موسم تزاوج طيور الحب
مقدّمة عن طيور الحب
طيور الحب هي ببغاوات صغيرة، تنتمي إلى تصنيف الطّير المتيّم، ويوجد تسعة أنواع منها، ثمانية من هذه الأنواع التّسعة موطنها الأصليُّ البرُّ الرّئيسيّ لأفريقيا، في حين أنّ التّاسع أصله من مدغشقر، وهي جزيرة قبالة السّاحل الأفريقيّ، وهذه الأنواع هي (طائر الحب رماديُّ الوجه، وفيشر، وليليان، والأسود الخدّين، والمقنَّع، والأحمر الوجه، والورديُّ الوجه، والأسود الطّوق، والأسود الجناحين)، وعادة ما يسكنون سهول السّافانا والغابات الجافّة، لكنّها قد توجد أحيانًا في الغابات المطيرة.
سلوك طائر الحب بشكل عام
في البرّيّة، تعيش طيور الحب في قطعان من الممكن أن تكون صغيرة تقتصر على عدد من الأزواج، وقد تكون كبيرة جدًّا وتحتوي على ما يصل إلى 800 فرد، كما تميل أسراب طيور الحب إلى التّجمّع حول مصادر الغذاء أو الماء خلال موسم الجفاف، عندما تكون الموارد نادرة حقًّا. طيور الحب طيور اجتماعيّة وتتواصل مع بعضها البعض باستخدام سلسلة من الأصوات، مثلًا تصدر أصواتًا أثناء التّكاثر تختلف عن الأصوات التّحذيريّة، وهذه الطّيور حيوانات عاشبة أي أنّها تناول البذور والمكسّرات والفواكه والتّوت والزّهور ولكنّها قد تأكل الحشرات بشكل عَرَضيّ.
تزاوج طيور الحب
كلُّ أنواع طيور الحب تشكِّل روابط قويّة أحاديّة الزّوج، ويستمرُّ زواجهما بشكل عامٍّ مدى الحياة، كما أنّ طيور الحب تنفصل عن شريكها إذا اكتشفا أنّهما غير متوافقين مع بعضها البعض، ولكلٍّ نوع من طيور الحب طرق خاصّة للعثور على رفيقه، ولكن توجد بعض أوجه التّشابه بينها، مثلًا يبدأ ذكور طائر الحب ورديُّ الوجه بالرّباط الزّوجيّ منذ أن يبلغ شهرين، وعند جميع أنواع طيور الحب يجب أن تبدأ الذّكور بالمبادرة، والإناث صاحبة القرار إمّا تقبل وإمّا ترفض، كما تتضمّن طقوس التّزاوج غالبًا أن يُقدِّم الذّكر للإنثى الطّعام، بالإضافة إلى إصدار نغمات خاصّة.
تربية طيور الحبِّ في المنزل
عادة ما يُحتفظ بثلاثة أنواع من طيور الحب فقط كحيوانات أليفة، وهي فيشر، والورديُّة الوجه، والمقنّعة، أمّا الأنواع المتبقّية فلا تزدهر في الأقفاص، ومن الصّعب أو المستحيل إبقائها سعيدة وبصّحّة جيّدة، وخلافًا للاعتقاد السّائد، ليس من الضّروريّ الاحتفاظ بطيور الحب في أزواج؛ لأنّه من الممكن أن يكونوا سعداء في البقاء وحدهم، وإذا كان في القفص طائر حب واحد فمن المحتمل أن يكون أكثر ترويضًا وصديقًا لصاحبه، ولكن يتعيّن على صاحبه التّواصل معه كثيرًا، ومع ذلك، يستمتع الكثير من النّاس بإبقاء هذه الطّيور في أزواج داخل الأقفاص، ولكن من الصّعب جدًّا التّمييز بين ذكور طيور الحب وإناثه.
تزاوج طيور الحبِّ في الأقفاص
بحسب معلومات عن موسم تزاوج طيور الحب التي تعيش في أقفاص في المنازل؛ فإنّه لا يوجد لها موعد محدّد، ويُمكنها أن تتكاثر في أيِّ وقت خلال العام، ويختلف موسم تزاوج طيور الحب في الأقفاص باختلاف نوعها؛ حيث إنّ موسم تزاوج طيور الحب ورديّة الوجه يكون خلال شهر شباط وآذار ونيسان وكانون الأوّل، أمّا موسم تزاوج طيور الحب فيشر الذي يعيش في إفريقيا فإنّه خلال موسم الجفاف الذي يستمرُّ من تشرين الثّاني وحتّى تمّوز.
سلوك التّعشيش عند طيور الحب
مع بداية موسم تزاوج طيور الحب التي تعيش في الأقفاص، يبدأ الذّكر ببناء العشِّ، ويَستخدِم في ذلك أشياء ممزّقة، مثل الورق، ويبني عشًّا متقنًا، على سبيل المثال تقوم أنثى طائر الحب ورديّة الوجه بحمل الشّرائط الممزّقة بين ريش ذيلها، قبل أن تحملها إلى منطقة العشِّ، أمّا طيور الحب فيشر فتقوم بحسب لشّرائط الممزّقة، وتُنشئ عشًّا على شكل نفق، ويُشبه سلوك طيور الحب المقنّعة سلوكَ طيور الحب فيشر.
قد تقوم الطّيور غير النّاضجة بما فيه الكفاية ببناء أعشاش في الأقفاص مع بداية موسم تزاوج طيور الحب ليتعلّموا أن يتصرّفوا مثل البالغين. أمّا في البرّيّة خلال موسم تزاوج طيور الحب تتجمّع معظم الأنواع في مستعمرات كبيرة، حيث يبني العديد من الأزواج الذين يتكاثرون أعشاشهم في ثقوب أو تجاويف بالقرب من بعضهم البعض، ولبناء الأعشاش، تقوم الإناث بتمزيق الموادِّ الطّبيعيّة مثل أوراق النّخيل، شرائح اللّحاء.
تكاثر طيور الحبِّ
قد تضع إناث طيور الحب بيضًا غير مخصّب قبل أن تبلُغ من العمر عامًا واحدًا، مثلها مثل باقي أنواع الطّيور الأخرى، ومن المحتمل أيضًا أن تضع بيضًا غير مخصَّب بعد مرحلة البلوغ، وقد تقوم إناث طيور الحب بسلوك التّعشيش حتّى بالنّسبة للبيض غير المخصّب، وتضع الإناث البالغات من طيور الحب بشكل عامٍّ من ثلاث إلى ستِّ بيضات كلَّ مرّة. بعد موسم تزاوج طيور الحب تبقى الإناث في الأعشاش، ويتولّى الذّكر مهمّة إطعامها، وبعد تفقيش الفراخ يتولّى كلا الوالدين تربيتهم.
المراجع