تاريخ الاردن السياسي…معلومات عن أوّل 6 مراحل في تاريخ الاردن السياسي

مرّ الأردنُّ بالعديد من المراحل السّياسيّة منذ تأسيسه إلى الآن، وتتحدّث هذه المقالة عن فترة تأسيس الإمارة. أوّل مرحلة في تاريخ الاردن السياسي كانت مع قُرب نهاية عام 1918، عندما أنشأ الأمير فيصل الهاشميّ حكومة مستقلّة في دمشق، وبعد فترة وجيزة تأسّست عصبة الأمم، وفرضت الانتداب البريطانيَّ شرق الأردن وفلسطين والعراق، ومُنِحَت فرنسا سوريا ولبنان، ولكنّها لم تستولي على دمشق بسهولة، وفي تشرين الثّاني 1920 قاد الأمير عبد الله (الملك لاحقًا) قوّات من الحجاز لاستعادة عرش أخيه فيصل في المملكة السّوريّة، ولكنّ الانتداب الفرنسيَّ على سوريا كان مزروعًا بقوّة، لذلك تأخّرت أهداف الأمير عبد الله العربيّة، وركّز على تشكيل حكومة في عمّان.

تاريخ الاردن السياسي
تاريخ الاردن السياسي

تأسيس إمارة شرق الاردن

بدأت المرحلة الثّانية من تاريخ الاردن السياسي بعد نهاية الحرب، إذ قسّم البريطانيون أراضي شرق الأردنِّ إلى ثلاث مناطق إداريّة محلّيّة، وعيّنت مستشارًا بريطانيًّا لكلٍّ منها. كانت إربد المركز الإداريَّ للمنطقة الشّماليّة وهي عجلون، أمّا المركز الإداريُّ للمنطقة الوسطى (البلقاء) هي السّلط، وكانت الكرك مقرَّ المنطقة الجنوبيّة، وكان الأمير عبد الله حاكم هذه المقاطعات الثّلاث، المعروفة مجتمعة باسمِ شرق الأردنِّ. في عام 1923 اعترفت بريطانيا رسميًّا بإمارة شرق الأردن كدولة تحت قيادة الأمير عبد الله، وفي أيّار 1925 أصبحت منطقتا العقبة ومعان جزءًا من شرقيِّ الأردن.

تأسيس إمارة شرق الاردن
تأسيس إمارة شرق الاردن

تاريخ الاردن السياسي خلال فترة الحربين العالميّتين

كانت الفترة بين الحربين العالميّتين من تاريخ الاردن السياسي فترة توطيد وإضفاء الطّابع المؤسّسي في شرق الأردن؛ حيث سعى الأمير عبد الله إلى بناء الوحدة السّياسيّة، عن طريق دمج القبائل البدويّة المختلفة في مجموعة متماسكة قادرة على الحفاظ على الحكم العربيّ، في مواجهة التّعدّي الغربيّ المتزايد، وأدرَكَ الأمير عبد الله الحاجة لقوّة أمنيّة قادرة على إنشاء وضمان سلامة الدّولة في الدّفاع والقانون والضّرائب وغيرها من المسائل، وبناءً على ذلك أنشأ الفيلق العربيّ كحجر زاوية في الدّولة النّاشئة، ومع ذلك أدرَكَ الأمير عبد الله أنّه لا يُمكن تحقيق الاستقرار الحقيقيّ إلّا من خلال إقامة الشّرعيّة من خلال المؤسّسات التّمثيليّة، وبالتّالي، في وقت مبكر من نيسان 1928، أصدَرَ دستورًا ينصُّ على برلمان يُعرف باسم المجلس التّشريعيّ، وأُجريت الانتخابات في شُباط 1929، وتأسّس أوّل مجلس تشريعيّ من 21 عضوًا، وكان المجلس يتمتّع بصلاحيّات استشاريّة.

