تاريخ الجزائر الحديث

مرت الجزائر بفترات عصيبة على مر التاريخ، وسعى اهلها للدفاع عن استقلالها حتى تحرروا من الاستعمار، وسنتعرف في هذا المقال على تاريخ الجزائر الحديث وكفاح اهلها للحصول على الاستقلال.

تاريخ الجزائر الحديث

الساحل البربري

الساحل البربري
الساحل البربري

بعد تراجع سلالات البربر المحلية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، جذبت الجزائر انتباه اقوى دولتين في منطقة البحر الأبيض المتوسط في ذلك الوقت هما أسبانيا في غرب وتركيا في الشرق.

وقد استمر التنافس الأسباني التركي لمدة طويلة في القرن السادس عشر، لكن فاز الأتراك به بطريقة غير تقليدية وذلك عن طريق انتشار نظام القرصنة على طول السواحل، وانضمت لهم الارتضي التي سيطروا عليها واعتبروها جزء من الإمبراطورية العثمانية.

وقد نجح نظام القرضنة في السيطرة على الساحل الجزائري في عام 1512م، ثم تمكنوا من السيطرة على الساحل الليبي في عام 1551م، ثم الساحل التونسي في عام 1534م من قبل أشهر قائد للقراصنة وهو خير الدين المعروف لدى الأوروبيين باسم بربروسا.

كانت عمليات القرصنة هي الغرض الرئيسي بل المصدر الرئيسي للدخل لجميع هذه المستوطنات التركية على طول ساحل البربري، وتسببت عمليات القرصنة تلك في التدخل الفرنسي الفوري في الجزائر.

الداي وحادثة مروحية الذباب

في عام 1827م التقى القنصل الفرنسي بالداي العثماني في الجزائر، ودار حديث بينهما عن ضرورة تسديد فرنسا لثمن شحنة القمح المرسلة لهم منذ 30 عام مضى ولم يتم تسديدها حتى الآن، وهدده بسحب بعض التنازلات الفرنسية من الجزائر، فينفعل القنصل الفرنسي على الداي فيقوم الداي بصفعه على وجهه بواسطة مروحية الذباب التي في يده.

فيعتبر الملك الفرنسي تشارلز العاشر هذا التصرف بمثابة إهانة كبيرة لفرنسا، فيأمر بحصار بحري للساحل الجزائري وعندما لا يجدي ذلك نفعًا يتم إعداد حملة عسكرية.

الداي وحادثة مروحية الذباب
الداي وحادثة مروحية الذباب

الاحتلال الفرنسي للجزائر

هبط الجيش الفرنسي على الاراضي الجزائرية وذلك في يونيو 1830م وتمكنت بسهولة من الانتصار على قوات الداي، وسيطرت فرنسا على منطقة صغيرة حول الجزائر العاصمة، ولكن ظلت مدينة قسطنطين في الشرق صامدة أمام الفرنسيين لمدة 7 سنوات.

في هذه الأثناء تتعرض القوة الغازية للتهديد في الغرب من قبل أمير مسكرة ( القوي عبد القادر) ، وفي عام 1839م أعلن عن جهاد أو حرب ضد المتسللين المسيحيين ولكن تمكنت فرنسا من السيطرة الكاملة على الجزائر، وفي عام 1880م اصبح عدد سكان الأوربيين في الجزائر حوالي 350 الف شخص وبعد نصف قرن تضاعف ذلك الرقم.

في الفترة نفسها ، من عام 1830 إلى منتصف القرن العشرين ، زاد عدد السكان المسلمين أيضًا بشكل كبير ، من 3 ملايين إلى حوالي 9 ملايين. كما هو الحال في أي وضع كهذا ، يضمن المستوطنون أن تكون القوة الاقتصادية والسياسية حصرية لهم. وكما هو الحال في أي مكان آخر ، فإن الأغلبية المحرومة تبدأ في سماع صوتها خلال القرن العشرين.

قام بعض قادة الحركة القومية في الجزائر بالمطالبة بالتساوي في المعاملة والامتيازات بين الفرنسيين والجزائريين المسلمين ، لكن تم رفض ذلك المطلب وكانت تُسخر كل موارد الجزائر لصالح فرنسا وتم هدر حقوق المواطنيين، ولكن تراجعت المقاومة بسبب الحرب العالمية.

الحركة الوطنية في الجزائر ( 1945-1958م )

بعد االانتهاء الحرب في أوروبا وتحديدًا في مايو 1945م ، ظهر متظاهرون يحملون أعلام قومية جزائرية في احتفالات النصر في مدينة سطيف، وادى ذلك إلى حدوث مشاجرات مع الشرطة الفرنسية وقتل حوال 88 فرنسي، فقامت القوات الفرنسية ردًا على ذلك بقتل حوالي 1500 مسلم.

في أعقاب هذه الأزمة أقرت الجمعية الوطنية في باريس عام 1947م، نظامًا أساسيًا للجزائر وهذا ينص على وجود جمعية جزائرية حيث يشكل المسلمون جزءًا من الناخبين، بعد عدة سنوات قدم المندوبون القليل من التشريعات الفعالة.

في ليلة 31 أكتوبر 1954م، تم تنفيذ العديد من الهجمات الإرهابية المنسقة على الشرطة والمؤسسات العسكرية الفرنسية، وأعلن بيان صادر في الأول من نوفمبر على أن الهدف السياسي لجبهة التحرير هو ان تصبح الجزائر دولة مستقلة تمامًا ويُمنح كل مقيم في البلاد جنسية الجمهورية الجديدة المقترحة مع التماع بحقوقه كاملة.

وظلت حركات المقاومة دفعًا عن الجزائر حتى تم اعلانها دولة مستقلة في عام 1962م.

المصدر

مرجع ١

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *