تاريخ الاردن القديم… شرح عن أوّل 6 فترات زمنيّة في تاريخ الاردن القديم
مرَّ الاردن بفترات طويلة، وتتحدّث هذه المقالة عن تاريخ الاردن القديم منذ العصر الحجريِّ وحتّى الحديديّ. بدأ تاريخ الاردن القديم مع بداية العصر الحجري القديم، وهو الفترة الممتدّة من حوالي 500000 إلى 17000 قبل الميلاد، وفي هذه الفترة كان النّاس يعيشون على اصطياد الحيوانات البرّيّة والنّباتات، وكانوا يبحثون عن المراعي القريبة من مصادر المياه ليستقرّون فيها، وخلال هذه الفترة كان المُناخ أكثر رطوبة بكثير من اليوم، وعليه فإنَّ المساحات الشّاسعة من صحراء العصر الحديث كانت سهولًا مفتوحة مثاليّة للصّيد، وتمَّ العثور على أدلّة تُثبِتُ تاريخ الاردن القديم في العصر الحجريّ القديم بالقرب من مساحة كبيرة من المياه في الأزرق، مع أنّه لا توجد أيُّ عمارة تدلُّ على ذلك العصر، بل وُجِدَت فقط أدوات الصّوّان والبازلت والسّكاكين.
العصر الحجريّ الحديث (8500-4500 قبل الميلاد)
الفترة الثّانية من تاريخ الاردن القديم هي فترة العصر الحجريّ الحديث، وتميّزت هذه الفترة من تاريخ الاردن القديم بثلاث ميّزات مهمّة، وهي استقرار النّاس في حياة مجتمعيّة في قرًى صغيرة، وإدخال مصادر غذائيّة جديدة مثل زراعة الحبوب والبازلّاء المدجّنة والعدس، وممارسة رعي الماعز وإدخاله على النّظام الغذائيِّ، وأدّى مزيج الحياة المستقرّة والأمن الغذائيّ إلى ارتفاع عدد السّكان الذي وصل إلى عشرات الآلاف، كما أنَّ الدّافع الأساسيَّ لتحوّل أسلوب المعيشة في تاريخ الاردن القديم هو تغيُّر الطّقس في الصّحراء الشّرقيّة؛ حيث أصبحت أكثر دفئًا وجفافًا، ومع مرور الوقت أصبحت غير صالحة للسّكن، واتّجه النّاس للمناطق المزروعة في الغرب.
العصر الحجريّ النّحاسيّ (4500-3200 قبل الميلاد)
صُهِرَ النّحاس لأوّل مرّة في تاريخ الاردن القديم خلال فترة العصر الحجريّ، واستُخدِمَ لصناعة رؤوس الأسهم، ولكنّه لم يكن شائع الاستخدام كما هو الحال في العصر الحجريِّ الحديث، وركَّز النّاس في هذا العصر بشكل أكبر على تربية الأغنام والماعز، وزراعة القمح، والشّعير، والتّمر، والزّيتون، والعدس، وفي المناطق الصّحراويّة يُعتَقَدُ أنَّ نمط الحياة كان مُشابهًا للغاية لأسلوب حياة البدو الحاليين، أمّا المنازل فقد كانت مبنيّة من الطّوب الطّينيّ المجفّف بالشّمس، مع أسطح مصنوعة من الخشب والقصب والطّين، وكانت بعض المساكن مبنيّة على أُسُسٍ حجريّة، والعديد منها كان حوله أفنية كبيرة.
العصر البرونزيّ المبكّر (3200-1950 قبل الميلاد)
خلال فترة العصر البرونزيّ المبكّر من تاريخ الاردن القديم طوَّر الأردنُّ طابعًا حضريًّا نسبيًّا؛ حيث أُنشِئَت العديد من المستوطنات في وادي الأردنِّ أو في المناطق المرتفعة، وتضمَّنت العديد من القُرى التي بُنِيَت خلال هذا الوقت تحصينات دفاعيّة لحماية السّكّان من القبائل البدويّة التي ما زالت تعيش في المنطقة، ووجِّهت المياه من مكان إلى آخر، واتُّخِذَت احتياطات ضدَّ الزّلازل والفيضانات، وحدثت تغييرات مثيرة في عادات الدّفن؛ حيث وُجِدَ 200.000 رفات في مقبرة واحدة، وكان هناك بيوت من الآجر الطّينيّ تحتوي عظامًا بشريّة، وأوانٍ ومجوهرات وأسلحة.
العصر البرونزيّ الأوسط (1950-1950 قبل الميلاد)
خلال العصر البرونزيّ الأوسط من تاريخ الاردن القديم بدأ النّاس في التّحرُّك في جميع أنحاء الشّرق الأوسط، واستمرّت التّجارة في التّطوّر بين مصر وسوريا والجزيرة العربيّة وفلسطين والأردن، ممّا أدّى إلى صقل وانتشار الحضارة، وأدّى إنتاج البرونز من النّحاس والقصدير إلى إنتاج سكاكين أكثر متانة، ويبدو أنّه خلال هذه الفترة نشأت مجتمعات كبيرة ومتميّزة في أجزاء من شمال ووسط الأردن، في حين كان الجنوب يسكنه البدو المعروفين باسم شاسو، وظهر نوع جديد ومختلف من التّحصينات في مواقع مختلفة، مثل قلعة عمّان، وإربد، وطبقة فحل (بيلا)، وأريحا، وكانت المدن محاطة بأسوار مصنوعة من السّدود التّرابيّة.
العصر البرونزيّ المتأخّر (انتهى حوالي عام 1200 قبل الميلاد)
انتهت فترة العصر البرونزيّ المتأخّر من تاريخ الاردن القديم مع انهيار العديد من ممالك الشّرق الأدنى والبحر الأبيض المتوسّط، ودُمِّرت المدن الرّئيسيّة في اليونان وقبرص الميسينيّة، ومن المُعتَقَدِ أنّ هذا التّدمير أحدثه (أهالي البحر) من أهالي بحر إيجة والحثيين في الأناضول، الذين هزمهم في النّهاية الفراعنة المصريون بقيادة الملك مرنبتاح ورمسيس الثّالث، وإحدى القضايا التي تمّت مناقشتها حول العصر البرونزيّ المتأخّر تتعلّق بمملكة أدوم (جنوبيّ البحر الميّت)، وبالتّأكيد لم يكن هناك دولة أدوميّة في وقت مبكِّر من 1200 قبل الميلاد، ويعتَقِد بعض علماء الآثار أنّ مَلِك أدوم كان شيخًا بدويًّا، وأنَّ مملكته لم تكن لتترك آثارًا ملحوظة ليجدها علماء الآثار.
تاريخ الاردن القديم في العصر الحديديّ (حوالي 1200-332 قبل الميلاد)
شَهِدَ تاريخ الاردن القديم خلال العصر الحديديّ تطوير وتوحيد ثلاث ممالك جديدة في الأردن، وهي أدوم في الجنوب، وموآب في الوسط، وعمّون في المناطق الجبليّة الشّماليّة، كما أنَّ هذه الفترة شهِدَت تحوُّلًا في مستوى السّلطة؛ حيث انتقلت الدّول المدينة الفرديّة إلى ممالك كبيرة، وأحد الأسباب المحتملة لنموِّ هذه الممالك المحلّيّة هو الأهمّيّة المتزايدة لطريق التّجارة من شبه الجزيرة العربيّة، التي كانت تحمل الذّهب والتّوابل والمعادن الثّمينة عبر عمّان ودمشق إلى شمال سوريا.
المراجع