، الجزء الثاني يضم فهارس الكتاب، لذلك نعرض لمحة سريعة حول ما تضمنه الجزء الأول فيما يلي:
-
يبدأ الكتاب بمقدمة المؤلف، التي ذكر فيها أهمية علم الحديث، وذكر فيها:
(وقد طال ما قيدت في هذا الفن فوائد وزوائد، وعلقت فيه نوادر وشوارد، وكان يخطر ببالي جمعها في كتاب، ونظمها في عقد لينتفع بها الطلاب، فوجدت كتاب التقريب والتيسير، لشيخ الإسلام أبي زكريا النواوي، كتابا جل نفعه وعلا قدره….)
-
يتناول الحديث الصحيح والحسن والضعيف بالتفصيل، والكتب المخرجة على الصحيحين، ومن الأحاديث التي وردت في الكتاب:
(آخر ما أوصاني به رسول الله، ابن آدم أنى تعجزني، أحسن خلقك للناس، اختلاف أمتي رحمة، وغيرهم الكثير)
-
استعرض المؤلف بعض الآثار والأقوال، وتناول بالشرح المفصل الكثير منها مثل:
(آفة العلم النسيان، أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره، وقول يزيد يزيد بن هارون أحفظ خمسة وعشرين ألف حديث، وغير ذلك من الأقوال التي عُرضت في الكتاب)، وبعد ذلك تناول بعض الأشعار.
- أوضح تعريف ابن الأكفاني لعلم الحديث الخاص بالرواية والدراية، وتعريف عز الدين بن جماعة، وتعريف ابن حجر، تعريف الإسناد.
- يتضمن الكتاب التعريف اللغوي للحديث، والفرق بين الحديث والخبر، والتعريف اللغوي للأثر.
- في أحد أجزائه تحدث عن تعريف العالم، والفقيه، الحافظ، الراوي، عند أبي نصير الشيرازي.
-
في مقدمة النووي تناول عدة موضوعات منها:
الروايات الواردة في الابتداء بالبسملة، الروايات الواردة في تفسير الرحمن الرحيم، الروايات الواردة في الابتداء بالحمدلة وغيره.
- خصص المؤلف جزء من الكتاب للحديث عن الحديث الصحيح بالتفصيل وتتضمن عدة محاور منها:
التعريف اللغوي والاصطلاحي، تعريف الخطابي للصحيح، شروط الصحيح عند المحدثين والفقهاء، هل كل حديث صحيح يعمل به والجواب على ذلك، وغير ذلك.
-
تناول العديد من المحاور حول الحديث الحسن، منها:
تعريف الخطابي للحسن، ثم استعرض اعتراض البعض على هذا التعريف وذكر بعض التعاريف الأخرى، وتحدث أيضا عن حكم الاحتجاج بالحديث الحسن.
- في النوع الثالث للحديث وهو الحديث الضعيف، أوضح تعريف الحديث الضعيف، تقسيم ابن حبان للضعيف، تقسيم ابن الصلاح للضعيف.
-
تناول عدة أنواع أخرى للحديث وهى:
(الحديث المسند، الحديث المتصل، الحديث المرفوع، الموقوف، المقطوع، المرسل، المنقطع، المعضل، التدليس، الشاذ، المنكر، المضطرب، المدرج، الموضوع، المقلوب، غيره)
- تحدث مؤلفه عن آداب طالب الحديث، ومن بينها وجوب تصحيح النية والإخلاص لله، وأن يسأله التوفيق والسداد والتيسير، وغيره الكثير.
- استعرض في عدد من الصفحات ناسخ الحديث ومنسوخه، كما تناول العديد من الموضوعات حول علم الحديث.