مقدّمة عن دولة باكستان
يعود تاريخ دولة باكستان إلى ما يقرب من 2500 عام قبل الميلاد، وتعتبر واحدة من أكثر الحضارات تقدّمًا وتطوّرًا في تلك العصور القديمة، وأصبحت دولة ذات سيادة في 14 أغسطس 1947، ودولة باكستان لها جذور عميقة في الدّين الإسلاميّ، وتضمُّ عاصمتها إسلام أباد، أربع مقاطعات مختلفة، وهي الإقليم الحدوديّ الشّماليّ الغربيّ، والسّند، وبلوشستان، والبنجاب. أمّا اللّغة الأكثر شعبيّة في دولة باكستان فهي اللّغة البنجابيّة، وهي اللّغة التي يتحدَّث بها 88% من السّكّان، أمّا الثّانية فهي اللّغة السّرائيكيّة، ويتحدَّث بها 10% من مجموع عدد سكان دولة باكستان وتليها في المرتبة الثّالثة لغة البشتو، التي يتحدَّثها 15% من السّكّان، كما يتمُّ استخدام اللّغة الإنجليزيّة على نطاق واسع في جميع أنحاء الحكومة الباكستانيّة، وذلك أساسًا لأنّها في الواقع اللّغة الرّسميّة للحكومة، بالنّسبة لتوزيع الأديان في الدّولة فإنَّ 96.5% من عدد سكان دولة باكستان يتّبعون الإسلام، و1.9% من عدد السّكّان يتّبعون الهندوسيّة، و1.6 يتّبعون المسيحيّة.
توزيع السّكّان في المُدن الباكستانيّة
إنَّ عدد سكان دولة باكستان مثير للإعجاب؛ حيث إنَّ 10 مُدن يزيد عدد سكّانها عن مليون نسمة، ولكنَّ اثنتين كبيرتين إلى حدٍّ بعيد، وهما كراتشي التي يبلُغ عدد سكّانها 14.916.456 نسمة، ولاهور التي يعيش فيها 11.126.285 نسمة، تليهما مدينة فيصل أباد التي يبلُغ عدد سكّانها 3.204.726 نسمة، أمّا المُدُن السّبعة المتبقّية فإنَّ عدد السّكّان فيها يزيد عن المليون، وهي كما يلي (مرتّبة من الأكثر كثافة إلى الأقلِّ)، روالبندي، وجوجرانوالا، وبيشاور، وملتان، وحيدر أباد، وإسلام أباد، وكويتا.
التّركيبة السّكّانيّة في دولة باكستان
تعرَّضت دولة باكستان إلى تغييرات جذريّة للغاية؛ حيث إنّه اعتبارًا من عام 2003، أصبحت البلاد واحدة من أكثر المدن تحضّرًا في جميع أنحاء جنوب آسيا، وذلك أساسًا لأنّ سكّان المُدن يشكِّلون حوالي 36% من سكّانها بالكامل في تلك المرحلة، ويعيش حوالي 50٪ من المواطنين الباكستانيين في مكان يقيم فيه 5000 مواطن على الأقل. فيما يتعلَّق بأصل السّكّان فإنَّ معظم الشّعب الباكستانيِّ يأتي من مجموعة الأجداد المعروفة باسم الهندو الإيرانيين، وأكبر مجموعة عرقيّة في دولة باكستان تتكوَّن من مجموعات البنجابيّة العرقيّة، في حين أن البشتون والسّندي هم ثاني وثالث أكبر مجموعتين عرقيّتين في البلاد، وهناك مجموعة عرقيّة مختلطة خاصّة بين العرق البنجابيّ والإثنيّة السّنديّة، وتشكِّل هذه المجموعة حوالي 10% من مجموع عدد سكان دولة باكستان حاليًّا. ينحدر معظم سكّان دولة باكستان من الأجانب من أفغانستان، أمّا المجموعات الأجنبيّة الأصغر فتشمل أعدادًا من العراق، وبنغلاديش، وأوزبكستان، والصّومال، وبورما، وطاجيكستان.
النّموُّ السّكّانيّ في باكستان
منذ عام 1947، عندما أصبحت البلاد دولة ذات سيادة، زاد عدد سكان دولة باكستان بشكل كبير، خاصّة وأنّ عددًا أكبر من النّاس شعروا بالرّاحة عند نقل عائلاتهم وشركاتهم إلى المنطقة، وبالمقارنة مع البلدان الأخرى في المنطقة، فإنَّ معدَّل نموّ السّكّان في دولة باكستان أعلى بنحو 2.1%، ومن المتوقَّع أنّه في حوالي 35 عامًا، إذا استمرَّ هذا النّموُّ، فسوف يصبح عدد سكان دولة باكستان في نهاية المطاف ضعفَ ما كان عليه في عام 2001، وقد كان عددهم 139.766.282 نسمة، أمّا اليوم يبلُغُ عددهم 217.293.322 نسمة، واستنادًا إلى الكيفيّة التي نما بها عدد السّكّان في دولة باكستان بشكل ملحوظ على مدى عشر سنوات فقط، فإن رقم السّكّان المضاعف لا يبدو أنّه سيكون بعيدًا.
التّوقّعات السّكّانيّة في دولة باكستان
تُشير التّوقّعات السّكّانيّة في دولة باكستان إلى أنَّ معدَّل النّموّ الحاليّ فيها يقترب من 2٪، ولكن من المتوقَّع أن ينخفض هذا إلى أقلَّ من 1٪ بحلول عام 2050، وعند هذه النّقطة من المتوقَّع أن يتجاوز عدد سكان دولة باكستان 300 مليون نسمة، ومع أنَّ الحكومة الباكستانيّة قضت الكثير من الوقت والجهد لإبطاء نموِّ السّكّان، وذلك بين ثمانينيّات القرن الماضي وعام 2000، ونتيجة لهذه الجهود، أصبحت دولة باكستان أكثر فقرًا ممّا كانت عليه منذ زمن طويل، ولكنَّ هذه السّياسات لم تنفع، لذلك اتّجهت الحكومة إلى تحسين تعليم السّكّان بدلًا من ذلك.
متوسِّط العمر المتوقَّع لسكّان باكستان
في عام 1984، كان متوسِّط العمر المتوقَّع للمواطن الباكستانيِّ 56.9 سنة فقطن واعتبارًا من عام 2002، قفز متوسِّط العمر المتوقَّع إلى 63 عامًا، وكان هذا التّحسُّن نتيجة مباشرة لتحسين المرافق الطّبّيّة، والمهنيين المتعلّمين، وأصبح بإمكانهم العمل في البلاد بشكل أفضل، ولكنَّ الجانب السّلبيّ هو أنَّ الأطبّاء والممرّضات لا يزال عددهم أقلَّ بالنّسبة للمواطنين الذين يحتاجون إليهم؛ حيث إنّه لا يوجد سوى ممرّضة واحدة لكلِّ 3700 شخص في البلاد، وهناك ما يقرب من 0.6 سرير لكلِّ 1000 فرد المقيمين في باكستان، وإذا لم تتحسَّن هذه الأرقام، فسوف يرى الشّعب الباكستانيّ أنَّ معدَّل العمر المتوقَّع له يتراجع ويعود إلى ما كان عليه في منتصف التّسعينيّات، وهو 59 عامًا.
المراجع