نبذة عن كتاب دلالة الحائرين
كتاب دلالة الحائرين من أهم المؤلفات فى العقائد اليهودية للفيلسوف موسي بن ميمون، كتب فى القرن الثاني عشر بلهجة عربية يهودية، تعرف على نبذة عن كتاب دلالة الحائرين.
نبذة عن كتاب دلالة الحائرين
الكتاب أحد أعظم كتب موسي بن ميمون كتبه كرسالة مكونه من ثلاثة مجلدات إلى تلميذه يوسف بن عقنين، وضح فيه أهم ارائه الفلسفية.
تأثر بن ميمون بفلاسفة المسلمين أمثال ابن الأفلح، وأبي بكر بن الصائغ، وابن راشد فى آراءه ومعتقداته الذي وضحها فى هذا الكتاب.
حيث تعددت المفاهيم الفسلفية المختلفه عن اللاهوت اليهودي، كمفهوم العدالة الإلهية وعلاقة الدين بالفلسفة.
أثر الكتاب على العديد من الفلاسفة غير اليهود، حيث اقتبس من آراءه كل الكتب الفلسفة التى تعود تاريخها إلى القرون الوسطي، كما انه تعرض إلى انتقادات كثيرة، والحظر، حتى وصل إلى الحرق.
يسرد بن ميمون فى كتاب (دلالة الحائرين) آراء سعديا الفيومي، وسليمان بن جبيرول، وبخيا، وإبراهيم بن حيا، وإبراهيم بن عزرا، على الرغم من أنه كان متحفظ فى ذكر أسماء المؤلفين، إلا كان نظرياتهم كانت تتكرر فى فصول الكتاب، فهو كان على علم تام بجميع المؤلفات اليهود المكتوبة باللغة العربية، كما كان ملم بأخبار اليهود فى القرون الوسطي.
ملخص الكتاب
يتكون الكتاب من ثلاثة أجزاء كل جزء ينقسم إلى فصول وموضوعات، حيث يتميز الكتاب بالأسلوب السلس والترتيب الموضوعي للموضوعات حيث ينتقل من موضوع لموضوع بشكل منظم بعيداً عن الغموض والخلط، فالكتاب عبارة عن سلسة من الموضوعات المرتبطة مع بعضها البعض.
وكان الهدف الأساسي من تأليف الكتاب هو توضيح مفهوم الفلسفة والمنطق والعقل بالمعني الصحيح، والربط بين الفلسفة والدين، والتوفيق بين الدين والفلسفة.
يبدأ ابن ميمون الجزء الاول فى الكتاب بالبحث فى ماهية الله وكيفية عبادته وتوحيده، ثم ينتقل إلى الجزء الثاني بالتحدث عن رأي الفلاسفة فى الكون، ومشاكل وجود الله وروحانيته وتوحيده، ثم ينتقل إلى رجال الدين وشرح أراءهم فى النبوة وتعريفها، وماهيتها، اما الجزء الثالث فهو يتحدث عن النبوة وروية النبي حزقيال، ثم ينتقل إلى المصائب والكوراث الذي يتعرض لها العالم نتيجة للشر، ثم ينتقل إلى مشكلة العناية الآلهية بالكون والمخلوقات.
مقتبسات
- ألح على ابن ميميون تلميذه يوسف بن عقنين حتى يقوم بنشر كتاب دالة الحائرين، حيث يقول موسى بن ميمون في مقدمته إلى تلميذه: أيها التلميذ العزيز، لما مثلت لدي وقصدت إلى عظم شأنك لشدة حرصك على الطلب، ولما رأيت في أشعارك التي وصلتني وأنت مقيم بالإسكندرية من شدة الاشتياق للأمور النظرية، وقبل أن أمتحن تصورك قلت لعل شوقه أقوى من إدراكه، فلما قرأت علي ما قرأته من علم الهيئة وما تقدم لك مما لا بد منه، زدت بك غبطة لجودة ذهنك، وسرعة تصورك، ورأيت شوقك للتعليم عظيما فتركتك للارتياض فيه لعلمي بمآلك ولما قرأت علي ما قرأته من صناعة المنطق تعلقت آمالي بك..
- “ما كان الغرض نقل كتب الفلاسفة. . . وما كان قصدي أن أؤلف شيئا في علم الطبيعة، أو أن ألخص معاني العالم الآلهي على بعض المذاهب، أو أبرهن على ما يبرهن منها، أو أن أقتضب هيئة الأفلاك، ولا أن أخبر بعددها إذ الكتب المؤلفة في جميع ذلك كافية، وإن لم تكن كافية في غرض من الأغراض فليس الذي أقوله أنا في ذلك الغرض أحسن من كل ما قيل، وإنما كان الغرض بهذه المقالة أن أبين مشكلة الشريعة وأظهر حقائق”.