تاريخ المغرب في عهد المولى اسماعيل

إسماعيل بن الشريف، هو سلطان حكم المغرب بين عامي 1672 و1727 للميلاد، ويعد واحدا من أشهر السلاطين الذين مروا على حكم المغرب، وهنا في تاريخ المغرب في عهد المولى اسماعيل، سنتعرف عن هذا السلطان، وعن المغرب خلال فترة حكمه.

من هو المولى اسماعيل.

إسماعيل بن الشريف أو مولاي إسماعيل، هو سلطان من السلالة العلوية، ولد في عام 1645 في مدينة تافيلالت، وتوفي في سنة 1727، في مدينة مكناس المغربية، ودفن في ضريح الشيخ المجذوب.

على الرغم من ان اسماعيل ينتمي للأسرة العلوية، إلا أنه ولد في الأسر، فقد كان والده أسيرا عند أبو حسون السملالي، أمير بلاد سوس انذاك، وبعد سنوات تم الإفراج عن والديه، وذلك في 1047 للهجرة.

حكم المولى إسماعيل المغرب لمدة خمسة وخمسين سنة، حتى وفاته، وقد كنات تلك الفترة من أهم الفترات في تاريخ المغرب، فقد شهدت البلاد نموا هاما، سواءا إقتصاديا أو من الناحية العسكرية.

تاريخ المغرب في عهد المولى اسماعيل
تاريخ المغرب في عهد المولى اسماعيل

بداية المولى اسماعيل.

بدأت فترة حكم المولى إسماعيل للمغرب في عام 1672، بعد وفاة شقيقه الرشيد بن الشريف، وفي تلك الفترة كان خليفة في مدينة فاس المغربية، تمت بيعة السلطان الجديد وهو في عمر السادسة عشرة فقط من عمره، من قبل عدد من الشخصيات المؤثرة في البلاد، منهم عبد القادر الفاسي، مؤسس الزاوية الشاذلية.

وصول المولى اسماعيل للحكم لم يكن سهلا، فاول عقبة واجهها هي مع ابن شقيقه أحمد بن محرز بن الشريف، الذي كان حاكما على مراكش، و سرعان ما تحول الخلاف الى حرب، وفي عام 1671، قام السلطان إسماعيل بالهجوم على مراكش، وعلى الرغم من المواجهة الشرسة التي واجهته من أهل مراكش، إلا أنه نجح في السيطرة عليها.

بعد تلك الحادثة وقعت مواجهات أخرى بينهما، فإبن شقيقه تمكن من الهروب، وبعد سنوات من الإقتتال، تم الصلح بينهما، ليظهر شقيقه الأخر أحمد بن محرز، الذي طالب هو الأخر بمكانه في الحكم، ليجد المولى إسماعيل نفسه في مواجهة أخرى، لكن هذه المرة لم تنتهي بالصلح، وإنما بمقتل أحمد بن محرز، وذلك في مدينة تارودانت.

شهدت فترة المولى إسماعيل الكثير من الأحداث اثرت سلبا على المغرب، فكان يجد نفسه في كل مرة في مواجهة مع عدو جديد، منهم الخضر غيلان، الذي مثل التهديد الأكبر لحكمه، ومع ذلك إستطاع الإمساك به، وقام بقطع رأس، وإستغل الحادثة للسيطرة على فاس، بعد أن أرسل رأس الخضر للمدينة، فزرع الرعب في سكانها، وأعلنوا الطاعة له.

تاريخ المغرب في عهد المولى اسماعيل

المغرب خلال عهد المولى اسماعيل.

الصعوبات التي واجهة المولى إسماعيل، جعلته يركز على الجانب العسكري، وفي تلك الفترة كان المغرب يمتلك جيشا قويا، وفي معظمه كان عبارة عن العبيد، ففي تلك الحقبة كان يمنع على المغاربة إمتلاك العبيد، والجهة الوحيدة التي يسمح لها بذلك هي الدولة، وقد إستخدمهم السلطان في حصاره لبعض المدن، وجمع الضرائب.

الجيش القوي الذي إمتلكه المولى اسماعيل، جعله يعتمد عليه أكثر من غيره، ولم يكن في حاجة كبيرة للتحالفات، ومن كان يفكر في عصيانه أو التمرد عليه، يكون مصيره هو القتل، فالجيش الضخم الذي إستطاع بنائه كان لا يظهر ولائه سوى للسلطان، وقد كان للجانب العسكري تأثير مهم على الجانب الإقتصادي للبلاد.

في فترة إسماعيل بن الشريف، أعتمد المغرب على جمع الضرائب من القبائل، ولم يكن هو من يصرف على الجيش، وإنما كانت القبائل هي نفسها من تتحمل تكاليفه، ففي كل قبيلة كان الجيش يمر منها، كانت مسؤولية التكفل به تقع على عاتقها، سواء من بالعتاد او الطعام او غيرها.

كان المولى اسماعيل يدرك الخطر الذي تمثله القوات الأوروبية على ارضه، فسعى لتوطيد العلاقة معها، وحتى أنه طلب الزواج من إبنة ملك فرنسا، لويس الرابع عشر، ومي الجهة الأخرى فإنه واجه أي إعتداء على الأراضي المغربي، فحرر مدينة طنجة من الإنجليزي، وأيضا أصيلا من البرتغال.

تاريخ المغرب في عهد المولى اسماعيل

التمرد ابنائه.

في سنواته الأخيرة، قام بتسليم أبنائه عدد من المصاب العليا، وذلك من لفرض المزيد من السيطرة على المغرب، هذه الخطوة سببت له في العديد من المشاكل، فالبعض من أبنائه لم يحصلوا على شيء، وهذا أمر طبيعي فعدد أبنائه وصل بحسب بعض المصادر لأكثر من 1000 إبن، الأمر الذي اغضبهم وأعلنوا التمرد على بعضهم البعض.

خلال التمرد قتل عدد من أبنائه، منهم الإبن الأكبر للسلطان الذي أعلن إستقلاله عن الدولة، وهاجم مدينة مراكش لاحتلالها لكنه قتل بشكل بشع، وقتل أيضا إبنه مولاي زيدان، وسرعان ما أدرك السلطان الخطأ الذي قام به، فقرر عزل جميع أبنائه عن مناصبهم، وكان خليفته بعد وفاته هو أحمد الذهبي بن إسماعيل.

تاريخ المغرب في عهد المولى اسماعيل

المراجع
المصدر 1
المصدر 2

Exit mobile version