يعد كتاب صدام الحضارات واحداً من أهم وأبرز الكتب السياسية العالمية، حيث أنه أوضح الصدام الرئيسي الذي دار بعد الحرب الباردة فقد جادل المؤلف من خلاله أن حروب المستقبل لن تكون بين الدول بل ستكون بين الثقافات، وسوف نستعرض من خلال هذا المقال نبذة عن كتاب صدام الحضارات لتوضيح النقاط الرئيسية به.
نبذة عن كتاب صدام الحضارات
- تم تأليف الكتاب عام 1996م من قبل صموئيل هنتغتون الأكاديمي والسياسي الأمريكي.
- تدور الفكرة الأساسية حول توضيح طبيعة السياسة العالمية في الفترة التي تلت الحرب الباردة.
- كانت وجهة نظر هنتغتون أن حروب القرن الحادي والعشرين لن تكون بين الدول أو الأيدولوجيات مثل الليبرالية والماركسية بل أنها ستكون بين الحضارات والثقافات.
- قام المؤلف بسرد عدة حضارات متنوعة تشتمل العالم اليوم.
- أكد أنه عقب انتهاء الحرب الباردة سيتم التفكير في المعارك القادمة بين الحضارة الغربية والعالم العربي، والجدير بالذكر أن الأمر استغرق 5 سنوات فقط لاثبات صحته.
- يسرد الكاتب العديد من الحضارات الأساسية والفرعية، بما في ذلك الحضارة الغربية والعالم الإسلامي وحضارة أمريكا اللاتينية والحضارة الشرقية والأرثوذكية والأفريقية.
ملخص كتاب صدام الحضارات
- الكتاب بمثابة امتداد لمقال الشئون الخارجية لعام 1993م، الذي قام بكتابته صموئيل هنتغتون والذي افترض نظام عالمي جديد بعد الحرب الباردة.
- قبل نهاية الحرب الباردة كانت المجتمعات مقسمة بسبب وجود بعض الخلافات الإيديولوجية مثل الصراع بين الديمقراطية والشيوعية.
- قام المؤلف بتوضيح فكرته من خلال تقسيمها إلى مجموعة من الأجزاء وهما كالتالي:-
الجزء الأول: عالم الحضارات
قام صموئيل من خلال هذا الجزء بتقسيم العالم إلى ثماني حضارات كبيرة يمكن توضيحها في الآتي:-
- حضارة سينيتش وهى الثقافة المشتركة بين الصين والمجتمعات الصينية الواقعة في جنوب شرق آسيا والتي تشمل فيتنام وكوريا.
- الحضارة اليابانية والتي تختلف اختلاف واضح عن باقي آسيا.
- الثقافة الهندوسية والتي تم تحديدها بأنها الحضارة الهندية الأساسية.
- الحضارة الإسلامية التي نشأت في شبه الجزيرة العربية، وقد انتشرت في جميع أنحاء شمال إفريقيا وشبه الجزيرة الإيبيرية وآسيا الوسطى وهى مزيج بين العديد من التقسيمات الفرعية المتميزة داخل الإسلام كالعربية والتركية والفارسية والماليزية.
- الثقافة الأرثوذكية والتي تتمركز في روسيا وهى حضارة منفصلة تماماً عن المسيحية الغربية.
- الحضارة الغربية ومركزها أوروبا وأمريكا الشمالية.
- حضارة أمريكا اللاتينية تتمثل في بلدان أمريكا الوسطى والجنوبية ذات الماضي من الثقافة الاستبدادية وغالبية الدول التابعة لها كاثوليكية.
- ثقافة إفريقيا والتي ذكر صموئيل عنها أن شعوبها تفتقر للهوية الإفريقية، حيث الأفارقة من وجهة نظره يطورون بشكل متزايد إحساس الهوية الإفريقية.
الجزء الثاني: ميزان التحول بين الحضارات
- يبدأ صموئيل حديثه بهذا الجزء بالقول إن القوة والنفوذ الغربيين بدؤوا في التلاشي فهناك وجهات نظر متباينة حول قبضة الغرب على السلطة.
- هناك جانب يؤكد أن الغرب يحتل المركز الأول ويحتكر الأبحاث والتطوير التكنولوجي والقوة العسكرية والاستهلاك الاقتصادي، وهناك جانب آخر يؤكد بأن القوة للدول الغربية أخذت في الانخفاض ويتبنى هنتغتون وجهة النظر الأخيرة.
- في هذا الجزء أيضاً يؤكد صموئيل على زيادة دور الدين وأهميته في السياسة العالمية.
- أكد المؤلف أن الدين هو العامل الاجتماعي الذي ملأ الفراغ الناشئ عن فقدان الأيديولوجية السياسية.
الجزء الثالث: ترتيب الحضارات الناشئة
- وضح هذا الجزء أنه أثناء الحرب الباردة مكن النظام العالمي الدول من تعريف نفسها سواء كان ذلك بانحياز أو عدم انحياز.
- في النظام العالمي لما بعد الحرب الباردة لم تعد الدول قادرة على تصنيف نفسها بسهولة إذ أنها دخلت في أزمة هوية.
- يناقش المؤلف بهذا الجزء الهيكل الجديد للحضارات المتمركز حول عدد صغير من الدول الأساسية القوية مثل ألمانيا وفرنسا.
- الجزء المتبقي من هذا الجزء يتطرق إلى تفاصيل كبيرة لشرح الانقسامات المختلفة للدول الأساسية في كافة أنحاء العالم.
الجزء الرابع: صدام الحضارات
يتنبأ صموئيل بهذا الجزء ببعض الاشتباكات العظيمة التي من المتوقع أن تنشأ بين الحضارات، فقد توقع قيام تحالف أو تعاون بين الثقافات الإسلامية والسينية للعمل ضد عدو مشترك وهو الغرب.
الجزء الخامس: مستقبل الحضارات
- في ختام الكتاب قام صموئيل بمناقشة منافسي الغرب، وما إذا كانت التحديات الخارجية والداخلية ستؤدي إلى تآكل قوة الغرب أم لا.
- تشمل التحديات الخارجية الهويات الثقافية الناشئة في العالم العربي، أما التحديات الداخلية فتشمل تآكل القيم الأساسية والأخلاق والمعتقدات داخل الثقافة الغربية.
نبذة عن مؤلف كتاب صدام الحضارات صموئيل هنتغتون
- هو عالم وسياسي أميركي ولد في 18 أبريل عام 1927م في مدينة نيويورك.
- تخرج بامتياز من جامعة بيل في سن الثمانية عشر وبعدها خدم في الجيش الأمريكي.
- حصل على درجة الماجستير من جامعة شيكاغو، وعلى الدكتوراه من جامعة هارفورد حيث بدأ التدريس فيها ولم يكن قد تجاوز ال23 عام.
- عمل في عدة مجالات متعلقة بعلوم السياسة والأعمال.
- كان مخطط أمنياً في إدارة الرئيس جيمي كارتر وشارك في تأسيس مجلة فورين بوليسي.
- ترأس عدة مراكز دراسات بحثية وكان ديموقراطياً وعمل مستشار لنائب الرئيس ليندون جونسون.
- توفى في 24 ديسمبر عام 2008م عن عمر يناهز 81 عام.
- قام بتأليف مجموعة كبيرة من المؤلفات المؤثرة اجتماعياً وهى كالأتي:-
- كتاب الجندي والدولة الصادر عام 1957م
- كتاب النظام السياسي في مجتمعات متغيرة الصادر عام 1968م.
- كتاب صدام الحضارات عام 1996م.
- تحديات الهوية القومية الأمريكية عام 2004م.
المراجع