تاريخ الاردن السياسي خلال فترة الحربين العالميّتين
تاريخ الاردن السياسي خلال فترة الحربين العالميّتين

تاريخ الاردن السياسي بين 1928 إلى 1946

أدّت سلسلة من المعاهدات إلى الاستقلال شبه الكامل لشرقيِّ الأردن، برغم احتفاظ بريطانيا بدرجة من السّيطرة على الشّؤون الخارجيّة، والقوّات المسلّحة، والاتّصالات، والماليّة العامّة، وكان الأمير عبد الله مسؤولًا عن الآليّة الإداريّة والعسكريّة للحكومة النّظاميّة، وفي 22 آذار 1946 تفاوض الأمير عبد الله على معاهدة شرق الأردن الجديدة، حيث أنهى الانتداب البريطانيّ، وحصَلَ على الاستقلال الكامل لشرق الأردن، بمقابل أن توفّر بريطانيا دفع الدّعم الماليّ، ودعم الفيلق العربيّ، وبعد ذلك بشهرين، في 25 أيار 1946، أعلَنَ البرلمان الأردنيّ الأمير عبد الله ملكًا، بينما قام رسميًّا بتغيير اسم البلد من إمارة شرق الأردن، إلى المملكة الأردنيّة الهاشميّة.

تاريخ الاردن السياسي بين 1928 إلى 1946
تاريخ الاردن السياسي بين 1928 إلى 1946

نكبة فلسطين 1948

من ضمن المراحل المهمّة في تاريخ الاردن السياسي مرحلة النّكبة، فعلى الرّغم من أنّ الشّروط الصّارمة المفروضة على شرق الأردن منذ عام 1921 مَنَعت الأمير عبد الله من إقامة اتّصالات رسميّة مع العرب الفلسطينيين تحت الانتداب البريطانيّ إلّا أنّه لجَأَ إلى القادة والنّشطاء السّياسيين الفلسطينيين، وحذَّر البريطانيين باستمرار من تخصيص الأراضي العربيّة لوطن قوميّ يهوديّ، ومن السّماح بزيادة الهجرة اليهوديّة إلى فلسطين، كما تدخَّل على مختلف المستويات نيابة عن الفلسطينيين، وحذّر من كارثة وشيكة في حالة عدم التّوصُّل إلى حلٍّ دبلوماسيّ للمشكلة، ولكنَّهم لم يهتمّوا بتحذيراته، لذلك كان الصّراع بين الفلسطينيين وإسرائيل حتميًّا في عام 1948.

نكبة فلسطين 1948
نكبة فلسطين 1948

توحيد الضّفّتين

نتيجة للحرب، وجد العديد من العرب الفلسطينيين من المناطق التي يسيطر عليها الأردنُّ أنَّ الاتحاد مع الأردنِّ كان ذا أهمّيّة حيويّة للحفاظ على السّيطرة العربيّة على مناطق “الضّفّة الغربيّة” التي تكن بيدِ الإسرائيليين بعد، وبالتّالي في كانون الأوّل 1948، عقدت مجموعة من القادة الفلسطينيين والشّخصيّات البارزة من الضّفّة الغربيّة مؤتمرًا تاريخيًّا في أريحا، دعوا فيه الملك عبد الله إلى اتّخاذ خطوات فوريّة لتوحيد الضّفّتين في دولة واحدة تحت قيادته، وكانت هذه مرحلة مهمّة من تاريخ الاردن السياسي وفي عام 1950، وافق البرلمان بالإجماع على اقتراح لتوحيد ضفتِّي نهر الأردنِّ.

توحيد الضّفّتين
توحيد الضّفّتين

وفاة الملك عبد الله الأوّل

بعد نجاح الدّفاع عن القدس العربيّة من قِبل الفيلق العربيّ، سافر الملك عبد الله بانتظام إلى المسجد الأقصى هناك للمشاركة في صلاة الجمعة، ولم يكن يوم الجمعة 20 تموز 1951 استثناءً، وانطلق العاهل الأردنيُّ للصّلاة بصحبة حفيده الأمير حسين(الملك لاحقًا)، وبينما كان يقترب من المسجد، تقدم مهاجم وحيد إلى الأمام وقتل الملك الموقّر، كما أطلق القاتل رصاصة على الشّاب حسين، ولكنّ الرّصاصة علقت بميداليّة كانت على صدره.

وفاة الملك عبد الله الأوّل
وفاة الملك عبد الله الأوّل

المراجع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *