الاكتفاء باللغة الأم يعني عدم قدرتك على التواصل مع الكثير من الأشخاص حول العالم، كما يقلل من امكانية حصولك على فرص مميزة في العمل أو الدراسة، لذلك تعلم لغة جديدة يعتبر ميزة كبيرة، فهو لا يساعدك على تحسين صحة دماغك فقط بل يزيد فرصك المهنية، ونوضح في هذا المقال فوائد تعلم لغة جديدة.
فوائد تعلم لغة جديدة
-
تحسين صحة الدماغ
يظهر بحث (يوهان مارتنسون) أنه بعد ثلاثة أشهر من تعلم لغة جديدة، نمت أدمغة المتعلمين في ثلاثة أماكن: منطقة الحُصين (قرن آمون)، التلفيف الجبهي الأوسط، التلفيف الجبهي السفلي، التلفيف الصدغي، الأمر الذي انعكس إيجابيا على صحة الدماغ.
-
امتلاك ذاكرة أفضل
وفقا للبحث الذي أجرته (جوليا موراليس) من جامعة غرناطة الإسبانية، يمكن للأطفال الذين يتعلمون لغة جديدة أن يتذكروا ذكريات أفضل من متحدثي لغة واحدة فقط، وعندما طُلب منهم إكمال المهام المستندة إلى الذاكرة، وجد أنهم يعملون بشكل أسرع وأكثر دقة، كما أن المشاركين الشباب الذين يتحدثون لغة ثانية عملت أدمغتهم بشكل أسرع وتمكنوا من تحديد المشاكل بطريقة أكثر منطقية.
-
امتلاك مهارات استماع أفضل
في بداية تعلم اللغة يكون الاستماع وفهم ما يُقال أصعب مرحلة، لكن الدماغ يعمل بجهد أكبر للتمييز بين الأنواع المختلفة من الأصوات بلغات مختلفة، وبالتالي عندما يكون لديك لغتين يؤدي ذلك إلى تحسين مهارات الاستماع لديك مع الوقت.
-
زيادة الذكاء اللفظي وغير اللفظي
في عام 1962، نشر (بيل) و(لامبرت) دراسة، وجدوا أن الأشخاص الذين يجيدون التحدث بطلاقة على الأقل في أكثر من لغة تفوقوا على من يمتلكون لغة واحدة في اختبارات الذكاء اللفظي وغير اللفظي، وخاصة في الاختبارات غير اللفظية التي تتطلب مزيد من المرونة العقلية.
-
تحسين الانتباه
تشير دراسة أجريت عام 2010 إلى أن المبحوثين الذين لديهم لغتين كانوا أكثر قدرة في السيطرة على انتباههم والحد من الانحرافات والتشتت، وعندما طلب منهم التركيز على مهمة ما، أظهروا قدرة أكبر في التركيز على المهمة المحددة، وحذف المعلومات غير الضرورية والعمل فقط على ما هو ضروري.
-
القدرة على القيام بمهام متعددة
وفقا للأبحاث التي أجراها (براين جولد)، فإن تعلم لغة يزيد من مرونة الدماغ، ما يجعل من السهل تبديل المهام في ثوان معدودة، ووجد أن المشاركين في الدراسة أفضل في التكيف وكانوا قادرين على التعامل مع مواقف غير متوقعة أفضل بكثير ممن يمتلكون لغة واحدة.
فسرت الدراسة سبب ذلك أنه عندما نتعلم لغة جديدة، فإننا نقفز بشكل متكرر بين لغتنا الأولى المألوفة واللغة الجديدة، وهذا التمرين اللغوي ينشط مناطق مختلفة من الدماغ، وكلما قمنا بالتبديل بين اللغات، أصبحت مناطق الدماغ أكثر اعتيادًا على العمل، وتبدأ تلك المناطق بالمساعدة في التبديل بين المهام المختلفة والتفكير فيها.
-
تصبح أكثر إبداعا
تعلم لغة أجنبية لا يحسن فقط قدرتك على حل المشاكل والتفكير بشكل أكثر منطقية، بل يمكن أن يزيد من إبداعك، وفقا لكاثرين بامفورد ودونالد ميزوكاوا، لأن تعلمها يفرض عليك الوصول إلى كلمات بديلة عندما لا تتذكر الكلمات الأصلية التي تريد استخدامها ويجعلك تجرب كلمات وعبارات جديدة، وبالتالي يحسن مهاراتك في التفكير المتباين، وهو القدرة على تحديد حلول متعددة لمشكلة واحدة.
-
تحسين القدرة على القيام بالوظائف التنفيذية
تتطلب هذه الوظائف امتلاك القدرة على حل المشكلات، والتخطيط والتنفيذ، وأظهرت مجموعة أبحاث أن الأفراد الذين يتحدثون للغتين أفضل في مثل هذه العمليات مقارنة بمن يمتلكون لغة واحدة.
-
تحسين القدرة على حل المشكلات والمسائل الرياضية
في إحدى الدراسات، عُرض على الأطفال الذين يتحدثون بلغتين مشاكل مرتبطة بالرياضيات (ترتيب مجموعتين من أغطية الزجاجات لتكون متساوية وفقًا للتعليمات) وأخرى غير رياضية (مشكلة منزلية شائعة ممثلة بالصور) وطلب منهم تقديم حلول.
أكدت النتائج أن الأطفال الذين يتحدثون لغتين كانوا أكثر إبداعًا في حل مشكلاتهم من أقرانهم أحادي اللغة، لأن زيادة الوعي اللغوي باللغتين، يخلق شكلاً من أشكال التفكير أكثر انفتاحًا وموضوعية، ما يؤدي إلى زيادة الوعي والمرونة.
-
تعزيز فرصك المهنية
يمكن للموظفين متعددي اللغات التواصل والتفاعل داخل مجتمعات متعددة، وأصبح هذا الأمر أكثر أهمية وقيمة مع ظهور التكنولوجيا التي تتيح التواصل عالميا، فضلا عن أن تعلمك لغة جديدة يعطي انطباعك عنك أنك شخص ذكي ومنضبط، ويمنحك ميزة تنافسية مع من يمتلكون لغة واحدة.
في دراسة استقصائية أجريت على 581 خريجًا من كلية الدراسات العليا الأمريكية للإدارة الدولية في (جلينديل) بولاية (أريزونا)، صرح معظمهم أنهم اكتسبوا ميزة تنافسية من معرفتهم باللغات الأجنبية والثقافات الأخرى، وقالوا إن دراسة اللغة لم تكن فقط عاملاً حاسماً في التوظيف وتعزيز حياتهم المهنية، ولكنها وفرت أيضا انضباطا عقليا وتنويرا ثقافيا.
-
تعزيز ثقتك بنفسك وشعورك بالإنجاز
تعلم لغة أجنبية يعزز ثقتك بنفسك، وتشير نتائج العديد من الدراسات أن الطلاب الذين يدرسون لغة أجنبية لديهم مفهوم ذاتي أعلى بكثير من الطلاب غير اللغويين.
-
كسب مزيد من المال
امتلاك لغة ثانية من المؤكد أنه يزيد من راتبك، لكن المبلغ الذي يمكنك الحصول عليه يختلف من بلد إلى آخر، في المملكة المتحدة، يحصل الموظفون الذين يعرفون لغة أجنبية على 3000 جنيه إسترليني إضافي في السنة، والشركات مستعدة لزيادة رواتب موظفيها الذين تعلموا لغة جديدة، لكن غالبا اللغات النادرة لا توضع في الاعتبار.
-
زيادة فرص السفر للخارج
هناك العديد من الأسباب التي تجعل الناس يغادرون وطنهم وينتقلون إلى أماكن أخرى، البعض يبحث عن حياة أفضل، والبعض الآخر يحاول إيجاد الحرية السياسية أو التسامح الديني، وأيا كان السبب، فإن معرفة اللغات الأجنبية يزيد من قدرتك على التنقل والسفر عن طريق إزالة الحواجز اللغوية وزيادة فرص العمل.
-
تكوين صداقات جديدة
مهاراتك اللغوية تزيل كل حواجز التواصل في العالم، في عصر الإنترنت يمكنك أن تجد أصدقاء في كل ركن من أركان العالم، أفريقيا وآسيا ونيوزيلندا وغيرهم.
-
زيادة الوعي والفهم العالمي (السياسي)
أثناء دراسة لغة أخرى، لا تتعلم فقط كيفية التواصل بها، بل تعرف أيضًا الكثير عن البلد والثقافة والناس، ومع الوقت تتمكن من فهمهم والتعاطف معهم بشكل أفضل، لأنك تتمكن من اكتشاف تاريخهم وآلامهم وانتصاراتهم، وتبدأ في رؤية العالم من خلال عيونهم.
-
تعلم لغات أخرى بشكل أسرع
تعلم لغة جديدة غالبا يكون صعبا في المرة الأولى، لأنه لا يكون لديك خطة، ولا أي فكرة عما تفعله، لكن بعد تعلمها بالفعل يصبح لديك طريقة أو خطة واضحة عند تعلم أي لغة أخرى، وبالتالي قد تتعلمها بسرعة أكبر.