أبو بكر السمرقندي مؤلف كتاب “تحفة الفقهاء” الذي اشتمل على كافة أصول ونواحي الفقه، كان بمثابة أكبر علماء المذهب الحنفي الذي كان يرجع له كافة فقهاء المسلمين في ذلك الوقت وهنا سنعرض “نبذه عن كتاب تحفة الفقهاء”.
نبذه عن كتاب تحفة الفقهاء
كتاب يبحث في الفقه الحنفي، وهو الأصل الذي شرح عليه الكاتب الكاساني صاحب كتاب بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع. وقد اشتمل على جميع أبواب الفقه، وكان الكتاب كما يذكر كاتبه بمثابة شرح تفصيلي لمشكلات كتاب القادوري وإيجاد حلول، عن طريق استدراك لبعض ما فاته في كتابه.
من هو أبو بكر علاء الدين السمرقندي
ولد أبو بكر علاء الدين محمد بن أحمد بن أبي أحمد السمرقندي في 450 هـ / 1145م وهو فقيه وأصولي من كبار علماء المذهب الحنفي. عاش في حلب فترة من الزمن، واشتهر بكتابه تحفة الفقهاء وله كتب أخرى مهمة منها الأصول.
الرابط بين الكاساني والسمرقندي
هو الإمام علاء الدين أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني الحنفي زوج العالمة الجليلة والسيدة الفاضلة فاطمة بنت شيخه محمد السمرقندي.
ولد بكاسان، وهي اليوم مدينة قازان Kazan في جنوب شرق أوزبكستان، وأقام ببخارى واشتغل فيها بطلب بالعلم وتتلمذ على يد شيخه الإمام علاء الدين محمد بن أبي أحمد السمرقندي، وقدم محموعة قراءات عن اعماله مثل: تحفة في الفقه الحنفي، وشرح التأويلات في تفسير القرآن العظيم، وغيرهما من كتب الأصول.
سمع من استاذه السمرقندي، ومن غيره الكثير عن الفقه وبرع في علمي الأصول والفروع، وزوّجه شيخه السمرقندي بابنته فاطمة بنت محمد السمرقندي الفقيهة العالمة.
كان الإمام الكاساني من العلماء الذين جمعوا في اعمالهم بين الحديث والفقه والتفسير.
من أهم مؤلفات الإمام الكاساني كتابه العظيم في الفقه (بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع) والذي يتميز باللغة السهلة والبسيطة، الكتاب في أصله شرح وتفصيل لكتاب تحفة الفقهاء الذي ألفه أستاذه علاء الدين السمرقندي المتوفى سنة 539، وهو والد زوجته فاطمة الفقيهة العالمة.
مدى احترام الكاساني لاستاذه السمرقندي
لم ترتاح زوجته في المعيشة في حلب منذ بداية انتقالهم اليها وعاش بين نارين اما ان يطيع زوجته ورفيقة دربه وابنة شيخه الجليل او يخالفها، فلما علم الملك العادل نور الدين الشهيد برغبة الشيخ في المغادرة استدعاه وسأله لماذا يرغب في الرحيل وأبدى له ان من مصلحته ان يقيم في حلب مثله مثل باقي العلماء ليستفيد اكثر من باقة المثقفين والعلماء الذين يحيطون به، فعرفه السبب وأنه لا يقدر أن يضغط على زوجته وابنة شيخه، فأرسل الملك رسالة إليها مع يرجوها البقاء بحلب لان ذلك من مصلحة زوجها فأجابته بالقبول إلى أن توفيت رحمها الله قبل وفاة زوجها بست سنين في عام 581 ودفنت في مسجد إبراهيم الخليل ولم يقطع الكاساني زيارة قبرها كل ليلة جمعة حتى مات ودفن بجوارها.
وقد بدأت هذه العالمة الجليلة والسيدة الفاضلة سنة حسنة بأن جعلت للفقهاء إفطاراً في رمضان بالمدرسة الحلاوية فقد ذكر داود بن علي أحد فقهاء الحلاوية بحلب إنها هي التي سنت الفطر في رمضان للفقهاء بالحلاوية، وأنه كان في يديها سواران فأخرجتهما وباعتهما وعملت بالثمن الفطور كل ليلة واستمر الأمر على ذلك.
توفي الإمام علاء الدين الكاساني بعد ظهر يوم الأحد عاشر رجب سنة سبع وثمانين وخمسمائة، وذكر ضياء الدين محمد بن خميس الوكيل المعروف بابن المغربي أنه حضر الشيخ علاء الدين الكاساني عند موته، فشرع في قراءة سورة إبراهيم حتى انتهى إلى قول القرآن: “يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة” فخرجت روحه عند فراغه من قوله: “في الآخرة”. دفن في مقبرة يبدو أنها كانت مخصصة للحنفية، داخل مقام إبراهيم ظاهر حلب في قبة من شمالية إلى جانب زوجه فاطمة بنت علاء الدين السمرقندي.
المصدر
المصدر
المصدر
المصدر