نبذة عن كتاب يتيمة الدهر
يعد كتاب يتيمة الدهر، لأبي منصور الثعالبي، واحداً من أهم المؤلفات وأشهرها على الإطلاق، وقد جمع فيه الثعالبي قدراً كبيراً من أعمال الشعراء الذين سبقوه، والذين عاصروه، فهو يتناول الفترة التي امتدت خلال القرن الرابع الهجري، وقد قسمه الثعالبي إلى أربعة مجلدات… و فيما يلي نستعرض لك نبذة كتاب يتيمة الدهر
نبذة عن كتاب يتيمة الدهر
أولاً نبذة عن الثعالبي:
الثعالبي (أبو منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل)، كان كاتبًا إيرانيًا، وُلد في مدينة نيسابور بإيران عام 961، وقد لقب الثعالبي لأنه كان يخيط فراء الثعالب.
أشتهر الثعالبي بكتابة الشعر والنثر معا، وقد بلغ عدد مؤلفاته حوالي ثمانين مؤلفا، يعد كتابه يتيمة الدهر الأكثر شهرة، ومن أعماله الأخرى: كتاب فقه اللغة، بالإضافة إلي ذلك فإن للثعالبي الكثير من المؤلفات الشهيرة الأخري مثل: أفراد المعاني، وأحسن ما سمعت، والثلج والمطر، وسر البيان، و الأمثال والتشبيهات، وأنس الشعراء.
لقب الثعالبي بحافظ نيسابور، لأنه كان سريع الحفظ، واسع الإطلاع، كما أنه كان يقوم بتعليم التلاميذ وتأديبهم، وقد توفي عن عمر يناهز الثمانين عاماً.
نبذة عن كتاب يتيمة الدهر
- يتيمة الدهر، ويعرف اختصارا باسم “اليتيمة”، هو أشهر مؤلفات أبو منصور الثعالبي، وقد ألفه عام 384 هجرية، واستمر في الإضافة إليه والتحرير، عدة سنوات ولم ينشر إلا في القرن الخامس الهجري.
- يضم اليتيمة قدر كبيرا من نتاج أعمال الشعراء والكتاب والأدباء، خلال القرن الرابع الهجري، في العديد من البقاع من بلاد الشام، والأندلس ومصر، وخراسان، والمغرب، وبلاد ما وراء النهر، ولذلك فهو يعد مرجعاً قيما، لشطر كبير جدا للحياة الأدبية في تلك البقاع، فهو يستعرض صورة واضحة للحياة الأدبية في الفترة من 350 حتى 403 هـ.
- قسم الثعالبي الكتاب إلى عدة أبواب تبعا للبلاد، فقد خصص بابًا لشعراء بلاد الشام، وأحوال سيف الدولة في تلك الفترة، ومحاسن الشعراء، وخاصة أبو فراس الحمداني، والمتنبي، اللذان استغرق الحديث عنهما حوالي 200 صفحة.
- كما خصص بابًا لشعراء المغرب ومصر، وافرد بابا آخر لشعراء الموصل، وأفرد الباب الآخر لآل بُوَيه، وكتابهم وشعرائهم، كما أفرد باب آخر لشعراء البصرة، وبغداد، والعراق وشعراء أصبهان، والصاحب بن عباد، وشعراء الجبل، والأهواز، وفارس وجرجان، ومحاسن الدولة السامانية وشعرائها، وشعراء خراسان، و الميكالي، والهمذاني، و الخوارزمي.
- يعتبر يتيمة الدهر، أول كتاب قائم على تقسيم الأقاليم، في تراجم وسير الشعراء، وقد طبع منه الكثير من التراجم المنتشرة في العديد من مكتبات العالم.
- أتم أبو منصور الثعالبي يتيمة الدهر عام 384هـ، وعندما وجد أن اليتيمة حقق شهرة كبيرة، قام بإعادة تأليفه وتحريره عام 403هـ، وبعد عشرين سنة قام بإضافة جزأء جديداً، كان بمثابة سجلا لمستجدات الشعر في ذلك الوقت، وأضاف إليه فصلا خاصا بأبي علاء المعري الذي لم يكن صيته انتشر إلا بعد نشر الكتاب.
إضافة المؤرخين إلى يتيمة الدهر:
يعتبر يتيمة الدهر، هو المصدر الوحيد لأعمال ونتاج الكثير من شعراء القرن الرابع الهجري، ولهذا فقد لعب دوراً كبيراً في جعل المؤرخين يسيرون على منواله، فقد أضاف الباخرزي تلميذ الثعالبي ذيلاً أطلق عليه (دمية القصر)، ثم ألحق علي بن زيد البيهقي ثلاثة ذيوله أخرى إلى اليتيمة، كما أضاف الخطيري زينة الدهر، وأضاف العماد الأصبهاني “خريدة القصر”.
مقتطفات من كتاب يتيمة الدهر:
أبيات شعر المتنبي في مخاطبة سيف الدولة الحمداني:
أَجابَ دَمعي وَما الداعي سِوى طَلَلِ … دَعا فَلَبّاهُ قَبلَ الرَكبِ وَالإِبِلِ
وناوله نسختها وخرج فنظر فيها سيف الدولة، فلما انتهى إلى قوله :
يا أَيُّها المُحسِنُ المَشكورُ مِن جِهَتي … وَالشُكرُ مِن قِبَلِ الإِحسانِ لا قِبَلي
ما كانَ نَومِيَ إِلا فَوقَ مَعرِفَتي … بِأَنَّ رَأيَكَ لا يُؤتى مِنَ الزَلَلِ
أَقِل أَنِل أَقطِعِ اِحمِل عَلِّ سَلِّ أَعِد … زِد هشَّ بشَّ تَفَضَّل أَدنِ سُرَّ صِلِ
وقَّع تحت (أَقِل) : قد أقلناك
وتحت (أَنِل) : يُحمل إليه من الدراهم كذا
وتحت (أَقطِعِ) : قد أقطعناك الضيعة الفلانية ( ضيعة ببلاد حلب )
وتحت (اِحمِل ) : يُقاد إليه الفرس الفلاني
وتحت (عَلِّ ) : قد فعلنا وهو من العلو
وتحت (سَلِّ) : قد فعلنا فاسْلْ
وتحت (أَعِد ) : أعدناك إلى حالك من حسن رأينا
وتحت ( زِد ) : يُزاد كذا
وتحت ( تَفَضَّل ) : قد فعلنا
وتحت ( أَدنِ ) : قد أدنيناك
وتحت ( سُرَّ ) : قد سررناك
وتحت ( صِلِ ) : قد فعلنا
قال ابن جني : فبلغني عن المتنبي أنه قال : ” إنما أردت ( سرِّ ) من السرية “، فأمر له بجارية”.
المراجع