تاريخ المغرب في العصر الاسلامي
دخل الإسلام الى المغرب بعد موت أخر الخلفاء الراشدين، على يد الخلافة الأموية التي أدخلت الإسلام الى القبائل الأمازيغية، وهنا في تاريخ المغرب في العصر الاسلامي، سنتعرف على السنوات الأولى للإسلام في المغرب.
دخول الاسلام الى المغرب.
قبل سيطرة الدولة الأموية على الأراضي المغربية، كانت المغرب عبارة عن مجموعة من القبائل الأمازيغية، والتي عرف عنها الشراسة والقوى في الدفاع عن نفسها، الأمر الذي صعب كثيرا من دخول الإسلام الى المغرب، وفي نفس الوقت كان من أهم أسباب دخول الدين الجديد الى القارة الأوروبية.
قبل ذلك لم يرغب الخلفاء الراشدون في التقدم غربا، فلم تكن لهم معلومات كافية عن تلك المنطقة، لهذا فقد كانت بقعة بعيدة عن متناول المسلمين حتى وفاة أخر الخلفاء، وبعد ظهور الخلافة، خاصة في عهد عبد الملك بن مروان بدأ الإهتمام بهذه الأرض، التي أصبحت من أهم أهداف الدولة.
إستمر الفتح الإسلامي للمغرب لمدة تزيد عن 60 سنة، فقد كانت القبائل الأمازيغية بمثابة الحليف للإمبراطورية البيزنطية، العدو الأول للخلافة الأموية في المنطقة، ومع ذلك فقد نجحت الخلافة في القضاء على الوجود البيزانطي في المغرب، لتبدأ موجة من هجرة العرب نحو المغرب.
ساهمت الهجرة بشكل كبير في اعتناق القبائل الأمازيغية للإسلام، وقد كانت هذه الخطوة من أهم أسباب نجاح الدولة الأموية في الوصول الى الأندلس، فقد أظهر سكان القبائل طاقة عالية لخدمة هذا الدين، وطالبوا بالجهاد، وهو الأمر الذي إستغلته الخلافة الأموية أحسن إستغلال.
ظهور الدول الاسلامية في المغرب.
قبل نهاية الخلافة الأموية في المغرب والعالم، ظهرت بعض الإمارات والممالك، وقد كانت جميعها مسلمة أعلنت إستقلالها عن الخلافة، أولها كانت إمارة نكور، التي تعد أول إمارة مسلمة إستقلت عن الخلافة في المغرب الأقصى، وبعدها ظهرت مملكة بورغواطة، قبل أن تظهر أول دولة اسلامية في المغرب، الدولة الإدريسية.
الدولة الإدريسية هي الدولة المسلمة الأولى التي ظهرت في المغرب، وكانت بقيادة إدريس بن عبد الله بن الحسن…بن علي بن أبي طالب، حكمت هذه الدولة بداية من سنة 788 للميلاد حتى سنة 974 للميلاد، وبعدها ظهرت العديد من الدول والأسر المسلمة والتي تزال حتى وقتنا هذا تحكم المغرب، وهي كالأتي :
- الدولة المغراوية.
- دولة المرابطين.
- الدولة الموحدية.
- الدولة المرينية.
- الدولة الوطاسية.
- الدولة السعدية.
- الدولة العلوية.
التأثير الاسلامي على المغرب.
أعجب سكان المغاربة الأصليون بالإسلام بشكل شديد، وفي سنوات قليلة للغاية إعتنق معظم سكان البلاد الإسلام، وقد تأثروا به، وقدموا الشيء العظيم له، خاصة في ما يتعلق في فتح الأندلس، فالمغرب كان مسقط رأس أحد أشهر القادة العسكرين في التاريخ، والذي قاد الفتح الإسلامي لشبه الجزيرة الإيبيرية، طارق بن زياد.
لم تختلف حياة الأمازيغ كثيرا عن العرب، فقد عاشوا نفس الحياة التي عاشها العرب في الجزيرة العربية، حياة البدو، وفي المقابل غيرت بعض القبائل من تعاليم الإسلام، وظهرت العديد من البدع في مناطق مختلف من المغرب، عجرت الخلافة القضاء عليها، وحتى الدول التي حكمت من بعدها، حتى جاء عهد يوسف بن تاشفين.
حتى يومنا هذا لا يزال التأثير الإسلامي ظاهرا على معالم المغرب، خاصة في بعض المدن مثل مدينة فاس والصويرة ومكناس، فالعمارة الإسلامية لا تزال حاضرة بقوة في هذه المدن، ومن أشهر الأمثلة على ذلك، جامعة القرويين، أول جامعة في التاريخ، ومسجد الأندلسيين، ومسجد مكناس الكبير.
تأثير الاسلام على سكان المغرب.
قبل الإسلام كان سكان المغرب هم الأمازيغ او البربر، مع نسبة قليل من الأوروبيين، وبعد الإسلام، وهجرة العرب لها بفضل موقعها العسكري المهم أنذاك كنقطة إنطلاق نحو الأندلس، فقد إختلط العرب مع الأمازيع وتزاوجوا مع بعضهم البعض، مما أدى الى تقسيم المغرب الى سكان عرب وأمازيغ، وهو الأمر الذي لا يزال قائما حتى يومنا هذا.
في الوقت الحالي من الصعب التفريق بين العرب والأمازيغ، وعلى الرغم من أن البربر يعيشون غالبا في الشمال الشرقي للبلاد، إلا أن الكثير من العرب عاشوا هناك عبر السنين وأصبحوا يتحدثون بنفس لغتهم ويعيشون مثلهم، مما يجعل أمر التأكد من الأصل صعبا للغاية، وهو ينطبق أيضا على الأمازيغ في المناطق الأخرى من المغرب.
لم يعتنق جميع سكان المغرب الإسلام، فقد إختار العديد عدم الدخول للدين الجديد، فتمسكوا بالأديان التي كانوا يتبعونها قبل الإسلام، مثل المسيحية واليهودية، وعلى الرغم من إختلاف الديانات إلا أن سكان المغرب خلال الحكم الاسلامي عاشوا جنبا الى جنب في سلام تام.