كان عهد الحماية من أسوأ الفترات في تاريخ المغرب، فلمدة من الزمن فقد المغرب سيطرته على الأراضي لصالح القوات الأجنبية، وهنا في تاريخ المغرب في عهد الحماية، سنحاول التعرف أكثر عن هذه الحقبة من تاريخ المغرب.
ما هو عهد الحماية.
عهد الحماية فترة من الزمن بدأت في عام 1912، وعرفت أيضا بإسم الحماية الفرنسية على المغرب، وهي الحماية التي حصلت عليها فرنسا بموجب إتفاقية فاس التي وقعت في نفس سنة بداية الحماية.
الحماية الفرنسية شملت أيضا إسبانيا، وعلى الرغم من الإسم، إلا أنه في الواقع كان إحتلالا، لم يستطع المغرب التخلص منه سوى في سنة 1956، و خلال تلك الفترة كان المغرب ينقسم الى ثلاث اجزاء.
الجزء الأول من المغرب كان يقع تحت سيطرة القوات الإسبانية، في جنوب البلاد والشمال الشرقي، أما الأراضي الأخرى فقد كان تحت سيطرت القوات الفرنسية، في حين ظلت مدينة طنجة كمنطقة دولية.
بداية عهد الحماية.
في أواخر القرن التاسع عشر بدأ الإهتمام الأوروبي بالأراضي الأفريقية، وكانت المغرب مطمعا للعديد من دول القارة بفضل قربها الشديد منها، وأيضا موقعها الإستراتيجي، خاصة من الدولة القريبة من المغرب، مثل فرنسا واسبانيا.
في 1906 إجتمعت مجموعة من الدول الأوروبية في مؤتمر عرف بمؤتمر الجزيرة الخضراء، كان الغرض منه تحديد مصير المغرب، وكان على فرنسا أن تضحي ببعض الأراضي في إفريقيا، للحصول على الموافقة لفرض الحماية على المغرب.
بدأت الحماية سنة 1912، وتم إجبار سلطان المغرب على توقيع معادهة فاس، التي تسمح لفرنسا بشكل قانوني بفرض حمايتها على المغرب، وأول شيء قامت به خلال فترة الحماية، عزل الملك وتعين أخيه الأصغر مولاي يوسف.
المقاومة في عهد الحماية.
لم يكن المغاربة ينظرون للفرنسيين على أنهم حماة للبلاد، وإنما محتليين، لهذا فقد عرفت البلاد العديد من الإنتفاضات، منها إنتفاضة فاس التي قتل خلالها أكثر من 600 مواطن مغربي، وعدد من الجنود الفرنسيين.
خلال تلك الفترة ظهرت مجموعة من شخصيات المقاومة، أبرزها موحا أوحمو الزياني الذي تمكن من التسبب في خسائر فادحة للفرنسيين، خاصة في منطقة الأطلس المتوسط، وفي 1921 إستشهد في معركة عرفت بإسم أزلاك نتزمورت.
المقاومة الأكبر التي واجهت القوات الإسبانية كانت في منطقة الريف، ومن أهم شخصيات المقاومة في تلك الجهة، محمد بن عبد الكريم الخطابي، أو كما يعرف بأسد الريف، والذي دفن بعد وفاته في مقبرة الشهداء في القاهرة.
ملوك المغرب في عهد الحماية.
بعد فرض الحماية تم عزل السطان من منصبه، وتولى شقيقه الأصغر مقاليد الحكم، وقد كانت هذه خطوة مهمة للغاية بالنسبة للفرنسيين، بحيث أن الأخير كان أكثر سهولة في التحكم، ولم ترى فيه التهديد الأكبر على عكس شقيقه.
في 1927 وصل محمد الخامس الى سدة الحكم، وكان هذا الرجل يرغب بشدة في الإستقلال، وتسبب في فترة حكمه في الكثير من الإزعاج للمحتل الفرنسي والإسباني، وفي سنة 1945 تم نفيه الى جزيرة كورْس وبعدها الى مدغشقر.
بعد التخلص من محمد الخامس، قام الفرنسيون بتعيين محمد بن عرفة كملك جديد للمغرب، ولم يكن شخصية معروفة لدى المغاربة أنذاك، وبعد سنتين فقط عاد محمد الخامس مرة أخرى الى المغرب، وإستعاد منصبه كملك للبلاد.
نهاية عهد الحماية.
بداية النهاية كانت مع تأسيس حزب الإستقلال في عام 1944، وهو حزب كان يحظى بدعم كبير من ملك المغرب محمد الخامس، ولعل أن هذا الدعم هو السبب الأهم الذي جعل القوات الفرنسية تقوم بنفيه خارج البلاد.
نفي الملك كان له تأثير إيجابي، فقد حظي محمد الخامس في ذلك الوقت على دعم شعبي قوي للغاية، وقد مارس الكثير من الضغوظ على المحتل الفرنسي الذي إستسلم أخيرا، وسمح بعودة ملك المغرب الى منصبه.
بعد عودة الملك تم الإعلان بشكل رسمي إستقلال المغرب، وذلك في يوم 2 مارس من عام 1956، وفي نفس السنة إستطاع المغرب الحصول على إستقلاله من المحتل الإسباني الذي كان يحتل المنطقة الجنوبية من المغرب.