نبذة عن كتاب ثلاثية غرناطة
لاقت العديد من الروايات المصرية شهرة كبيرة وحققت نجاحا كبيرا لدى القراء العرب بشكل عام، ومن بينها رواية ثلاثية غرناطة، التي لاقت إعجاب الكثيرين سواء فيما يتعلق بالقصة التي تدور حولها أو أسلوب الكتابة أو غيره، ونقدم نبذة عن كتاب ثلاثية غرناطة فيما يلي.
نبذة عن كتاب ثلاثية غرناطة
مؤلفة الرواية
الكتاب من تأليف رضوى عاشور، هي كاتبة وباحثة مصرية، نشرت 7 روايات بالإضافة إلى أعمال السيرة الذاتية ومجموعتين من القصص القصيرة و5 كتب نقد.
شاركت في تحرير أعمال مؤلفة من 4 مجلدات عن الكاتبات العربيات (2004)، وفي عام 2007 حصلت على جائزة قسطنطين كفافيس للأدب لعام 2007، وترجمت قصصها القصيرة إلى الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والإسبانية.
كانت الكاتبة رضوى عاشور أستاذ اللغة الإنجليزية والأدب المقارن بجامعة عين شمس، وتوفيت في 30 نوفمبر 2014.
جوائز الكتاب
فاز الجزء الثالث من كتابها ثلاثية غرناطة، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بجائزة أفضل كتاب لعام 1994، وكما حصل على الجائزة الأولى لمعرض المرأة العربية الأول للكتاب (القاهرة ، نوفمبر 1995)
حقق الكتاب نجاح كبير، لذلك تُرجم إلى بعض اللغات الأجنبية، حيث تم ترجمت كتاب ثلاثية غرناطة إلى اللغة الإسبانية، وتم ترجمت الجزء الأول من الثلاثية إلى اللغة الإنجليزية.
نظرة عامة على كتاب ثلاثية غرناطة
الكتاب عبارة رواية تتكون من ثلاثة أجزاء أو روايات، وهم: غرناطة، مريمة، الرحيل، وهو يكشف عن تاريخ ثلاثية أجيال من عائلة عربية إسبانية تعيش حياة عادية في وقت ومكان غير عاديين.
تمثل الرواية الفترة ما بين قبل سقوط غرناطة المشين حتي اقتلاع وتهجير عرب الأندلس بالكامل، والتي تغطي مائة عام تقريبا، من نوفمبر 1491 إلى أكتوبر 1609
في ظل الظروف السائدة في التاريخ الدرامي، يتم تصوير حياة أبو جعفر (أحد أبطال الرواية)، الذي كان يعمل مجلّد كتب ويعشق الكتب والمعرفة، وتسليط الضوء على عائلته ومجتمعه، فرحهم وكذلك أحزانهم ومحنهم التي نتجت عن قمع دينهم وثقافتهم.
في الجزء الأول (رواية غرناطة)، توضح الكاتبة معاناة عائلة أبو جعفر عندما صادر الحكام الجدد في غرناطة الكتب وحرق المسؤولون المجلدات التي تم جمعها، حتي نقل أبو جعفر مكتبته الغنية بهدوء إلى خارج المدينة.
كما نقلت كفاح المسلمون المضطهدون من أجل تشكيل حكومة مستقلة، لكن الضغوط الاقتصادية والثقافية المتزايدة على عرب إسبانيا والحكام المسيحيين تتوج بتحولات مسيحية وانتفاضات إسلامية.
أهم رسائل الكتاب
من خلال هذه الثلاثية، نقلت رضوى عاشور ببراعة رسالة مفادها أن الحياة تزخر بالبهجة حتى في أكثر المواقف فظاعة، لأن هذه السعادة ضرورية للبقاء.
ظهرت هذه الرسالة في محاولة عائلة أبو جعفر خلق حياة لنفسها في الوقت الذي أجبر فيه الملك فرديناند والملكة إيزابيلا حرفيا جميع عرب غرناطة على تذوق مرارة الهزيمة، إلا أنهم وقعوا في الحب، وتزوجوا، وأنجبوا أطفالا، وحاولوا أن يرضوا حياتهم اليومية، كان الطعام والكتب وحتى الحيوانات الأليفة والحدائق مصدر الفرح للأجيال في واحدة من أكثر الأوقات المتعبة
أحد الأشياء التي تميز الثلاثية هو أنه لم يحدث انحرافا كبيرا في الكشف عن الأحداث التاريخية في ذلك الوقت، فلم تطبق الكاتبة الخيال على الأحداث نفسها، بل على الشخصيات ومسيرة حياتهم.
بين الحب والحرب والسلام والألم والحزن والدموع والفرح والقتل والحرق والتهجير تعيد الرواية القارئ بشكل رائع إلى ذلك الوقت العصيب من أيام الأندلس الأخيرة.
في المشهد النهائي للثلاثية تصور بطريقة ما غرناطة ليس فقط كمثال للخسارة، بل كوسيلة للتغلب على أعباء هذا التاريخ المحزن وبناء الأندلس الجديد، ويتأكد علي (أحد أبطال الرواية) أن الموت في الرحيل عن الأندلس وليس في البقاء فيها.
بعض الآراء حول الكتاب
تضمنت صفحة الغلاف الأخيرة للرواية بعض الآراء حول الكتاب، نعرض بعضا منها فيما يلي:
- قال عنها محمود أمين العالم: أنها إضافة قيمة إلى الرواية العربية.
- ذكرت لطيفة الزيات: (اللغة في غرناطة هى الذاكرة، ومن هنا هذا الاحتفاء الكبير بجلال اللغة ورصانتها وإيقاعها وشاعريتها، ومن هنا هذا المعجم الواسع ومتعدد المقاصد في السرد والوصف معا)
- عبر صبري حافظ على رأيه في الرواية بقوله: (تدخل بكتابة المرأة إلى مجال الرواية التاريخية ثلاثية إضافية، بعد أن ظلت ثلاثية نجيب محفوظ عملا فريدا في هذا المضمار لسنوات طويلة)
- ذكرت فريدة النقاش: (حين ينتهي المرء من قراءة غرناطة لا بد أن تعتريه قشعريرة في الروح)
المراجع