تاريخ المغرب عرف الكثير من التغيرات، فقد تعاقبت الدول عن حكم البلاد، بداية من الخلافة الأموية حتى الأسرة العلوية، والتي كانت الأسرة الحاكمة للمغرب خلال القرن الـ 19، وهنا في تاريخ المغرب في القرن 19، سنتعرف عن تاريخ المغرب وأهم أحداثها في هذه الفترة من الزمن.
المغرب قبل القرن الـ 19.
أول من وصل المغرب هم الفينيقيين وذلك في سنة 800 قبل الميلاد، وبعد تلك الحقبة مرت على المغرب العديد من القوات الأجنبية، حتى جاء الفتح الإسلامي، والذي أدخل معه الإسلام، وظل المغرب كدولة إسلامية حتى يومنا هذا.
بعد سقوط الخلافة الأموية في العالم، تأسست أول دولة مستقلة في المفرب، الدولة الإدريسية، وبعد إنهيارها جاءت دول وأسر أخرى، وعلى الرغم من إختلافها إلا أنها كانت تتشارك في طريقة الحكم الإسلامية.
أخر أسرة حاكمة للمغرب هي الأسرة العلوية، والتي كانت الأسرة الحاكمة خلال القرن التاسع عشر، وظلت كذلك حتى الحماية الفرنسية والإسبانية على المغرب، وبعد الإستقلال عادة الأسرة مرة أخرى للحكم.
المغرب في القرن الـ 19.
قبل بداية القرن التاسع عشر، كانت المغرب قد أصبحت أول دولة في العالم تعترف بسيادة الولايات المتحدة، ودخلت القرن الـ 19 وهي في وضعية جيدة في علاقاتها مع الخارج، وظل الأمر كذلك لمدة من الزمن، لكنها لم تستمر كثيرا.
حاولت الأسرة العلوية أن تقوم بتعزيز علاقاتها مع الخارج، خاصة القوات الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، وفي نفس الوقت كانت علاقتها مع بعض الدول القريبة تمتاز بالتوتر الشديد، خاصة إسبانيا وفرنسا.
خلال القرن التاسع عشر خاضت المغرب حرب مع إسبانيا وحرب مع فرنسا، إنتهت بالخسارة، فقد كانت فرنسا وإسبانيا تمتلك جيشا قويا ومنظما على عكس المغرب، الذي لم يمتلك ذلك الجيش الكبير أو المنظم.
حرب المغرب مع فرنسا في القرن الـ 19.
خلال الإحتلال الفرنسي للجزائر، تمكن قائد المقاومة الجزائرية الأمير عبد القادر الهروب نحو المغرب، طلبت فرنسا من المغرب تسليم قائد المقاومة، والأخيرة رفضت ذلك، وقد كان الأمر بالنسبة لفرنسا بمثابة تحدي لها، فأعلنت الحرب عليها.
في عام 1844 بدأت الحرب بين المغرب وفرنسا، وعلى عكس الجيش الفرنسي، كانت المغرب تمتلك جيشا ضعيفا، وأكثر من ذلك فإن سلاح المغرب كان أقل تطورا بمراحل من الجيش الفرنسي، والذي خاض عدد هائل من الحروب، خاصة في إفريقيا.
الحرب لم تستمر كثيرا، وإنتهت بخسارة المغرب، وتسليم الأمير عبد القادر الى القوات الفرنسية، وقد وقعت المغرب معاهدة مع فرنسا سميت بإسم معاهدة طنجة، وقعت في 10 سبتمبر 1844، وفي عام 1847 إستسلم عبد القادر للقوات الفرنسية.
حرب المغرب واسبانيا في القرن الـ 19.
الحرب الثانية التي خاضتها المغرب كانت مع إسبانيا، وهي حرب بدأت في عام 1859، جرت أحداثها في شمال البلاد، في مدينة تطوان، وكان جيش المغرب بقيادة ملك المغرب محمد الرابع، والجيش الإسباني بقيادة العسكري خوان بريم.
الحرب مع إسبانيا لم تكن متكافئة، فقد كان عدد الجنود في الجيش المغربي يقدر بـ 40 الف مقاتل، معظمهم لا ينتمون الى الجيش، في حين أن القوات الإسبانية بلغ عددها 140 الف جندي، جميعهم ينتمون الى الجيش النظامي.
نهاية الحرب كانت بخسارة المغرب، وقتل خلالها 10 ألاف مقاتل، ستة ألاف من الجيش المغربي، وأربعة ألاف من الجيش الإسباني، إستمرت الحرب لسنة واحدة، وإنتهت بتخلي المغرب عن مدينة تطوان وسيدي إفني لإسبانيا.
الشخصيات التي حكمت المغرب في القرن الـ 19.
في القرن التاسع عشر حكم المغرب خمس شخصيات جميعها تنتمي الى العائلة العلوية، أولها سليمان بن محمد الذي وصل الى الحكم قبل بداية القرن التاسع عشر، والأخير هو عبد العزيز بن الحسن الذي حكم المغرب حتى بداية القرن العشرين، وكانت الشخصيات التي حكمت المغرب بالشكل التالي :
- سليمان بن محمد، حكم من عام 1797 الى 1822.
- عبد الرحمن بن هشام، حكم من عام 1822 الى 1859.
- محمد الرابع بن عبد الرحمن، حكم من عام 1859 الى 1873.
- الحسن الأول بن محمد، حكم من عام 1873 الى 1894.
- عبد العزيز بن الحسن، حكم من عام 1894 الى 1908.
