سيكولوجية الجماهير كتاب لعالم علم نفس الجماهير أو علم النفس الجماعي الفرنسي جوستاف لوبون، النسخة العربية ترجمة وتقديم هاشم صالح وصدرت الطبعة العربية الأولى عن دار الساقي عام 1991. اليك هذه المقال للتعرف على نبذة عن كتاب سيكولوجية الجماهير.
كتاب سيكولوجية الجماهير
يصف الكتاب حال الجماهير أثناء الثورات والاضطرابات بشكل دقيق جداً، ويفسر سلوكهم.
ألّف جوستاف لوبون هذا الكتاب عام 1895 بعد نحو مئة عام من الثورة الفرنسية، فى ذلك العصر الملىء بالاضطرابات الجماهيرية العنيفة و الحروب والتمرد الشعبى، حيث ضعف الحكومات و انقسام الأحزاب و العجز عن مواجهة المتمردين.
يتناول الكتاب أزمات الأنظمة الديمقراطية البرلمانية وبزوغ نجم الاشتراكية، ثم ظهور تلك القوى الشعبية التي رافقتها وأقلقته كثيراً على ضوء هذا السياق يمكن الاقتراب أكثر وفهم فكر لوبون الذي استطاع بلورة نظريته المتعلقة بسيكولوجية الشعوب أو نفسية الشعوب والأعراق البشرية.
تناول الكتاب دراسة ظاهرة الجماهير بطريقة علمية على ضوء علم النفس وكانت فكرته الأساسية في نظريته تلك تركز على أن كوارث الماضي القريب التي منيت بها فرنسا وكل هزائمها والصعوبات التي تواجهها تعود إلى هجوم الجماهير على مسرح التاريخ وعدم معرفة مواجهته.
يفسر ايضا بأن ضعف النظام البرلماني الديمقراطي يعود إلى الجهل بقوانين علم النفس وطرائق تسيّر الجماهير.
عبر جوستاف لوبون فى هذا الكتاب عن الأفكار بشكل سهل ومبسط جاءت على هيئة نظرية علمية متكاملة ومتماسكة جعلته أستاذاً فكرياً لمرحلة كاملة بأسرها.
ويتفق الجميع على أن كتاب سيكولوجية الجماهير شكل نجاحاً منقطع النظير على صعيد دراسات علم النفس الجماهيري.
نبذة عن كتاب سيكولوجية الجماهير
في هذا الكتاب يلقي غوستاف لو بون الضوء على الأعمال غير العقلانية اللاواعية للفكر الجماعي والعاطفة الجماهيرية لأنه يضع أيديولوجية الحشد في معارضة للأفكار الحرة والأفكار المستقلة، يوضح أيضًا كيف يتغير سلوك الفرد عندما يكون جزءًا من الحشد.
يرى المؤلّف أن الجماهير لا تعقل، فهي ترفض الأفكار أو تقبلها كلاً واحداً، من دون أن تتحمّل مناقشتها، وما يقوله لها الزعماء يغزو عقلها سريعاً فتتّجه إلى أن تحوّله حركة وعملاً، وما يوحى به إليها ترفعه إلى مصاف المثال ثم تندفع به، في صورة إرادية، إلى التضحية بالنفس، إنها لا تعرف غير العنف الحادّ شعوراً، فتعاطفها لا يلبث أن يصير عبادة، ولا تكاد تنفر من أمر ما حتى تسارع إلى كرهه.
حتى لو كانت الجماهير علمانية، تبقى لديها ردود فعل دينية، تفضي بها إلى عبادة الزعيم، وإلى الخوف من بأسه، وإلى الإذعان الأعمى لمشيئته، فيصبح كلامه دوغما لا تناقش، وتنشأ الرغبة إلى تعميم هذه الدوغما. أما الذين لا يشاطرون الجماهير إعجابها بكلام الزعيم فيصبحون هم الأعداء، لا جماهير من دون قائد كما لا قائد من دون جماهير.
اقتباسات من كتاب سيكولوجية الجماهير
- الشئ الذي يهيمن على روح الجماهير ليس الحاجه إلى الحريه و إنما إلى العبوديه، ذلك أن ظمأها للطاعه يجعلها تخضع غرائزياً لمن يعلن بأنه زعيمها.
- إن الوهم الإجتماعي يسيطر اليوم على كل أنقاض الماضي المتراكمة، والمستقبل له بدون شك. فالجماهير لم تكن في حياتها أبدا ظمأى للحقيقة. وأمام الحقائق التي تزعجهم فإنهم يحولون أنظارهم باتجاه آخر, ويفضلون تأليه الخطأ، إذا ما جذبهم الخطأ، فمن يعرف إيهامهم يصبح سيدا لهم، ومن يحاول قشع الأوهام عن أعينهم يصبح ضحية لهم.
- لا يمكن تحريك الجماهير و التأثير عليها إلا بواسطة العواطف المتطرفة و بالتالي فإن الخطيب الذي يريد جذبها ينبعي أن يستعمل الشعارات العنيفة، ينبغي أن يبالغ في كلامه و يؤكد بشكل حازم و يكرر دون أن يحاول إثبات أي شيء عن طريق المحاججة العقلية.
نبذة عن جوستاف لوبون
ولد غوستاف لو بون في نوجينت لو روترو، فرنسا، في 7 مايو 1841. على الرغم من تدريبه ليصبح طبيباً، فقد كرس معظم حياته لدراسة علم الاجتماع وعلم النفس والفيزياء والأنثروبولوجيا.
كان طبيبًا عسكريًا خلال الحرب الفرنسية البروسية وكانت أول تحقيقات له في علم وظائف الأعضاء، بعد ذلك، ركز على علم الآثار والأنثروبولوجيا.
يعتبر ايضا عالم نفسي اجتماعي، وعالم اجتماع، وفيزيائي، كان مؤلف العديد من الأعمال التي شرح فيها نظريات الصفات الوطنية والتفوق العنصري وسلوك القطيع وعلم النفس الجماهير.
كما أرسلته الحكومة الفرنسية إلى الشرق كعالم آثار، زار العديد من البلدان في تلك المنطقة من العالم، أيضا، سافر على نطاق واسع في جميع أنحاء أوروبا وأفريقيا.
المراجع