الفقراء والمساكين هم المصرفان الأول والثاني من مصارف الزكاة الثمانية التي حددها الله عزوجل في كتابه العزيز بقوله: ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليه والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وبن السبيل)… وفيما يلي سنتعرف على عدد من المعلومات عن الفقراء والمساكين تحت عنوان هل تعلم عن الفقراء والمساكين
هل تعلم عن الفقراء والمساكين
هل تعلم عن تعريف الفقراء والمساكين؟
- الفقراء هم من يَجِدُون القُوتَ، أي العيشِ الذي يُقيمُه، هو وعِيالَه.
- الفقير هو الشخص المقيم في بيته لا يقوم بسؤال أحد، ولا يشعر به أحد فيعطى، ولا يملك شئ لزمانه بالرغم من حاجته الشديدة
- المِسْكينُ بكسر الميم،تعني في اللغة الخاضعُ المقهور الذّليلُ، حتى وإن كَانَ غَنِيًّ، فالمسكنَةُ تعني الخضوع، والذل، وتَواضُعُ الحالِ؛ فلقد قال اللّهُ سبحانه وتعالى: ﴿ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالمَسْكَنَةُ ﴾، المسكينُ هنا قد يكونُ غنيا، أو فقيرًا
- المسكين سُمِّيَ بهذا الاسم لِسُكُونِهِ للنَّاسِ، أو لأنّه قد سكنت حركاته مِن قِلَّةِ المالِ، قال تعالى: ﴿ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ﴾
- المَسْكَنة قد تدل على الضَّعف؛ يدل عليه قول الله سبحانه وتعالى في حكايةً الخِضْرِ عليه السّلام: ﴿ أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي البَحْرِِ ﴾، فسمّاهُم الله مساكينَ هنا لِذلهم وخُضوعِهِم لجَوْرِ الملِك الّذي يقوم بأْخذُ كلَّ سفينةٍ يجدَها في البحر بالغصْب
- الله سبحانه وتعالى قد عرف الفقراء في كتابه العزيز بقوله: ﴿ لِلْفُقَرِاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمْ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنْ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلونَ النَّاسَ إِلْحَافاً)
هل تعلم عن الفرق بين الفقير والمسكين؟
- صفة الغنى والفقر تختلف باختلاف المكان، والزمان، فالشخص الذي يعد من فقراء بلد قد يكون من الأغنياء في بلد أخر وفق الظروف المادية، والمعيشية
- أهل العلم قد اختلفوا في معنى الفقير، والمسكين، والفرق بينهما لعدة أقوال من أهمها:
– الفقير يكون حاله أحسن من المسكين.
– المسكين يكون حاله أحسن من الفقير.
– لا فرق بين الفقير والمسكين من حيث المعنى، حتى إن اختلفوا في الاسم
- الرسول صل الله عليه وسلم قد استعاذ من الفقر، ولكنه سألَ المسكنة، قال: ” اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الفقر ” وقال: ” اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا، وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ “
- الاشتقاقَ اللُّغويَّ يدلُّ على أنَّ الشخص الفقيرَ يكون أسوأُ حالًا مِنَ الشخص المسكينِ؛ حيث أن لفظ الفقير يُطلَقُ على الشخص الذي نُزِعَت فِقرةُ ظَهرِه مما أدى لانقطَاع َ صُلبُه، أمَّا لفظ المسكين جاء مِنَ السُّكونِ، لذلك فهو الشخص الذي أسكنَتْه الحاجةُ
هل تعلم عن حكم الزكاة للفقراء والمساكين؟
- الله عزوجل قد ذكر أية بالقرأن الكريم يشرح فيها مصارف الزكاة الثمانية جاء الفقراء والمساكين في أولها، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ والمَسَاكِينِ ﴾ وذلك لإهتمامه عزوجل بشأنهم، ولشدة احتياجهم
- الله عزوجل قد رتَّب الأحق بالزكاة من الفقراء والمساكين فجعل الثاني وهو المسكين أَصلح حالاً من الأَوّل وهو الفقير
- الفقراء، والمساكين يعطون من زكاة المال من أجل دفع حاجتهم وضرورتهم، بالنسبة للفرق بين الفقراء والمساكين: الفقراء هم أشد حاجة، حيث لا يجد الفرد منهم ما يكفي عائلته، ويكفيه، أما المساكين فهم أعلى حالاً من النوع الأول الفقراء؛ لأنهم يجدون ما يزيد عن كفايتهم لأنهم يعطون لحاجتهم.
هل تعلم عن أيُّهما أشدُّ حاجةً؛ الفقراء أم المساكين؟
- الفقيرُ يكون أشدُّ حاجةً مِنَ الشخص المِسكينِ، وذلك وفق مذهَبُ الشافعيَّة، ومذهب الحَنابِلَة، وكذلك وفق قول للمالكيَّة، واختيار ابنُ حزمٍ، وابنُ عثيمين، وابن باز
- الأدلة على أحقية الفقير بالزكاة مِنَ الكِتابِ تتمثل في:
– قوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ) وجه الدلالة هنا هو ذكر الفقراء أولا
– قوله تعالى: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِم) وجه الدلالة هنا هي ذكر الفقيرَ بأنه الشخص الذي لا مالَ له لأنَّهم قد أُخرِجوا مِن ديارِهم، وفقدوا أموالِهم
– قوله تعالى: (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ) وجه الدَّلالة أنَّ الله قد أخبَرَنا بأنَّ المساكين كانوا يعملون على السفينة، فدلَّ ذلك على أنَّ المسكينَ غير مُعدِمًا، وإنَّما لديه شيءٌ قد لا يكفيه
- الأدلة على شدة حاجة الفقير للزكاة عن المسكين من السُّنَّة تتمثل في:
– عن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((ليس المِسكينُ الذي ترُدُّه الأُكلةُ والأُكلتانِ، ولكنَّ المِسكينَ الذي ليس له غِنًى ويستحيي، أو لا يسألُ النَّاسَ إلحافًا)) وجه الدَّلالة هنا أنَّ المسكينَ هو الشخص الذي لا غِنًى له إلَّا أنَّه لا يقومُ له, حيث أنه يصبِر
المراجع