فوائد غزوة أحد
غزوة أحد الموقعة الحربية الثانية المسلمين وكفار قريش، وكان المسلمون قد اكتسبوا قدراً كبيراً من الثقة في قدرتهم على تحقيق النصر بعد انتصارهم في غزوة بدر، وقد واصل المسلمون الكفاح من أجل معتقداتهم على الرغم من الصعاب التي كانت تواجههم، إلا أنهم فوجئوا بهزيمة غير متوقعة، تعرف معنا على فوائد غزوة أحد والدروس المستفادة منها.
فوائد غزوة أحد
على الرغم من أن الانتصار يمنح الثقة، إلا أن النصر من الممكن أيضًا أن يجعل الناس أقل يقظة وحذر وأكثر تعلقاً بالدنيا، وهو ما حدث بالفعل لعدد من الصحابة أثناء غزوة أحد، فأراد الله سبحانه وتعالى أن يعلمهم ويطهر قلوبهم من التعلق بالغنائم يردهم إليه مرة أخرى.
النصر غير مضمون للمسلمين
لقد جعل الانتصار في “الحرب المستحيلة” في غزوة بدر بعض الناس يعتقدون أن الله سوف يساعدهم وينصرهم على الكافرين، وأن النصر مضمون لهم فقط لأنهم صالحون، ولكن بالطبع لا تسير الحياة بهذه الطريقة، فعلى الرغم من أن النصر من عند الله، إلا أننا يجب أن نخطط جيداً لتحقيق هذا النصر ولنكون أهلاً له، والأخذ بالأسباب المؤدية له والتي من أعظمها تنفيذ أوامر القائد مهما حدث، وإخلاص النية في الجهاد لله لا رغبة في الغنائم.
تعليم المسلمين أسباب الهزيمة
عند مواجهة الهزيمة والخسائر، يجب عليك تحديد السبب الذي أدى إلى هذه النتيجة، وألا تكون عاطفيًا أكثر من اللازم، بل تعلَّم منها لتتجنب الفشل في المستقبل. لاحظ جيداً الأخطاء التي وقعت فيها حتى تتمكن دائمًا من تجنبها في المستقبل، وهو ما وضحه الله سبحانه وتعالى تفصيلياً في سورة آل عمران.
طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم مهمة جدا
إن طاعة النبي ﷺ هي أمر مهم للغاية في شريعة المسلمين، كما يتضح في هذه الغزوة، حيث كان لعصيان الرماة في غزوة أحد لأوامر النبي ﷺ عواقب سلبية ووخيمة، حيث كان هذا هو السبب الأساسي للهزيمة التي تعرض لها المسلمون.
ماذا نفعل عند الهزيمة؟
عندما نتعرض للهزيمة، علينا أن نلوم أنفسنا أولاً، ونأخذ في الاعتبار أن ذنوبنا هي السبب في الهزيمة، فينبغي أن نتوب عن خطايانا، وأن ندرك أخطائنا ونُعد أنفسنا إعداداً جيداً لكي نتصرف بطريقة مختلفة وأفضل حتى نتمكن من الحصول على نتائج مختلفة في المرة القادمة، إن الهزيمة هو الوقت المناسب للتخلي عن الأنا لدينا لأن عواقب الهزيمة تأتي على الجميع.
العصيان والطمع سبب للهزيمة
بالإضافة إلى العصيان، فإن الطمع هو أيضا عدو النصر، فالنصر يتطلب الصمود. لكن العصيان والطمع يصرفانك عن الصمود. فإذا كنت تريد أن تنجح في القتال والانتصار من أجل هذا الدين، فحارب عصيانك وإحساسك بالطمع أولاً.
كن طيبًا وليناً مع الناس
قال تعالى في سورة آل عمران: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (آل عمران: 159) .
حفز هذا اللين والرحمة الناس على الكفاح بقوة أكبر والسعي لطاعته صلى الله عليه وسلم أكثر، الأمر الذي أثبت أنه مثمر للنضال، فحتى عندما يرتكب الناس أخطاء، فهذا لا يعني أن تكون قاسياً ووقحاً معهم، ولكن ابق لطيفًا مع الناس ، حتى بعد أن أخطأوا، وامنحهم فرصة أخرى.
تعلمك أن يكون لديك أمل
الهزيمة والنصر ليسا دائمين، فالأيام دُول، كما قال تعالى: “إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ” [آل عمران: 140]، وهو ما حدث بعد هزيمة أحد، حيث عمل المسلمون بجد لتحقيق النصر في غزوة الخندق، فبعد الهزيمة عُد أقوى واجعل هزمتك درسًا مفيداً لك، واستفد من أخطائك.
المصدر